عودة " صدام حسين " في ايران الآن - والعقلية العربسلامية بتفكيرها الانتحاري

كتب : صلاح الدين محسن
5-11-2018

كأن صدام حسين قد بُعِث من جديد  وهو الذي يحكم في ايران اليوم 
فما حدث للعراق  أيام صدام حسين , من حصار , وجوع الشعب العراقي . ثم النفط مقابل الغذاء , شفقة بأطفال العراق وبشعبها .. ثم تدرجت العقوبات الأمريكية علي صدام حسين - فوق رأس العراق وشعبه ! - حتي تكوين تحالف دولي من أمريكا وأوربا   لغزو العراق , لكسر صدام حسين ..
وتم الغزو والدمار والخراب .. نفس السيناريو يجري الآن في ايران 

   بدأ تنفيذ العقوبات الأمريكية علي ايران من يوم الاثنين من الشهر الجاري  5 -11-2018 ...
وملالي ايران تماماً كما كان صدام حسين  .. يسيرون علي نفس خطاه , اذ لم يعرف صدام حسين , شجاعة الانسحاب التي عرفها الزعيم الروسي خروتشوف . الذي انسحب ليجنب بلاده والعالم شرور حرب عالمية . فيما سمي- بأزمة الصواريخ الكوبية - في أغسطس 1962 - عهد الرئيس الأمريكي جون كنيدي .  فسحب خروتشوف صواريخه من كوبا , بعدما هدده الرئيس جون كنيدي ..  
لم يعرف " صدام حسين " مثل تلك الشجاعة . فدمر نفسه ووولديه وكثيرين من رفاقه ودمر العراق وشعبه وشرد الملايين بالخارج . وترك ملايين الأرامل العراقيات وملايين الأطفال اليتامي العراقيين ..
نفس السيناريو يتكرر الآن في ايران . كما لو كان صدام حسين , قد عاد من جديد . ويمارس عناده واصراره وتحديه لأكبر دول العالم . تهديده لأمريكا ! وتوعدها بالهزيمة .. واصراره علي خوض حرب عالمية بالعراق وحده لا يناصره أحد ! في مقابل العديد من دول أوربا بالاضافة لأمريكا .. ! ورفضه لكل نداءات وتحذيرات من زعماء المنطقة ومن دول كبري في آسيا . لقبوله عندها .. ويترك السياسة ويترك العراق وشعبها للنجاة  من الغزو والهلاك القادم .. وهو يصر ويهدد ويعتقد ان بمقدوره هزيمة دول كبري , بشعب وجيش جائع ومريض . بسبب الحصار , وأطفال العراق يموتون لنقص لبن الأطفال , وشعب يضطر لاستخدام أدوية انتهت صلاحيتها - بسبب الحصار - في كل تلك الظروف يقرر ويصمم صدام حسين , ويركب رأسه . حتي النهاية المعروفة له ولولديه ولأعوانه , وللعراق ولشعب العراق .. َ
نفس الشيء , نفس السيناريو يطبقه اليوم ملالي ايران .. 
نفس طريق صدام حسين .. !!
يهددون امريكا بملصقات بالشوارع في طهران ..
 إيرانيتان أمام غرافيتي على جدران السفارة الأميركية السابقة في طهران أمس (أ.ف.ب) - عن الشرق الأوسط . لندن 5-11-2018

انها ليست وحسب طريقة صدام حسين  - الانتحارية  - أن ينتحر ومعه شعبه وبلاده !
كلا .. فهي طريقة وأسلوب تفكير عربسلامي .. عبر عنها الشاعر العربي القديم : " لنا الصدر أو القبر " ! لا شيء ثالث

