في مثل هذا اليوم منذ 3 سنوات ماذا كتبنا ؟,


                                          

هذا ما نشرناه في مثل هذا اليوم منذ 3 سنوات 

رئيس كندا ورئيس مصر المنتخب


لي رئيسان اثنان : 
الشيخ " ستيفن هاربر" رئيسي . في كندا
والبروفيسور دكتور محمد مرسي – بالصلاة ع النبي – هو رئيسي . في مصر .

ستيفن هاربر .. سوف يتعجب اكثر عندما يعلم أن الرئيس المصري الجديد , لا يؤمن بالديموقراطية الا ليصل بها لكرسي السلطة . فقط , لأنها في قناعاته الدينية الأيدولوجية . هي كفر ومعصية للخالق . وبدعة . مخالفة لشرع الله .
وسيتعجب " ستيفن هاربر" اكثر واكثر . اذا علم ان رئيس مصر الجديد – المنتخب حسب قواعد الديموقراطية – تم انتخابه في ظل فراغ دستوري – دستور ساقط , بحكم سقوط رئيس النظام – الرئيس المخلوع مبارك – طبقا للدستور المصري . وأن هذا الدستور الساقط . جرت محاولة فاشلة لكتابة دستور بديل له . والفشل يرجع للبرلمان الديني في غالبيته الذين ينتمي اليهم الرئيس الجديد – دكتور مرسي - . , وان هذا الدستور تم ترقيعه مرتين – بشكل غير دستوري ! – مرة أجري العسكر له تعديلا .. , ومرة أخيرة قبيل اعلان نتيجة الانتخابات . تم ترقيعه ثانية بقوانين مكملة للدستور . تضمن استمرار تمكين العسكر من رقبة الشعب والبلاد والرئيس الديني – غير العسكري وغير المدني- .

ومن المؤكد أن المستر " ستيفن هاربر " سوف يضحك عندما يعرف أن رئيس مصر الجديد . الرجل الأكاديمي . أستاذ الهندسة – لا يؤمن بالدستور المصري السابق ولا القادم ولا بدستور فرنسا ولا بدستور أمريكا أو كندا . ولا بدستور اليابان او روسيا , ولا بأي دستور في العالم . لانها كلها في رأي أيدولوجيته الدينية الاسلامية : دساتير ارضية كافرة . ويؤمن فقط بدستور يراه قد جاء من السماء " القرآن " يقول ان الشمس عندما تغرب . تغطس في بركة من الطين " عين حمئة " – راجع هامش 1 
--- انا لم انتخب رئيسي المصري . لم أصوت له . لانه حتي قبيل اعلان فوزه . كان ينتمي ويترأس حزبا قام مخالفا للدستور – حزب ديني - . وكان ينتمي لجماعة محظورة بحكم القانون – جماعة الاخوان المسلمين - . ولا يزال الدستور الذي يمنع قيام حزب ديني , والقانون الذي يحظر نشاط جماعة الاخوان المسلمين . ساريان .. حتي هذه اللحظة ..!

وقد انتخبت رئيسي الكندي . منحت صوتي لصالح حزبه " المحافظين " بالرغم من أنني ليبرالي . لانني وجدته الأصلح حاليا , في هذه المرحلة . وقد لا انتخبه في الانتخابات المقبلة .. وفي انتخابات المحليات صوت لصالح الحزب الليبرالي الكندي .
وعندما فاز رئيسي الكندي في الانتخابات الأخيرة . لم تخرج أية طعون بالتزوير , ولا أية شبهات تزوير . – بعكس ما حدث من حملة انتخاب رئيسي " المصري " , أو من حملة انتخابات منافسه – الفريق شفيق – تزويرات وتلاعبات كثيرة من الطرفين -.أعلنت عنها وشرحتها . لجنة رئاسة الانتخابات , عند اعلانها النتيجة النهائية بفوز دكتور مرسي .!
وكذلك أثناء الحملات الدعائية الانتخابية الأخيرة . للأحزاب الكندية . لم تحدث اية رشوة انتخابية . كما حدث في انتخابات رئيسي " المصري " - رشوة فقراء الناخبين ببعض المواد التموينية التي يفتقدها غالبية الشعب - السكر , والزيت , و مبالغ النقدية – علي يد حزب دكتور مرسي والجماعة الدينية التي هو أحد قياداتها . 
والسبب في الفرق الكبير . بين انتخاب رئيسي ”المصري" , وبين انتخاب رئيسي " الكندي " . يرجع لأن رئيسي "الكندي" يؤمن بشريعة الحضارة الانسانية الحديثة (وهي كما يقول المصريون عن الشيء الجديد تماما : شريعة جديدة لانج , لسه بتلمع )..
بينما رئيسي " المصري ". يؤمن بشريعة قديمة جدا , نبتت في القرن السابع الميلادي ! , بصحراء البدو العرب . حيث الجدب . و كتابها المقدس , يقول ان الكرة الارضية التي لا تزيد عن ذرة صغيرة في فضاء الكون . هي قاع ومركز هذا الكون ..(!) سورة الكهف 18- 86 .. ( راجعوا هامش 2 ) --- ورئيس مصر المنتخب " دكتور مرسي " يقدس هذا الكتاب . ويؤمن بضرورة تطبيق أحكامه القديمة جدا ... 
بينما رئيسي الكندي . يؤمن – كما قلنا - بشريعة حديثة . وقوانين حديثة . مرجعيتها , مواثيق حقوق الانسان , الصادرة عن الأمم المتحدة . أشياء جديدة تلمع لمعانا..
------ رئيس كندا . يعرف ان كندا من الناحية الرسمية تتبع بريطانيا . ولكن سياسة رئيس كندا . الداخلية والخارجية . عمليا هي حرة مستقلة .. لا يهم الشكل ..
مصر من الناحية الرسمية هي مستقلة . ولكن من الناحية الفعلية نظامها العسكري وجماعة الاخوان المسلمين معا . تربطهما بامريكا علاقة حميمية جدا – تمس الاستقلال – :
الكونجرس الأمريكي يستجوب الرئيس باراك أوباما لدعمه الاخوان المسلمين في مصر بـ 1.5مليار 
http://www.youtube.com/watch?v=Vk_vBIPPl-o&feature=youtu.be 
ومن المعروف أن النظام العسكري المصري يتلقي من أمريكا منذ عشرات السنوات . معونة تقدر بمليار ونصف المليار سنويا – اغلبها عسكرية , بينما مصر لا تحارب , ومرتبطة بمعاهدة سلام مع الدولة الوحيدة التي يمكن أن تنشب حرب معها . ففي مقابل ماذا تلك المعونة ؟! , ولكن مصر من الناحية الرسمية - الرسمية ..- هي دولة مستقلة ) .

