من طرائف الشعراء



الصورة لجمع من الشعراء في احتفالية مبايعة شوقي أميرًا للشعراء في كازينو سراي الجزيرة .

من طرائف ما حدث عند التجهيز لهذه الحفلة :

أن الشاعر محمد الهراوي كان يرى أن لقب ( إمارة الشعر ) بدعة ، وأن لكل شاعر مكانته ووضعه وامتيازه في عالم الشعر ، فلما توجهت الدعوة لإقامة مهرجان مبايعة شوقي لإمارة الشعراء ، أخذ الهراوي يحرض أصدقاءه من الشعراء على مقاطعة ذلك المهرجان ، وعلى عدم مبايعتهم لشوقي بلقب الإ
...مارة ، وكان يعمل مع حافظ في دار الكتب فتحدث معه في هذا الشأن ، كما تحدث مع الشيخ عبد المطلب ، وفي ليلة اجتمعوا ومعهم لفيف من أصدقاء الهراوي وأصدقاء حافظ ، وأمضوا سهرة صاخبة في مقهى في نهاية العباسية شرب فيها من شرب ، وطرب من طرب ، واستخفهم التهكم على شوقي ، فأخذ حافظ ينشد :
شال وانخبط ... وادعى العبط
ليت هاجري ... يبلع الزلط
وأخذ الحاضرون يجيزون على هذا النمط حتى بلغوا بالقصيدة ستين بيتًا ، وكان الهراوي رحمه الله يقيد ما يقال . . . .
وفي الصباح اجتمع حافظ والهراوي ومن معهما في دار الكتب وأنشد حافظٌ الحاضرين ما أعده لمبايعة شوقي بإمارة الشعر (1) ، فعجب الحاضرون ، وصاح فيه الهراوى : أين ما اتفقنا عليه ؟!
فقال حافظ : أجل ، إنني عند ما اتفقنا عليه بالنسبة لكم ، أما بالنسبة لي ، فإني لا أستطيع أن أتخلف عن مبايعة شوقي في ذلك المهرجان ، لأنني رجل جبان ... ! (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وهي قصيدته الشهيرة :
بلابلَ وادي النِّيلِ بالمشرقِ اسجَعِي ... بشعر أمير الدَّوْلَتَيْن ورجِّعِي
التي يقول فيها :
أميرَ القوافي قد أتيتُ مبايعًا ... وهذي وُفُودُ الشرق قد بَايَعَتْ معي

وقد بايعه أيضًا الشيخ محمد عبد المطلب بقصيدة مطلعها :
تأوَّبني والليلُ بالصبح مُزْعِجُ ... خيال له في حِنْدِسِ الهمِّ منهجُ
وألقيت هذه القصائد في مهرجان أقيم بالأوبرا في 29 إبريل 1927 م .
منقول من :
صور أعلام الديار المصرية وعلمائها

(2) مجلة الرسالة العدد 745 - 13 / 10 / 1947 م "تعقيبات على مقال طاهر الطناحي" لمحمد علي مخلوف . ديوان حافظ ص 119 . ديوان عبد المطلب ص 46 .
 
======

تعليقات