اليمنيون لا يجمعون علي شيء سوي القات

- منقول : القات (الاسم العلمي: Catha edulis) هو أحد النباتات المزهرة التي تنبت في شرق أفريقيا واليمن "جنوب غرب شبه الجزيرة العربية". تحتوي نبتة القات على مينوامين شبه قلوي يدعى الكاثينون وهو شبيه بأمفيتامين منشط وهو مسبب لإنعدام الشهية وحالة من النشاط الزائد صنفته منظمة الصحة العالمية كعقار ضار من الممكن أن يتسبب في حالة خفيفة أو متوسطة من الإدمان (أقل من الكحوليات والتبغ) [1] القات ممنوع في أغلب دول العالم ، ويشتهر تعاطيه في اليمن بكثرة 
أصل وبداية استخدام النبتة غير معروف ولكن نظرية تعيده إلى إثيوبيا [2] دخل إلى اليمن في القرن السادس عشر للميلاد [3] نشرت عدد من المجلات العلمية أنه أستخدم من المصريين القدماء كوسيلة لإطلاق خيالاتهم الإلهية وتصفية أذهانهم للتأمل [4] إلا أن عادة مضغه مشهورة في اليمن وكتب عدد من الرحالة بشأنه مثل ريتشارد فرانسيس برتون وكارستن نيبور. ذكر نيبور أن عادة المضغ كانت منتشرة في المناطق الشمالية لليمن عام 1762 [3] أما حكومة عدن البريطانية حينها عام 1844، أصدرت رخص لعدد محدود من التجار يسمح لهم ببيعه وكانت أسعاره مرتفعة للغاية[3] عادة المضغ مقتصرة على الرجال (غالباً) في اليمن ومرتبطة بعادات اجتماعية [5] حاولت الإدارة البريطانية تقليل استخدامه عن طريق فرض ضرائب باهظة على مصدريه ومستخدميه، نجحت الخطوة في زيادة ثراء الخزينة الحكومية ولكنها لم تقلل من الاستخدام [6] لا توجد مصادر عن حالته القانونية في المناطق الشمالية للبلاد حينها ولكن عدد من الرحالة كتب عن انتشاره ولم يكن هناك دستور أصلاً إذ كان الإمام هو كل ماتتمحور حوله البلاد [7] لا توجد دلائل أن السبئيين عرفوا هذه النبتة على الإطلاق ولم يرد عنها ذكر في الكتابات الإسلامية المبكرة.
                                            

آثار القات الاقتصادية

كانت اليمن من أشهر الدول المصدرة للبن ويُعتبر البن اليماني من أجود أنواعه على الإطلاق[8] تأثرت زراعته وقطاع الزراعة في الجمهورية اليمنية بشكل عام بسبب زراعة القات ويستهلك قرابة 40% من مياه الري خاصة وأن محصول البلاد من المياه ضئيل أصلاً [9] وكل حزمة تكلف حوالي 500 لتر من الماء ويقول العلماء أن صنعاء قد تكون أول عاصمة في العالم تجف فيها المياه تماما [10] بالإضافة لآثاره الصحية، فإن القات يشكل خطر اقتصادي قاتل فالقات يؤثر على سير الأعمال في اليمن فرغم البطالة المرتفعة بين الشباب، إلا أن الموظفين منهم لا يقضون سوى بضع ساعات في الصباح لأعمالهم ومن في الساعة الثانية ظهراً تقريبا، تتوقف عجلة العمل في اليمن وينحسر النشاط في صنعاء إلى بدايات المساء وفق تقرير مجلة النيويوركر الأمريكية التي وصفت الرئيس السابق علي عبد الله صالح بـ"المحظوظ" بسبب هذه العادة الاجتماعية[10] كثير من الأراضي الزراعية الصالحة لزراعة الفواكة والخضار أقتطعت لزراعة القات للمدخول الكبير الذي ينتج عن تجارته ومعظمهم من مشايخ القبائل المتنفذين بالذات في المرتفعات الجبلية المسلحة والمقربين من الرئيس السابق علي عبد الله صالح يكادون يعتمدون اعتماد شبه كلي على تجارة هذه النبتة ولم تبذل الحكومة جهداً يذكر لمكافحة استخدامها لإن الضرائب المفروضة أصلاً لاتجد طريقها إلى خزانة الدولة بل إلى هولاء المسؤولين وفق تقرير مؤسسة جيمس تاون الأمريكية [11] بل في "فيلم وثائقي" بطابع دعائي من إنتاج مجموعة إم بي سي تصف فيه صالح بـ"باني اليمن ومغيرها من حال إلى حال"، أخبر علي عبد الله صالح الإعلامية نيكول تنوري أن القات مثل الشاي [12] مدخول تجارة القات يقارب 12 مليون دولار يومياً [9] كان الاقتصاد اليمني عبر العصور يحقق الاكتفاء الذاتي ولم يستورد اليمنيين طعامهم أبداً، الآن حوالي 80% من الغذاء مستورد [13]
أدرجت منظمة الصحة العالمية القات عام 1973 ضمن قائمة المواد المخدرة، بعدما أثبتت أبحاث المنظمة التي استمرت ست سنوات احتواء نبتة القات على مادتي نوربسيدو فيدرين والكاثين المشابهتين في تأثيرهما للأمفيتامينات.[14]
في عام 2009، تم استخدام مليار لتر من الديزل لضخ المياه لأغراض زراعية وقدرت الحكومة مقدار ماصرفته لإستنسزاف مواردها المائية بنفسها بقرابة 700 مليون دولار [13] ومرد مشكلة المياه في اليمن هو تخزين القات إذ تحتاج هذه الشجيرة مياها أكثر من باقي الأشجار وزيادة الطلب عليها يدفع المزارعين والتجار إلى مضاعفة إنتاجهم [13] يتم استهلاك كمية مياه عالية جدا لدرجة أن مستويات المياه الجوفية في حوض صنعاء آخذة في التناقص بسبب هذا والمسؤولين الحكوميين اقترحوا انتقال أجزاء كبيرة من سكان صنعاء إلى ساحل البحر الأحمر.
في بلدان أخرى خارج المنطقة الأساسية المتمثلة في النمو والاستهلاك يمضغ القات في الحفلات أو المناسبات الاجتماعية. ويستخدم من قبل المزارعين والعمال للحد من التعب الجسدي أو الجوع والسائقين والطلاب لتحسين الاهتمام. في ثقافة سكان النخبة المضادة في كينيا فإن القات (المشار إليها محليا باسم فيفي أو ميرا) يستخدم لمواجهة الآثار المترتبة على شرب الخمر على غرار استخدام ورقة الكوكا في أمريكا الجنوبية

 آثاره الصحية

يحتوي القات على منشطات ذهنية تزيد من حالة النشاط تستمر لساعة ونصف أو ثلاث ساعات
 إذ سرعان مايراود الخمول الجسد ويدفعه للمزيد من تلك النبتة[15] القات مسؤول عن ارتفاع ضغط الدم واحتشاء عضلة القلب ومضغه لساعات طويلة سبب في نوبات قلبية مفاجئة [16] وهي سبب رئيسي في انعدام الشهية والأورام الخبيثة في الفم [17] لا يرتبط القات بمشاكل في قرحة المعدة والمرئ ولكنه عامل مساعد إذا ماترافق مع التدخين
 
 ====== من الويكيبيديا

تعليقات