من الارشيف - 72 عاماً مع الصُداع , من الصراع العبري العربي

60 72 عاما من الصداع / العبري العربي 2/2

صلاح الدين محسن
( تمهيد - المقال سبق نشره منذ 12 عاماً .. ونعيد نشره اليوم 15-8-2020 بتنقيحات طفيفة . بمناسبة قيام دولة الامارات بتطبيع العلاقات مع اسرائيل . فما زالت الأحوال بين الفلسطينيين وأبناء عمهم الاسرائليين , جمر كثير بأسفل رماد )
يقول شاعر فلسطيني  " معين بسيسو " عن فلسطين :
ديار السلام وأرض الهنا ... الخ .
وفي الحقيقة انها لم تعرف سلاما في تاريخها ومنذ قبل التاريخ
والاسرائيليون يطلقون اسم " اور شاليم " – أي أرض السلام - علي المدينة التي يسميها أبناء عمهم العرب : القدس .
وفي الحقيقة أنها مدينة لم تعرف طوال التاريخ ومنذ قبل الميلاد سوي الدمار والخراب .. ومنذ قبل التاريخ الاعتداءات عليها لا حصر لها ، وأخذ أهلها أسري الي فارس والعراق القديم . وحروب واحتلالات فارسية وآشورية عدة مرات ، ورومانية وعربية ومغولية وتتارية وتركية وانجليزية – وغيرها –

دولة فلسطين – عند العرب – التي اسمها اسرائيل عند أبناء عمومتهم العبر – أو العبرانيين . هي حصان للأفاقين والانتهازيين الزعماء . يمتطونه لبلوغ أهدافهم ..الحالمين بانشاء واعتلاء امبراطوريات كتلك التي كانت قديما . والمصابين بالشوفونية العرباوية والهوس العقائدي .. كزعيم الجماهيرية العظمي وصدام العراق ومدمره ، وقبلهما بطل النكسة واكس مصر وهازم صفوة عقولها ومثقفيها و منعش سجونها ومعتقلاتها . ديكتاتورها الاعظم ومورثها لزملائه الضباط غير الابرا ر .. كان حصانه وزريعته وحجته هي توحيد العرب عبر فلسطين وتحرير فلسطين . 
 وكذلك زعامات حزب الوأد العربي السوري قاهر لبنان ومضيع الجولان .. وشيوخ قبائل و دويلولات الخليج - تصغير وتدليل : دويلات – وبوتفليقة الجزائر وقبله هواريها بومدينها الازهري المتعورب ومقترف اثم عوربة الجزائر والمتسبب في اعادتها للخلف والفقر الذي حل عليها وما يعانيه الجزائريون الآن ... .. جميع الباحثين عن امبراطورية علي الطراز المنقرض . تجد أهم أحصنتهم لتكوين تلك الامبراطورية هو : فلسطين .. كل هؤلاء يضخون اموالا تصب الزيت فوق النار ليبقي أتون الحرب والقتل دائراً بين عرب وعبر . وسفك الدماء لا يتوقف . بينما هؤلاء غالبا يجلسون بعيدين في الأمان . 
ومن ناحية أخري تجد في الغرب أن كل من يرشح نفسه لرئاسة أمريكا أو لرئاسة حكومة بلاده بأوروبا لابد له من التصريح والتعهد بنصرة اسرائيل . لزوم كسب الأصوات والفوز في الانتخابات .. ويضخون المساعدت للعبر - الاسرائيليين - فيصبوا الزيت علي النار لتبقي الحرب بين العبر وأبناء عمهم العرب – اسرائيل / فلسطين - ! بينما الأمريكان والاوربيون هم بعيدون عن المواجهة المباشرة لسفك الدماء وازهاق الأرواح ونهر الدماء الساري بين العرب و العبر - أبناء العم !.. .

