القرآن سهل . وليس علما يحتاج لمتخصصين .


القرآن سهل . وليس علما يحتاج لمتخصصين .
صلاح الدين محسن
7-6-2015

انه لشيء مضحك للغاية أن يخرج علماني او شبه علماني ليقول لعلماني آخر أو لليبرالي : كيف تتكلم في القرآن وانت لا تفهم فيه ؟! أو يقول له : أنت غير متخصص ..!!! انك لا تعرف القرآن . فكيف تتكلم عنه ؟
((( أغلب العلوم – التي هي علوم حقيقية لا دجل ولاشعوذة – لم تتطور الا علي أيادي غير المتخصصين )))
= ليس لعلماني أو ليبرالي أو غيرهما الحق في مصادرة حق غير فقهاء الدين . في مناقشة ما جاء في القرآن بحجة أنهم لا يفهموه ! ان كانت لديهم اعتراضات علي ما يقوله مفكرون غير فقهاء في القرآن فاليبيتوا لنا . اعتراضاتهم . ومن منهم لم يقرأ القرآن .. فعليه هو بقراءته .. 
أشعر بالأسف وأنا أرد علي ما يمكن نسميته بلغة العسكريين : نيران صديقة ..! يطلقها علمانيون وليبراليون ضد بعضهم ! وليت تلك النيران العلمانية العلمانية تطلق علي سبيل الخطأ .. ولو كانت كذلك لهان الأمر ..
القرآن ليس كتابا في علم الجبر أو حساب المثلثات .. كي يحتاج متخصصين لهم وحدهم حق الكلام فيه 
والقرآن ليس علما في طبقات الارض - جيولوجيا - يجب ألا يتكلم فيه ولا يفتي الا دكتور رشدي سعيد وتلاميذه علماء الجيولوجيا .. ولا هو علم الفضاء الخارجي . لكي نقصر الحديث فيه علي دكتور فاروق الباز ، ولا علم الطاقة الذرية . تخصص الدكتور البرادعي . 
والقرآن ليس له باع ولا ذراع ولا صباع في علم الكيمياء الاشعاعية . ولا علم الجينوم . ولا صلة له بعلم السبرانطيقا ولا الباراسايكولوجي ولا دخل له بأي علم من العلوم الحديثة القائمة علي التجارب المعملية وغير المعملية وعلي البحوث الاجتماعية والسايكولوجية والأنثروبيولوجية وغيرها ... لا صلة للقرآن بتلك العلوم البتة ولا تعنيه بقليل ولا كثير ولا هو أيضا يعنيها أو يفيدها بشيء وان ادعي المدعون أو لفق الملفقون وفبرك المفبركون . 
والقرآن كل ما يحمله هو كلام قالت أغلبه الاديان القديمة سواء المنسوبة للسماء أوالنابتة من الأرض . عن الحياة وما بعدها من موت وحساب وجزاء . أحكام و شعائر عقيدة دينية مأخوذة باكملها من ديانات سابقة ( توليفة ) .
والقرآن ليس مكتوبا باحدي اللغات المنقرضة أو شبه المنقرضة التي صار العارفون بها قليلين وهم وحدهم أصحاب الحق في الحديث عنها أو شرح ما هو مكتوب بها .. كلا
والقرآن نفسه قال في العديد من السور المختلفة انه باللغة العربية تلك اللغة التي لا تزال حية ويتكلم ويكتب ويشعر ويقصص ويروي الروايات بها أبناء عدد من شعوب 22 دولة ناطقة بالعربية . 
يوسف 12 2 إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ 

الزمر 39 28 قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ 

الأعراف 7 52 وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ 

فصلت 41 3 كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 

الشورى 42 7 وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا 

الزخرف 43 3 إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ 

الأحقاف 46 12 وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا 

الرعد 13 37 وَكَذَلِكَ أَنْـزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا 

