الفلسفة الروحية للمصريين القدماء - 1


Ägyptischer Kultur Club DA
مقتطف 48
من كتاب " ذكاء القلب : الفلسفة الروحية للمصريين القدماء "
بقلم #صفاء_محمد
مبدأ الكون الهولوغرافى (مبدأ الإحتواء و التداخل) :
و أبسط تعريف لمبدأ الكون الهولوغرافى هو
تشبيهه بصورة كبيرة مكونة من أجزاء صغيرة ؛
كل جزء من هذه الأجزاء الصغيرة عبارة عن نسخة مكررة
من الصورة الكبرى .
و عندما نقوم بتقسيم الصورة الهولوغرافية إلى أجزاء
نحصل على قطع صغيرة من الهولوغراف ؛
كل قطعة عبارة عن صورة مكتملة – و لكن مصغرة – من الكل .
و يعتبر المحيط من الأمثلة التى توضح لنا فكرة الكون الهولوغرافى
أو مبدأ الإحتواء و التداخل .
ف المحيط مكون من ماء و لذلك فان كل قطرة ماء تحوى بداخلها
صورة مصغرة من المحيط .
و من أمثلة الكون الهولوغرافى أيضا بذور النباتات .
ف البذرة هى جزء من الشجرة
و مع ذلك ف هى تحتوى بداخلها على صورة مكتملة من الشجرة
التى تنتمى إليها و عند غرسها تعود و تنبت شجرة كاملة ,
أى أن الجزء (البذرة) كان يحوى بداخله الكل (الشجرة)
الذى كان من قبل يحتويه ,
و الذى سيعود و يولد منه مجددا فى المستقبل .
و يعتبر الإنسان أوضح مثال لمبدأ الكون الهولوغرافى .
ف جسم الانسان مكون من مئات البلايين من الخلايا ؛
كل خلية تحتوى على نسخة كاملة من الحمض النووى الأصلى ,
و هو المكتبة الرئيسية التى تحفظ كل السجلات و المعلومات
التى تخص صاحب المكتبة .
و بعبارة أخرى
إن الخلية الواحدة هى صورة مصغرة من الجسم كله ,
و من هنا جاءت فكرة الإستنساخ التى قام العلماء بتجربتها على الحيوانات .
عبر المصريون القدماء عن مبدأ الكون الهولوغرافى
(مبدأ الإحتواء و التداخل)
ب صناديق تحوت التى جاء ذكرها
فى "حكاية الساحر ساتنى
و كتاب تحوت المقدس"
و هى من روائع الأدب المصرى .
تدور الحكاية حول الأمير "ساتنى" (خع إم واس)
ابن الملك رمسيس الثانى و الذى عرف بولعه بالحكمة القديمة
و شغفه بتراث الأجداد .
سمع الأمير "ساتنى" عن كتاب تحوت المقدس الذى يحوى أسرار الخلق .
فى هذا الكتاب دون تحوت بيده كلمات سحرية ؛
إذا قرأها إنسان امتلك سحر السماء و الأرض و الدوات
و سمع صوت الطيور فى السماء و الزواحف فى جوف الأرض
و رأى الأسماك فى قاع النهر
و شاهد لحظة تجلى آتوم و تاسوعه فى بدء الخليقة
و اطلع على صورهم التى ظهروا بها فى الزمن الأول
(أى اتصل بعالم الجوهر و رأى الصور الأولية لجميع الخلائق) .
و لكن هذا الكتاب صعب المنال ,
فقد خبأه تحوت داخل مجموعة من الصناديق المتداخلة ؛
كل صندوق يحوى بداخله صندوقا آخر يشبهه
و لكنه مصنوع من مادة مختلفة .
تبدأ الصناديق من الخارج بصندوق من الحديد ,
ثم صندوق من البرونز ,
ثم صندوق من الخشب ,
ثم صندوق من العاج ,
ثم صندوق من الفضة ,
و أخيرا صندوق ذهبى يحفظ الكتاب المكنون .
و هذه الصناديق المتداخلة ترقد فى قاع النيل يحرسها ثعبان مخيف
يلتف حولها و يهاجم كل من يقترب من الكتاب المقدس .
ترمز صناديق تحوت فى هذه القصة ل مبدأ الكون الهولوغرافى
(مبدأ الإحتواء و التداخل) .
يعبر تداخل الصناديق عن فكرة الإحتواء و التداخل التى تجمع
العالم المادى و عالم الجوهر (عالم الروح) فى نسيج واحد أو وحدة واحدة .
و نلاحظ أن الصناديق تبدأ من الخارج بمعادن رخيصة
و كلما اتجهنا للداخل ظهرت المعادن الأنفس إلى أن نصل للصندوق الذهبى
و هو الصندوق الأخير الذى يحوى الكتاب المكنون .
و المعنى المقصود هنا
أن مظاهر الطبيعة على الأرض هى
مجرد قشرة تخفى تحتها نماذج أخرى تشبهها و لكن من طبيعة أسمى .
و ما يبدو فى عالمنا شيئا ضئيلا هو فى الحقيقة يحمل بداخله قدرة إلهية
أكبر منه تنتمى لعالم الجوهر .
إن مظاهر الطبيعة التى تبدو أمامنا مجرد أشياء مادية هى القشرة الخارجية
أو الصندوق الحديدى الذى يحوى بداخله
مجموعة أخرى من الصناديق مصنوعة من معادن أنفس . .......
----------------------------------------------------------
مقتطف من كتاب
" ذكاء القلب : الفلسفة الروحية للمصريين القدماء "
بقلم #صفاء_محمد...
📷✍️ #Safaa_Mohamed
من موقع علم المصريات بالفيسبوك - أكتوبر 2018

تعليقات