بورقيبة .. مهما كان , له تحية واجبة


 



                                                   
بورقيبة .. مهما كان , له تحية واجبة

  8-6-2015
صلاح الدين محسن 

أول شعب انتفض ضد ديكتاتوره , كان شعب بلد بورقيبة -  أصغر دول المنطقة . وليس بلد أي من دعاة الثورية وباعة أحلام وأناشيد الوحدة العربية

أول رئيس يترك السلطة بسهولة ويغادر البلاد  فور الثورة عليه . دون تحدي الشعب ودون ايذاء وطنه بحرب أهلية . كان رئيس تونس - بن علي -  بلد بورقيبة –  

بعكس مبارك  الذي انتقم من الشعب فضاعف عسكرة الحكم أضعافا . عين ضابطاً نائباً للرئيس – مدير مخابرات ! وعين طيار عسكري رئيساً للوزراء !, وتشيث بالسلطة وراوغ وماطل وقدم حججاً مضحكة تبرر تشبثه بالسلطة واضطر القادة  العسكريون  للتضحية به حفاظاً علي بقية نظامه ونظامهم , بأن سجنوه –  سجناً   كضرب الحبيب , الذي يشبه أكل الزبيب -  , كي لا يتركوا السلطة للشعب,

, وبعكس بشار الأسد , والدمار الذي ألحقه بسوريا وبشعبها , بيده وبأيادي منافسيه علي السلطة . كوارثاً سيكتب عنها التاريخ ملاحماً مأساوية بلا عدد , و أكثر حلكة من سواد قلب حافظ وبشار الأسد

وبعكس القذافي , الذي تمسك بالحكم كما تتمسك ذبابة باناء عسل , حتي الموت غرقاً في عسل السلطة هو وأبناؤه , وبعدما استأجر مرتزقة أفارقة يدمرون وطنه ويقتلون شعبه , في ظلال كتابه الأخضر ونظريته العالمية الثالثة ! ,

ولا فعل رئيس تونس الهارب من الثورة . مثلما فعلت قيادات البعث العراقي – الهاربة - بعد سقوط نظامهم بسقوط صدام .. اذ تحالفوا مع كل شياطين الانس والجن لتدمير العراق وتشريد شعبه وسفك دمائه , وتسببوا في هتك أعراض ماجدات العراق وبيعهن في الأسواق .. في سبيل بقاء البعث , أو عودته لسلطة
!!
وكذلك كان رئيس تونس الهارب – زين العابدين - بعكس " علي عبد الله صالح . الذي جمع بين خطايا وجرائم وآثام  كل من حسني مبارك وبشار الأسد , والقذافي .. فدمر اليمن .. ولا يزال " علي عبد الله صالح "  يقف لشعبه ولليمن بالمرصاد ..  لأنهم أجبروه علي ترك السلطة
( كل هؤلاء الطغاة هم غرس أيادي عبد الناصر , ذاك الزعيم الملهم ! , الذي عسكر ودكتر معظم أنظمة الحكم بالمنطقة – وبافريقيا . فكانت نهاية تلك الدول كما رأينا .. ! )

 كل ذاك الجنون لم يفعله وريث بورقيبة " زين العابدين بن علي " وان كان قد حمل معه مسروقاته من قوت الشعب
    

 الشعب الوحيد في المنطقة . الذي رفضت " جماعة الاخوان " به  تدمير بلدها  في سبيل السلطة . وتعففت .. هو شعب بورقيبة
خاضت جماعة الاخوان بتونس الانتخابات . وعندما خسروا  هنأوا الفائز  ..
..!!! انهم – وهم الاخوان المسلمين - بقايا علمانية بورقيبة المحدودة – فاختلفوا عن غيرهم من الاخوانجيين الأشرار   
  
جماعة الاخوان  بتونس بورقيبة   لم يفعلوا كما جماعة اخوان - بلد عبد الناصر - لم يقولوا مثلهم اما السلطة لنا أو سنحرق الوطن ( اخوان مصر . قالوها علنا ,, وكرروها وعادوها وزادوها , وبألف لسان .,  !! وهم ماضون في حرق مصر , ويصرون وممعنون في الاصرار علي حرق وطنهم وقتل شعبهم , في سبيل السلطة .. انهم الجماعة التي خلفها عبد الناصر – فلوله الدينية – وعبد الناصر كان تلميذا لهم . بدأ حياته السياسية عضوا بالجماعة ) ..


جماعة الاخوان المسلمين في تونس بورقيبة  لم يرتشوا الناخبين بمواد غذائية مستغلين حاجة فقراء شعبهم  - كما الاخوان في مصر – ولم يستعينوا بأمريكا
لتضغط لأجل تزوير نتيجة الانتخابات لصالحهم ( كما جماعة الاخوان بمصر عبد الناصر والعسكريين الذين أورثهم سلطة مصر ..)  فرق بين بورقيبة وعبد الناصر ..


