الكلام يتواصل عن سد النهضة الاثيوبي
منفول -
سرقات إثيوبية.............مقالي في الشروق
كما كان متوقعا، بلغ الانحطاط السياسى الإثيوبى منتهاه حينما أعلنت فى آخر جولة مفاوضات سد النهضة الأسبوع الماضى، أنها لن توقع على أى اتفاق مع مصر والسودان يلزمها قانونيا بقواعد ملئه وتشغيله، مؤكدة أنها تتمسك ــ بما تسميه ــ حقها فى تغيير هذه القواعد حسبما يتراءى لها، وهو الأمر الذى يطرح سؤالا حول أبعاد الرد المصرى، وهل يكفى اعلان وزير الخارجية سامح شكرى انسحابنا من المفاوضات لـ«التشاور»، أم أن هناك «خطوات ضرورية» لابد من اتخاذها قد يكون التلويح بحلول عسكرية إحداها؟
الأكثر من ذلك أن إثيوبيا ترفض أيضا الاتفاق على تحديد كميات المياه المنصرفة من السد بعد الانتهاء الكامل من بنائه وملء خزانه، لأنها كما تقول لا تعترف بالاتفاقيات التاريخية التى تحدد حصص مصر والسودان من مياه النيل باعتبارها «اتفاقيات استعمارية»، كما تصر أيضا على ملء الخزان فى 4 سنوات فقط، وألا يقتصر الملء خلال شهور الفيضان ولكن يمتد طوال العام حسبما تريد!
أكثر من تسع سنوات أضاعتها إثيوبيا فى مفاوضات عبثية لتشترى ــ أو بالأحرى لتسرق ــ الوقت، حتى تبنى السد وتخزن أول كمية من المياه وراءه، لتصعب أى عملية عسكرية قد تقوم بها مصر لقصفه، والتى قد تصبح فى عداد المستحيلات عندما تتمكن إثيوبيا من تخزين 74 مليار متر مكعب من المياه خلفه، لأن قصفه فى هذه الحالة سيغرق عشرات المدن السودانية على رأسها العاصمة الخرطوم، وأجزاء كبيرة من محافظات صعيد مصر والكثير من المنشآت الاستراتيجية وفى مقدمتها السد العالى.
استراتيجية «سرقة الوقت» التى اتبعتها إثيوبيا خلال السنوات الماضية لن تنتهى إلا بـ«سرقة النيل» نفسه، واعتباره نهرا اثيوبيا ــ كما يقول القادة الاثيوبيون ــ لا نهرا دوليا تتقاسمه الدول المتشاطئة حوله كما تنص صراحة بنود القانون الدولى، وهو أمر كان واضحا وضوح الشمس لكل مراقب لمراوغات إثيوبيا خلال المفاوضات، لكن الأمر غير المفهوم على الإطلاق هو موقف المفاوض المصرى واستراتيجيته فى مواجهة طرف لا يهدد الأمن القوى المصرى فقط، بل حياة ووجود 100 مليون مصرى، وصار أشد خطورة من العدو الصهيونى.
إثيوبيا تراهن على الكثير من عناصر القوة التى تستغلها أفضل استغلال فى محاولتها للهيمنة على مياه النيل، أولها علاقتها القوية بواشنطن، ومساعدات الصين لها فى بناء السد وأيضا فى استخدام الفيتو ضد أى قرار قد يصدر ضدها فى مجلس الأمن، والدعم المالى الخليجى لها، والتعاون العسكرى السرى مع إسرائيل، وأخيرا الدعم الإفريقى اللا محدود لبناء السد، والتى نجحت فى الحصول عليه عبر نشاطات سياسية ودبلوماسية ناجحة طيلة السنوات العشر الماضية.
فى المقابل نحن نحصد ثمن إخفاقنا فى هذا الملف، بل وقدمنا هدية على طبق من ذهب لإثيوبيا بإعلاننا استبعاد أى عمل عسكرى رغم أنه ورقة القوة الوحيدة التى نمتلكها لمواجهة الأطماع الإثيوبية!
الأكثر من ذلك أن إثيوبيا ترفض أيضا الاتفاق على تحديد كميات المياه المنصرفة من السد بعد الانتهاء الكامل من بنائه وملء خزانه، لأنها كما تقول لا تعترف بالاتفاقيات التاريخية التى تحدد حصص مصر والسودان من مياه النيل باعتبارها «اتفاقيات استعمارية»، كما تصر أيضا على ملء الخزان فى 4 سنوات فقط، وألا يقتصر الملء خلال شهور الفيضان ولكن يمتد طوال العام حسبما تريد!
أكثر من تسع سنوات أضاعتها إثيوبيا فى مفاوضات عبثية لتشترى ــ أو بالأحرى لتسرق ــ الوقت، حتى تبنى السد وتخزن أول كمية من المياه وراءه، لتصعب أى عملية عسكرية قد تقوم بها مصر لقصفه، والتى قد تصبح فى عداد المستحيلات عندما تتمكن إثيوبيا من تخزين 74 مليار متر مكعب من المياه خلفه، لأن قصفه فى هذه الحالة سيغرق عشرات المدن السودانية على رأسها العاصمة الخرطوم، وأجزاء كبيرة من محافظات صعيد مصر والكثير من المنشآت الاستراتيجية وفى مقدمتها السد العالى.
استراتيجية «سرقة الوقت» التى اتبعتها إثيوبيا خلال السنوات الماضية لن تنتهى إلا بـ«سرقة النيل» نفسه، واعتباره نهرا اثيوبيا ــ كما يقول القادة الاثيوبيون ــ لا نهرا دوليا تتقاسمه الدول المتشاطئة حوله كما تنص صراحة بنود القانون الدولى، وهو أمر كان واضحا وضوح الشمس لكل مراقب لمراوغات إثيوبيا خلال المفاوضات، لكن الأمر غير المفهوم على الإطلاق هو موقف المفاوض المصرى واستراتيجيته فى مواجهة طرف لا يهدد الأمن القوى المصرى فقط، بل حياة ووجود 100 مليون مصرى، وصار أشد خطورة من العدو الصهيونى.
إثيوبيا تراهن على الكثير من عناصر القوة التى تستغلها أفضل استغلال فى محاولتها للهيمنة على مياه النيل، أولها علاقتها القوية بواشنطن، ومساعدات الصين لها فى بناء السد وأيضا فى استخدام الفيتو ضد أى قرار قد يصدر ضدها فى مجلس الأمن، والدعم المالى الخليجى لها، والتعاون العسكرى السرى مع إسرائيل، وأخيرا الدعم الإفريقى اللا محدود لبناء السد، والتى نجحت فى الحصول عليه عبر نشاطات سياسية ودبلوماسية ناجحة طيلة السنوات العشر الماضية.
فى المقابل نحن نحصد ثمن إخفاقنا فى هذا الملف، بل وقدمنا هدية على طبق من ذهب لإثيوبيا بإعلاننا استبعاد أى عمل عسكرى رغم أنه ورقة القوة الوحيدة التى نمتلكها لمواجهة الأطماع الإثيوبية!
-- منقول من الفيسبوك - صفحة : نهر مصر الخالد
تعليقات
إرسال تعليق