فمثلما يعاند ملالي ايران  اليوم . ويصرون علي ان بامكانهم هزيمة أكبر وأغني دولة بالعالم - بالاضافة لحلفائها - .. بغباء لا يحسدهم عليه عاقل ..
1 - هكذا فعلها صدام حسين . مرتين لا مرة واحدة .. عندما قبل محاربة عدة دول مجتمعة . في عملية تحرير الكويت . في التسعينيات من القرن الماضي .. ! ولم يخرج من الكويت الا وهو يتأبط الهزيمة .. ! ثم عاد ليصر علي محاربة عدة دول تقودها أمريكا . في حرب غزو العراق عام 2001 . ! وهو يهدد ويتوعد كل تلك الدول بالهزيمة والخسران والندامة !! ولم يرجع الا باخراجه من حفرة , الي المحاكمة , ثم التعلق بحبل المشنقة ..
2 - وكذلك فعلها عبد الناصر من قبله . مرتين لا مرة واحدة .. عام 1956 أصر علي خوض معركة ضد 3 دول - انجلترا وفرنسا واسرائيل - أصغرها قادرة علي هزيمته .. ولكنه أصر علي خوض المعركة , حتي تم تدمير مدن القناة وتشريد أهلها نحو محافظات مصر المختلفة . واحتلال سيناء - للمرة الأولي - وخراب يصعب احصاء تكاليفه علي مصر وشعبها .. ثم عاد مرة أخري لمحاربة اسرائيل بغباء سياسي لا ينافسه فيه سوي زعماء منسوبين مثله للعروبة والاسلام . وذلك عام 1967 . وكانت أقل وصفه لها انها مخزية - أسماها هو " نكسة " .. وتسبب في احتلال سيناء للمرة الثانية ..
3 - وهكذا فعلها معمر القذافي .. الذي قبل الدخول في معركة ضد المعارضة المدعومة من قبل دول عظمي .. واستعان بمرتزقة افريقية . مصمماً بغبياء سياسي لا ينافسه فيه سوي صدام حسين وعبد الناصر .. وفي النهاية تسبب في تعرضه للاعتقال من قبل قوات المعارضة وقتلة شر قتلة ! وتعريض ليلبيا لدمار لا يزال ممسكا بها حتي هذه الساعة .. ! .
4 - وهكذا فعلها " علي عبد الله صالح " في اليمن . أصر علي عدم الانسحاب من حياة شعب اليمن , الذي رفضه .. فحارب الشعب , وانضم في محاربته للشعب اليمني الي جماعة انفصالية كان يحاربها بالأمس " الحوثيين " ! المدعوين من ايران , وحتي بعد انضمام السعودية - التي ارتكبت من قبل حماقة معالجة عبد الله صالح , بمستشفاها بعدما تعرض لمحاولة اغتيال - قوات السعودية ومعها حلفاء الي جانب جيش اليمن , لم ينسحب " صالح " من حربه للشعب اليمني , ظناً منه انه سينتصر علي جيش اليمن والسعودية وحلفائهما ! ولم ينسحب الا بقتله علي يد من تحالف معهم ضد اليمن " الحوثيين " ! .
من الذي تسبب في دخول ايران والسعودية وحلفائها الي اليمن وتدميره وقتل الملايين من شعبه !؟ انه عناد علي عبد الله صالح . واصراره علي الانتحار , علي طريقة صدام حسين , ومعمر القذافي , وقبلهما عبد الناصر ..
والدور الآن علي : عمائم ملالي ايران .. ايران الاسلامية الشيعية المذهب , المشبعة بطريقة التفكير الانتحاري العربي , بحكم الحدود المشتركة مع الدول الخاضعة للعربية ..
وفي تقديرنا الشخصي .. ان الدور التالي سوف يكون علي تركيا - أردوغان - ذاك الزعيم التركي الاسلامي , ذو العقالية العربية في التفكير بالغباء السياسي الانتحاري العربي بحكم ملاصقة حدود تركيا مع دول مصابة بعقيدة العرب وبتفكير العقلية العربية  ..
انتظروا أن ينهج " أردوغان " - بعد ايران - نفس طريق ونهج خامئني وقبله صدام والقذافي وعلي عبد الله صالح وقبلهم عبد الناصر . ولن يرجع اردوغان - بعد ايران - لو استمر في السلطة , الا بتدمير تركيا وقتل وتشريد الملايين من شعبها وتقسيم أراضيها .. !
انه تفكير وعقل الغالبية الساحقة لكل الخاضعين للاسلام والعروبة ..

وانني لعلي ثقة من ان كثيرن ممن سيقرأوا مقالي هذا سوف يقولون باستنكار :
أيريد ذاك الرجل أن نستسلم لمشيئة امريكا  . يا للعار!!؟
فالاسلاميون العروبيون - والاسلاميون المشبعون بتفكير العقل العربي -  كايران وتركيا - أهون عندهم أن تدمر بلادهم  ويقتل وتُشرد ملايين من شعوبهم . ذاك أشرف لهم ..  ولا عار انسحاب زعمائهم , مثلما انسحب الزعيم الروسي " خروتشوف "  , امام انذار الرئيس الامريكي " جون كنيدي " عام 1962 .. !! .
انها العقلية " العرب - اسلامية " , الانتحارية الاستشهادية . التي تملأ العالم رعباً وارهاباً . مثلما تملأ البلاد المبتلاة بها .
========

تعليقات