رئيس مصر – دكتور مرسي – استقال من جماعة الاخوان المسلمين , ومن حزب العدالة . من الناحية الرسمية . ولكن فكرة وقلبه وروحه معهما . ومع مصر ايضا ولكن من خلال فكر الجماعة الدينية والحزب الاسلامي المسمي باسم حزب العدالة والحرية . وبما لا يخالف شرع الله . ( ذاك الشرع الذي يخالف صالح العباد والبلاد , في أغلب الحالات , لان زمنه بعيييد جدا عن زمن الناس في أيامنا الحالية ! )
رئيس مصر – دكتور مرسي – سيعمل في الرئاسة لارضاء الله . ولا يهم ان كان ذلك علي حساب سعادة الشعب ام شقائه أو رخائه , فهو رجل ديني الفكر اسلامي . يهمه ارضاء الله . وفي حملة انتخاب دكتور مرسي . كان الدعاة الاسلاميون يخوفون الناس بغضب الله , ما لم ينتخبوا مرشح الله والاسلام – د. مرسي - !.
اما رئيس وزراء كندا .. فيهمه مصلحة الشعب الذي يملك ايصاله أو ابعاده عن السلطة . ولا دخل لله في السياسة . الله في المعابد , وفي قلوب المؤمنين به . كل حسب دينه . اما الدولة - والنظام -. فلا دين لها – علمانية – والاديان للأفراد . حسب رغبة كل مواطن في الاختيار . ولا شان للدولة ولا للسياسة بهذا الموضوع . ولا تميز في التعامل بين الناس بسبب الأديان , اطلاقا ..

الدول تنهض وتتقدم . عندما يعمل السياسيون لأجل الشعب فقط . اما العمل لارضاء الله , فيتركونه لرجالات الأديان في المعابد .
----
هامش 1 
" َحتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ " سورة الكهف 18- 86
(( تفسير الطبري : 17560 { وَجَدَهَا تَغْرُب فِي عَيْن حَمِئَة } قَالَ : فِي طِين أَسْوَد . - - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا اِبْن أَبَى عَدِيّ , عَنْ دَاوُدَ , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس { وَجَدَهَا تَغْرُب فِي عَيْن حَمِئَة } قَالَ : فِي طِين أَسْوَد . )) .
هامش 2 :
" صورة الكون في القرآن هي صورة من علم الفلك الأسطوري – الخرافي – كانت شائعة في عصور احتضار العلم اليوناني والفلسفة الاغريقية ممتزجة بأطياف شرقية واخيلة دينية زاهية .. .. فعالم القرآن , عالم محدود تضيئه الشمس في النهار . والقمر , والكواكب والنجوم – المصابيح المعلقة , التي تزين السماء الدتيا في الليل . ( مقتطف من كتاب محنتي مع القرآن ص 181 . للعالم الدكتور " عباس عبد النور – خريج جامعتي الازهر والسوربون . . ) .
* *********************** سلق نشره في موقع 
الحوار المتمدن-العدد: 3770 - 2012 / 6 / 26 
صلاح الدين محسن
http://salah48freedom.blogspot.ca/?view=flipcard
---------------------

تعليقات