كتابات أعجبتنا - انتصارات كاذبة , قديمة وحديثة
----- المقال المختار :
6 أكتوبرلكن من 3200 سنة
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن 2016 / 10 / 6
لا تصدق كل ما يكتبه الكهنة عن الحرب
علي جدران الرامسيوم .. كتب الكهنة علي لسان رمسيس الثاني حديثة مع ربه (أمن ) عندما حاصرته وجيوشة قوات الحيثيين:
((من هم هؤلاء الآسيويون بالنسبة لك؟ ..رجال أشرار لا يعرفون الله
ألم أشيد من أجلك العديد من العمائر، إني أناديك يا أبي: أيا آمون في عُلاك
إني وسط أعداء لا أعرفهم كل هذه البلدان تجمعت ضدي وجيوشي هجرتني
إني أناديك أيا آمون يا من أنت الأفضل من عشر ملايين جندي، يا من أنت الأقوى،
من مئات آلاف من المركبات الحربية يا من أنت الأبرك من آلاف الإخوة والأبناء والأقارب وأهل البلاد)).
مفيش فايدة في كهنة أمون هكذا هم دائما منذ ثلاث الاف سنة فلنكمل الحدوته
ثم يسرد الكهنة كيف أن ربه (أمن) أنقذه:
((مد لي أمون اليد ، أطلق صرخة الفرح من صدورنا ، قال: أنا رب النصر أحب الشجاعة اضرب باليد اليسرى وحارب باليمنى))
وفي مشهد أقرب لقصص الاطفال يصف الكهنة مشهد الانتصارعلي لسانه بعد أن خاض المعركة منفردا فيقول
((أرى الألفي وخمسمائة مركبة حربية التي أحاطت بي مسجاة .. مهشمة
منقلبة أمامي ألقيت بها في الماء فغاصت للقاع كما يغوص التمساح
الجنود يتعثرون فوق بعضهم البعض فأقتل منهم ما أشاء يصيحون في بعضهم البعض
«هذا الذي بيننا ليس بشرًا.. إنه الإله بعل»..)).
أى أنه عندما حاصر الحيثيون فيلق رمسيس إندفع بين قوات العدو و بفضل أمن هزم الالاف منفردا .. فاوقع عجلاتهم الحربية و جنودهم .. و فك الحصار .
فلنقرأ بعض من ما كتبه المؤرخون عن هذه المعركة .. و إتفاقية السلام التي إنتهت إليها .
((خرج رمسيس الثاني بجيوشه من قلعة ثارو الحدودية وذلك في ربيع العام الخامس من حكمه. وبعد مرور شهر وصل بجيوشه إلى مشارف مدينة قادش عند ملتقى نهر العاصي مع أحد فروعه. وكان الجيش يتكون من أربعة فيالق وهي فيالق آمون ورع وبتاح وست وهي أسماء آلالهة الكبرى، بينما كان الملك مواتللي ملك الحيثيين قد حشد جيشاً قوياً انخرط فيه الكثير من الجنود بالإضافة إلى جيوش حلفائه (ومن بينهم ريميشارينا أمير حلب)، واتخذ من قادش القديمة مركزاً لجيوشه)).
((فيما كان رمسيس معسكراً بجيشه بالقرب من قادش (التي كانت علي مسيرة يوم واحد)، إذ دخل معسكره اثنان من الشاسو (البدو) ادعيا أنهما فاران من جيش الملك الحيثي، وأظهرا الولاء للفرعون الذي سلمهما بدوره إلى رجاله ليستجوبوهما عن مكان جيوش الحيثيين، فأخبرا الفرعون بأن ملك الحيثيين قد بعد عن الموقع وهو حاليا في حلب شمال سوريا
وفي الواقع لم يكن هذان الشاسو غير جواسيس، وعلي أساس هذه الأخبار وبدون التأكد من صحتها أسرع الملك رمسيس علي رأس فيلق امون وعبر مخاضة لنهر العاصي، ثم سار إلى مرتفع شمال غربي قادش وأقام معسكره هناك في انتظار وصول باقي الجيش ليتابع السير في أثر جيش (خيتا) الذي كان يظن أنه في الشمال حسبما أخبره الجاسوسان، وفي هذه الأثناء قبض جيشه على اثنين من جنود العدو الكشافة اللذين استخلصوا منهما الحقيقة وهي أن الحيثيين كانوا كامنين في قادش وأن جيوش الحيثيين كانت في طريقها لعبور نهر العاصي ومفاجئة الجيش المصري هناك.
وبالفعل عبر نصف الجيش الحيثي مخاضة نهر العاصي وفاجئوا رمسيس الثاني الذي كان قد ارتكب خطأ تكتيكيا بترك مساحات كبيرة بين فيالقه(ثغرة ) فهاجموا فيلق رع ودمروه تدميرًا كاملًا وبذلك قطعوا الاتصال بين رمسيس وبقية فيالقه، واتجه الجيش الحيثي بعد ذلك بعرباته الحربية وتابع تقدمه وهاجم فيلق آمون الذي فقد نتيجة ذلك العديد من جنوده، وهنا وفي مواجهة خطر التطويق والهزيمة المحتمة قاد رمسيس بنفسه هجوماً ضد الحيثيين حيث سلك بالجيش ممراً ضيقاً ليلتف حول الحيثيين ودفع بهم حتي النهر وكانت اللحظة الفارقة في ذلك وصول إمدادات من جنوده القادمين من بلاد امور والمسماه (نعارينا) وقد فاجأ ذلك الحيثيين ووجدوا أنفسهم محاصرين واضطر الحيثيون لذلك لترك عرباتهم الحربية والسباحة في نهر العاصي أمام هجوم الرعامسة)).
النتيجة النهائية للحملة
((فشل رمسيس الثاني في كسر دفاعات قادش ونجح الحيثيون بإبقائها تحت سيطرتهم وانتهت المعركة باحتفاظ كل من الطرفين بنفس مكاسبه السابقة وخسائر فادحة لكلا الطرفين في المعركة. وعاد رمسيس آفلا إلى دمشق.
ذكر رمسيس الثاني انتصاره في المعركة، والتي قام بنقش تفاصيلها بالكامل على جدران معبد الرمسيوم وكذلك معبد الأقصر، بالإضافة إلى معبده بأبو سمبل فيما عرف بأنشودة معركة قادش))
((ثم تم توقيع معاهدة سلام رسمية في عام 1258 قبل الميلاد، تم نقش المعاهدة على لوح من الفضة، ووصل الينا منها نسخة من الطين نجا في العاصمة الحيثية حاتوسا حتوساس الموجودة جغرافيا في تركيا الحديثة، ومعروضة في متحف الآثار في إسطنبول. وهناك نسخة طبق الاصل لمعاهدة قادش معلقة في المقر الدائم للأمم المتحدة كأول معاهدة سلام مكتوبة وموثقة في التاريخ. النسخ التركية منقوشة على ألواح الطين والنسخ المصرية مكتوبة على أوراق البردي)).
تعليقات
إرسال تعليق