البوذية ونادي الأديان السماوية 2 - 2
صلاح الدين محسن
2007 / 10 / 3
لا غرو في أن يقدم الشباب خاصة من المسلمين ببلدي مصرعلي القراءة عن البوذية بعد أن أشاد الاعلام بالدنيا كلها برجال الدين البوذي في بورما – رهبان وراهبات - . الذين خرجوا من المعابد ليقفوا بجانب الشعب ضد الحكم العسكري . لأجل الحرية . وتحدوا السلطات وسالت منهم الدماء في سبيل حق الشعب في الحياة والحرية .. . وذاك لكي يعرف الشباب الديانة البوذية عن قرب .
وتري : لو اقتنع بعضهم بتلك الديانة واعتنقها . فهل سيسمح له بكاتبة ديانته البوذية بالهوية - ببطاقته العائلية أو الشخصية - وبشهادات ميلاد أطفاله ؟
أم سيحرمون من ذلك لكون البوذية في الاوائح الرسمية المصرية ليست عضوا بنادي الأديان السماوية المعترف بها من قبل مصلحة الأحوال المدنية المصرية التي تستخرج تلك المستندات للمواطن المصري . وغير معترف بها من قبل السلطات المصرية وسلطات الأزهر المتحالف معها النظام العسكري كدعامة هامة لبقائه واستمراره في الحكم.؟!
والأديان المعترف بسماويتها في مصر هي : الاسلام والمسيحية واليهودية . ( وهذه الأديان الثلاث لا تعترف واحدة منهما بالأخريين عمليا . وانما قولا لغرض المجاملة أو للتقية . بيضحكوا علي بعض ..! ولكن اللوائح الرسمية المصرية أخذت الموضوع علي محمل الجد ! وقيدت الأديان الثلاثة - وحدها . ودونا عن ىل أديان المعمورة . : أديانا سماوية . وتأبي وتصر علي عدم الاعتراف بسماوية غير سماويتها فقط .
والدين اليهودي معترف به في مصر المحروسة كدين سماوي . ويجوز للمنتمي اليه كتابة ديانته بالهوية وشهادات مواليد أولاده ( طبعا بعد أن يزدريه الموظف المسلم - شقيقه في سماوية الديانة . – ويرشقه بنظرات دهشة واستنكار ويتلكأ طويلا قبل انجاز طلبه ! الذي سينجزه له في النهاية لأن دينه يسماوي رسمي السماوية حسب اللوائح المصرية) .
وتعداد اليهود في مصر لا أدري ان كان يكمل ال500 شخصا . أم شخصا 50 فقط أم لا يكمل ( بعد أن قام عبد الناصر بتطفيش يهود مصر من وطنهم الي اسرائيل واتهامهم بالجاسوسية ! ) .
ولكن البهائيين غير مسموح لهم بكتابة ديانتهم في السجلات والمستندات الرسمية رغم أن تعدادهم عشر أمثال تعداد اليهود .. والسبب هو أن ديانة البهائية لم تقبلها مصر وأزهرها كعضو بنادي الأديان السماوية – لصاحبه ومؤسسه : السميع العليم .- سبحانه وتعالي - .
تعداد البوذية في العالم حوالي 600 مليون ولكن اللوائح الرسمية المصرية لا تعترف بالبوذية ديانة سماوية .. أما اليهود الذين يكن لهم الاسلام والمسلمون عداء غريزيا يفوق العداء الغريزي بين القط والفأر . وبين الثعلب والأرنب . ! . فعددهم بالعالم 50 مليونا فقط .. فتعترف اللوائح الرسمية المصرية بسماوية دين اليهود وتضمهم لعضوية نادي الأديان السماوية . ولكن الديانة البوذية ليست مذكورة بلللوائح الرسمية المصرية كديانة معترف بسماويتها !