والعرب يتهمون الأمريكان والأوربيون بمساعدة أعدائهم أبناء عمهم العبرانيين ! فيقومون بخطف وقت السياح ..وبالتفجيرات والشغب بداخل تلك الدول وزعزعة أمنها . جزاء دعمهم لاسرائيل !
ومن ناحية أخري يقوم العبرانيون الاسرائليون بالتجسس والتخطيط لزعزعة أمن بلاد أبناء عمهم العرب . وتشجيع الحركات الانفصالية . ردا علي العمليات العدائية التي يوججها لهم ابناء عمهم العرب ..!
ومن اتجاه ثالث : تقوم أمريكا ودول الغرب بالكيد من العرب الذين يشجعون ويساعدون علي زعزعة أمنها والذين لهم علاقة بتنظيم للعرب يستقر في أفغانستان ويمولونه سرا . فتقوم أمريكا بشن الحرب علي العراق للقضاء علي صَدّام العربي المتهافت علي القضاء علي أبناء عمه العبرانيين ب فلسطين / اسرائيل .. كما تقوم أمريكا بالاغارة علي خيمة القذافي .. والاغارة في اليمن علي من ضربوا احدي قطع أسطولها البحري عند رسوها بشاطيء اليمن ..
والتفجيرات والارهاب في كافة أنحاء العالم بلا توقف .. والسبب : فلسطين / اسرائيل ..
60 - 72 الآن - عاما وأمن العالم مزعزع وأمانه غير مستقر والدماء تتفجر والأشلاء تتطاير هنا وهناك - من افغانستان لهولندا ومن تونس لأمريكا ومن لندن للأقصر وشرم الشيخ ومن العراق لباريس ومن الدانمارك لاندونيسيا ..
وفي الذكري ال60 \ 72 للصداع . العربي العبري . الذي يمسك براس العالم ..
لعله قد حان الوقت ليتخذ العالم موقفاً من تلك القضية . وذلك بمنح مهلة للعرب وايناء عمهم العبرانيين مدتها 3 سنوات ..
بعدها . أما أن يتراضوا ويوفقوا أوضاعهم ويتعايشوا معا . بالأدب . في دولة واحدة ويوفقوا أوضاعهم
مثلما تعيش قوميات وجنسيات وملل ونحل كثيرة بشكل متحضر في دول متحضرة في مودة وسلام .. ومثلما يعيش العرب والعبرانيون أبناء عمهم في سلام عندما يذهبون لأية دولة متحضرة ويندمجون مع شعبها ولا يعتدي أحدهما علي الآخر الا عندما يلتقيان في تلك البلاد مصدر صداع رأس العالم والتي يسمونها ديار السلام وأرض الهنا ! ( فلسطين / اسرائيل ) ! ..
اما هذا . واما يقوم العالم بنقل كل من الطرفين المتنازعين بعيدا عن ديار الحرب والدم والفزع والرعب والبغضاء والكراهية والعنصرية ( فلسطين / اسرائيل ) .. أحدهما لاستراليا والآخر لأمريكا اللاتينية ..
يوجد بالعالم عدة دول مساحاتها شاسعة وتعاني من قلة السكان . وباستطاعة أي من تلك الدول منح مقاطعة أو ولاية لكل سكان اسرائيل أو كل سكان فلسطين للعيش فيها .. وبنفس مساحة بلادهم تلك البلاد المسماة – فلسطين/ اسرائيل -.. ويُمنعون من مغادرتها لمدة لا تقل عن خمس سنوات يكونوا قد تعودوا علي العيش في سلام بعيدا عن الغارات وأصوات الصواريخ والمدافع والطائرات . ونسوا الدماء والصراخ والقتل اليومي و نسوا معايشة وعِشرة الذعر الذي لا يتوقف للحظة واحدة .
استراليا يمكنها ذلك وأيضا احدي دول أمريكا اللاتينية أو مريكا الشمالية ..
ولكي يكون الحل كامل العدالة : يجب علي العالم التضامن لتقديم تعويضات الي طلاب وعشاق ومحترفي وهواة استمرار جريان نهر الدماء بين عرب فلسطين وعبريي اسرائيل . وكذلك تعويض الزعامات السياسية بالمنطقة التي سوف تتضرر من حل القضية وستفقد حجة وذريعة هي أهم حجج وذرائع وأحصنة تكوين إمبراطوريات يحلمون بها . وتعويض الحكام الديكتاتوريين بالمنطقة – الشرق الأوسط وشمال افريقيا - الذين لا ينجزون أي خير لشعوبهم ويجوعونها ويفقرونها ويقدمون تبرعات للمنظمات القتالية الارهابية باعتبار ذلك انجاز كبير وعظيم لا يختلف عليه اثنان ! .
وكذلك تعويض تجار : الكفاح ..والنضال - تجارالجملة والتجزئة – أو المفرق . كما يقول اخوتنا الشوام - والتصديين والصموديين وباعة المناهضة – سواء الباعة الجائلون أو اصحاب الوكالات - .
والجهاديين - حملة صكوك الاستشهاد - .. الذين يوسوسن ويستدرجون ويدربون الاستشاهديين .. كل هؤلاء يحتاجون لتعويضات عن حل قضية فلسطين ..
من الضروري تعويض كل هؤلاء تعويضا عادلاً عن الخسائر التي سيخسرونها اذا تم حل قضية : فلسطين / اسرائيل ... !

أما أرض الصداع ..( فلسطين / اسرائيل ) فلكي تكون أرض سلام حقا لا شعراً  .. فيتم بناء قرية اوليمبية عالمية بها – تجهزها وتديرها في كل دورة الدولة الفائزة حسب النظام المعتاد – ويقام فيها مكتبة ومتحف ومسرح عالمي . وحديقة عالمية . وتقوم شركات عالمية بزراعة أراضيها بالزيتون والبرتقال واللوز وباقي المحاصيل المعتادة بتلك البلاد . وما يطلبونه ببلادهم الجديدة التي سيرحلوا اليها - من تلك المحاصيل يصدر لهم بأسعار مخفضة .
والاختيار .. العيش معا في سلام أو الرحيل للجميع : يجب أن يترك للشعبين – أبناء العم – العبرانيين والعرب .
الزعيمان الفلسطيني والاسرائيلي - ياسر عرفات واسحاق رابين -  . في اتفاقية السلام . في " أوسلو "  برعاية الرئيس الأمريكي " كلينتون " عام 1993 .

=====

تعليقات