ذكري ميلاد نجيب سرور

 

حوار حول  ذكري ميلاد نجيب سرور
---

الأول : ابني عمره 17 سنة . وسألني عما أنصحه بقراءته لنجيب سرور . الانسان العبقري . في ذكري مولده ..


الثاني : أقترح أن يقرأ له  قصيدة الأميات - لا أريد لفظها بعنوانها الحقيقي  ..

الثالث ( فزعاً مستنكراً .. ) : لا يا رجل .. لا لا .. ألا يوجد شيء آخر !؟ ابداعات نجيب سرور كثيرة .. فلتدعو ابنك لقراءة " رباعيات نجيب سرور " , " لزوم ما يلزم "  ,  "بروتوكولات حكماء ريش " ,  أو يستمع الي " البحر بيضحك ليه " بصوت الشيخ امام ,, أو يقرأ  احدي مسرحياته .

الأول : وماذا بها قصيدة " الأميات " - بدون عنوانها الحقيقي - !؟

ان الرجل كان في حالة بالغة السؤ . بسبب ما فعلته به السلطات .. لذا فأسلوب " نجيب سرور " وألفاظه في تلك القصيدة . لا تعبر عن أدب نجيب سرور .. 

الثالث : ولكن القصيدة تفضح السلطات والنظام .  وتعريهما 

الثاني : نعم ان القصيدة تعري النظام وسلطاته وأجهزته - الموجودين وقتذاك - ولكنها أيضاً تعري نجيب سرور .. تعريه تماماً .. فهل تحب أن تري نجيب سرور . عارياً ...!!؟

الأول : كلا .. هذا الشاعر والفنان المتعدد القدرات والمواهب .. الأديب والمؤلف المسرحي والممثل والمخرج ... انه مجموعة مواهب رائعة .. لا أحب أن أراه عارياً وانما في كامل لياقته وأناقته  ..

الثالث : كامل لياقته وأناقته .. لن تجدها في تلك القصيدة .. فألفاظها من أولها لآخرها . ربما يعف عن قولها أطفال الشوارع , وقد يأنفها أرباب السوابق ..

الثاني : الرجل كانت له ظروف خاصة . لابد لنا من تقديرها .. لقد حجزت له السلطات الغاشمة.. بعدما أهانوا كرامته . وهو من هو .. مكانا في مستشفي المجانين ... !  بدلا من أن يحجزوا له كرسي وزير الثقافة .. !!

الأول : مأساة ( بحزن عميق ) مأسااااة ... - يصمت لحظات ثم يسأل - 
الأول : هل  أنت ضد نشر تلك القصيدة بالانترنت ؟

الثاني : لست ضد النشر . ولكن لابد من كتابة تحذير بانها ليست للقراءة لكل الأعمار ..

الثالث :أوافقك في ذلك . فالنشء والشباب الصغار الذين سمعوا كثيراً عن عظمة وعبقرية نجيب سرور .. لو قرأوا ما بالقصيدة تلك من فواحش الألفاظ .. قد يرددوها بلا وعي , وببساطة , باعتبار أن الفنان والشاعر العبقري قد كتبها .. وتلك سقطة أخلاقية مروعة ..  ..

الثالث : البعض - من الكبار لا من صغار السن - سقطوا في ذاك المنحدر بالفعل .. اذ جرت ألسنتهم بفواحش الألفاظ , باعتبار أن ما ورد بقصيدة للشاعر العبقري , هو تصريح مرور لبذيء الكلمات .. ولم يثبتوا في اعتبارهم , الظروف القاسية التي كان قد خرج منها لتوه عندما كتب تلك القصيدة ...

الأول : لعله يجب أن يُكتب مع نشرها بالانترنت . القصيدة للكبار فوق ال18 سنة

الثاني : بل لمن لا تقل أعمارهم عن 30 عاماً ..

الثالث : وان كان بالانترنت الكثير من البذاءات القولية والفُحش اللفظي .. فهذا لا يبرر .. ولا يعني أن يشارك في ذلك فنان وشاعر انساني عظيم , بقصيدة لها ظروف قهرية ولولاها لم نزل هذا الفنان العظيم عن مستواه الرفيع .

الأول : نعم ان مكانة العبقري ليست بين قمامة الانترنت .. وانما بين الصفحات المخصصة لابداعات "عمر الخيام " , وأبي العلاء .. فيلسوف الشعراء وشاعر الفلاسفة .

الثاني : عن نفسي .. سوف أحتفل مع أسرتي . بذكر نجيب سرور . بقراءة مشتركة بين أفراد الأسرة لديوانه " رباعيات نجيب سرور " , وبسماع كلماته الشعرية بالعامية . التي أبدع في غنائها " الشيخ امام عيسي " .. 

الأول : حسناً وأنا سأفعل نفسي الشيء .. شكراً لكما .
--- 
صلاح الدين محسن

*********************



تعليقات