وأبو الأديان السماوية في مصر – أو الشقيق الأكبر لها – وهو الاسلام . يعرف تماما ومتأكد ألف في المائة بأن الديانتين الشقيقتين له في السماوية لا تعترفان بسماوية محمد ولا القرآن .الا فقط عندما يتقابل رجال الدين الرسميون الحكوميون في المناسبات العامة ويتبادلوا الأحضان والقبلات اليهوذية الغادرة والابتسامات والمجاملات فيما بينهم تحت رعاية السلطة الحاكمة . ولو اعترفت الديانتان اليهودية والمسيحية – في مصر – بسماوية الاسلام لاعتنقوه .
ويري الدين السماوي الأكبر في مصر أن أشقاءه في السماوية قد حرفوا كلام الله في الانجيل والتوراة ..! ويقول كتاب الاسلام السماوي أن كلام الله يحفظه الله - أي لا يحرف ! – ونفس الكتاب ذاته هو الذي قال ان اليهود والنصاري حرفوا كتابي الله - التوراة والانجيل -!!!
انه نادي سماوي من ثلاثة أعضاء كل منهما يتربص بالآخر ولا يوجد منهم عضو يؤمن بزميليه في النادي الا في المقابلات الرسمية . وفي الأقوال ..! الرسمية فقط – كما قلنا -
وهكذا كما ترون .. حكاية أديان سماوية في مصر – ذاك الثلاثي السماوي – انما هي حكاية لطيفة تبعث علي الضحك والسرور .
ويذكرني اعتبار اليهودية في اللوائح الرسمية المصرية ديانة سماوية . دون الديانة البوذية . رغم صغر تعداد اليهودية في العالم . بالوضع السابق للصين التي تعدادها ربع تعداد البشر بالعالم . ولم تكن هيئة الأمم المتحدة تعترف بها كدولة . وترفض منحها العضوية ! وتعطي تلك العضوية لقطعة صغيرة انفصلت عن الصين و تعدادها 50 مليونا فقط أي كتعداد مدينة صغيرة في الصين ! الا أنه في النهاية لا يصح الا االصحيح . فتم فتح باب هيئة الأمم للصين عضوا بجانب عماليق الدول الكبري وطرد الدويلة " تايون " .
ونحن بالطبع لا نطالب بطرد الديانة اليهودية من نادي الأديان السماوية واحلال البوذية محلها . كلا .
. اذ لا نرجو للنادي سوي أن يبقي عامرا ومستمر النشاط . لخدمة الأعضاء .والجمهور والمحبين .!
و نسأل : ماذا لو أن كبار العقول المصرية ممن شاركوا الدنيا في الانحناء اجلالا واحتراما لرجال الدين البوذي في بورما – رهبان ورراهبات – علي موقفهم الرائد . الواجب علي كل دين وكل رجال دين آخر الاقتداء بهم وبدينهم البوذي .. . وقدموا طلبا رسميا بالسماح ببناء معبد بوذي بالقاهرة .
والاعتراف بالبوذية كديانة لها من الحقوق ما للأديان الأخري غير ديانة الأغلبية الاسلام .( فيما عدا خطف بنات البوذيين واغتصابهن لأسلمتهن وانكار حدوث ذلك ، وفيما عدا احراق معابدهم بعد ذلك أونهب محلاتهم وخاصة محلات الذهب وفيما عدا تهجم رجال الدين الرئيسي بمصر عليهم في وسائل الاعلام ( مجموعة " دكتور عمارة " ليمتد كومباني ) ووصفهم بالكفر وتحريض العامة ضدهم ! ). فيما عدا ذلك فقط . ويمكن قبول حرمانهم من تقلد الوظائف العليا )
– فما أجمل وأعظم أن يتقدم المتحضرون والمحترمون بمجلس الشعب وبمجلس الشوري - يساندهم كبار عقول مصر المتمدينة – بمشروع قانون باعتبار البوذية ديانة معترف بها في مصر يسمح لها باقامة معبد وممارسة شعائرها الدينية .. لكون وجود تلك الديانة سوف يساعد علي رفع روح التسامح بين أبناء مصر ويكرس الوئام الطائفي والسلام الاجتماعي .
سبق النشر بموقع الحوار المتمدن 2007 / 10 / 3
=======
تعليقات
إرسال تعليق