جماعة الاخوان في تونس لم يهددوا  في حالة عدم فوزهم . ولا اعترضوا علي نتيجة الانتخابات ولا ادعوا تزويرها
انها بصمات حكم بورقيبة


 ولا فعلت جماعة الاخوان – في تونس , مثلما فعلت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا . في صراعها مع حكم الأسد البعثي . دعشوا سوريا وجلبوا اليها كافة فصائل وأنواع الجماعات الارهابية . لاحياء سنة جهاد النكاح . والقتل والحرق ونحر الرقاب . كما فعلها أشرف الخلق : صلعم الجزيرة العربية الصحراوية  

ولا فعلت جماعة الاخوان في تونس . مثلما فعل زعماء السنة والشيعة بشعب العراق  . تفجير تفجير .. قتل قتلي أشلاء في كل مكان . السنة في سبيل ولأجل اعلاء اسم " محمد صلعم " النبي . والشيعة في سبيل ابن عمه – ابن عم محمد ! " علي " وابن علي – الحسين -...!! وتتطاير أشلاء شعب العراق .. في سبيل محمد وابن عمه وابن بنته .. هؤلاء الثلاثة ..
!!

 جماعة الاخوان - تونس بورقيبة ..  اختاروا سلامة الوطن  وصالح المواطن  وقالوا لن يكرر التجربة المصرية  – حقنوا الدماء الي أقصي حد - ..

   غضب العلمانيون وتعجبوا – وكنت ممن تعجبوا - عندما منحت مؤسسة بن رشد . جائزتها لراشد الغنوشي  زعيم جماعة الاخوان المسلمين في تونس 
ولكن يبدو ان المؤسسة  كانت علي حق .. فجماعة  الغنوشي , لم تحرق تونس مثلما فعلت جماعة محمد بديع , و محمد مرسي , وخيرت الشاطر . حرق حرق حرق لكل شيء ,, لأبراج الكهرباء وللمترو وللقطارات وللمباني العامة , وتفجير سيارات عامة وخاصة ونسف كباري  وجسور .. وقتل , والقاء الأطفال من فوق أسطح المنازل بمدينة الاسكندرية ! . كل هذا لأجل السلطة
 !!


الآن عرفت مما فعلته  جماعة الاخوان المسلمين في مصر . أن زعيم جماعة الاخوان في تونس " راشد الغنوشي "  يستحق جائزة بن رشد
انه تركة بورقيبة بكلا بنوعيها – السياسي والديني – تركة جنبت وطنها بأكبر قدر ممكن من الدمار والخراب .. من أول الديكتاتور العسكري الجنرال " بن علي " , وحتي الشيخ راشد الغنوشي  ( البيادة والعمامة التونسية . كلاهما .. ترفقا نسبياً , بوطنهما وبشعبهما . أو أحسنا ذبحه – ان صح التعبير

رغم كل شيء  فقد ثبت أن بورقيبة هو أقل حكام عصره سوءا - بدول المنطقة - ولم يكن ينقصه ليسجله التاريخ  كزعيم عظيم ,  سوي ارساء قواعد  الديموقراطية وتدوال السلطة وعدم احتكار  كرسي الحكم

رغم أية أخطاء , فقد ترك بورقيبة لبلده قدرا من العلمانية والمدنية . لم يفعل مثله آخر من زعماء عصره بالشرق الأوسط وشمال افريقيا 
 سلام لتونس . ذاك البلد الصغير
وسلام كبير لشعب تونس
ولا عزاء للطواويس والعناترة : عبد الناصر وصدام حسين والقذافي وحافظ وبشار الأسد , وعلي عبد الله صالح , وجعفر النميري  وخليفته ممزق السودان - عمر البشير -  .. لا عزاء لكل هؤلاء

مقارنة بباقي رؤساء دول المنطقة – المخلوعين بفعل الثورات , والمرشحين للخلع – , وبمقارنة مرشد جماعة الاخوان في مصر  , براشد الغنوشي – مرشد جماعة تونس . نقول :
تحية لروح الحبيب بورقيبة
تحية للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي
تحية لمرشد جماعة الاخوان في تونس " راشد الغنوشي " .
...
في مثل ذاك الزمن الأغبر : طوبي لرئيس ذبح  شعبه ووطنه . عندما طاوعه قلبه وضميره علي ذلك , وأحسن الذبح
!!

في مثل ذاك الزمن الأشعث الأنكد .. طوبي لحاكم نهب وطنه نهباً غير جائر ! وطوبي لزعيم  جوّع شعبه جوعاً رحيماً
!! 

صلاح الدين محسن

***************

تعليقات