المائدة 5 15 قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ 


وبناء علي ما قاله القرآن نفسه عن نفسه من انه كتاب عربي مبين ، ومفصل ، وراعي أن يتمكن 
الناس من فهمه .. بناء علي ذلك يكون من الطبيعي جدا أن اي تلميذ نابه بالسنة الاولي من المرحلة الثانوية وربما الاعدادية ، ويحب الشعر بامكانه قراءة وفهم القرآن بمفرده بدون شيخ ولا مساعدة فقيه. ولم لا ؟ وما سبب وجود مانع ..؟
مانع وحيد : الذين يحرصون علي الا يتكلم في القر أن سواهم هم رجال الدين الاسلامي ..! لماذا يا تري ما دام المتكلم يعرف اللغة العربية ومادام القرآن كتاب عربي ومبين وأياته مفصلة تفصيلا ..؟!
الجواب : لأن غير رجال الدين . قد يفهم أشياء ويكتشف ويكشف أشياء ! فيفتش أسرار ! والمشايخ يريدون الستر والتستر .. لان الله حليم ستار .. وحرصا علي حرفتهم التي يحترفونها ومصدر أرزاقهم .
ومن هنا اصطنعوا علوما سموها علوم القرآن ! وادعوا أنهم هم الذين يعرفون اغوارها ! وأنهم الغواصون المتخصصون في النزول لأعماق ما أسموه علوم القرآن ( الكريم ..! ) واقاموا لها جامعات ومدرسين وأساتذة ! والجامعات تلك تمنح القابا كما ألألقاب العلمية - دكتور ! -! ودرجات كما الدرجات العلمية الحديثة – أستاذ دكتور ! واستاذ مساعد ( متجاهلين ان تلك الألقاب والدرجات العلمية هي محدثة و المحدثات هي بدع محرمة اسلاميا ! ) !!
فعلم الفقه لزومه : ان اكتشف أحد أشياء غير معقولة ولا مقبولة لا يقبلها عقل ولا رب ولا نبي . موجودة بالقرآن .. كانت مهمة علم الفقه تبريرها وتجميلها . وان ناقشهم استغفلوه وكلفتوه ..! وان كنت لا يسهل ان يكلفتك احد وستجادلهم . اتهموك بقلة الايمان وربما شتموك ! . وان لم تسكت أفتوا بجواز قتلك .
ولأنه توجد في القرآن أخطاء في الاملاء والنحو وسقطات بلاغية - بتعبير أصوب : أقوال مجافية تماما للبلاغة التي اشتهر بها العرب . مع ادعاء فقهاء الاسلام ان القرآن اعجاز في البلاغة ! .. لذا فمهمة ما يسمي بعلوم القرآن ! ( هكذا يسمونها علوم ويسمون من يقومون يها : علماء! ) مهمتها تبرير ولف ودوران .. لاقناع السائل بعدم وجود أخطاء ! وأن الخطأ هو الصواب ! وهو المرجع ! ( انه مصدر ارزاقهم .. عملهم . صنعتهم ولازم يدافعوا عنها بكل الطرق )
ولأن بالقرآن آيات تناقض بعضها آيات تقول يمين وأخري شمال ! وآيات تقول شرق واخري تقول غرب ! ولو انكشف الموضوع . يبقي انكشف كل شيء واللعبة كلها باظت والسبوبة التي فيها رزق المشايخ راحت ! لذا فقد عملوا شيء اسمه ناسخ ومنسوخ وسموه علما – علم النسخ ! وسموا القائمين عليه علماء النسخ! .*
. وفي الاشياء الموجودة ولا أصل لها اطلاقا مثل ياجوج ومأجوج وذو القرنين .. تلك اساطير – خرافات - والكلام والاقوال القرآنية الفاقدة للتحديد والفاقدة للدقة مثل ما جاء بالقرآن من تكرار لكلمة فرعون . القاريء الواعي يسال : اي فرعون ؟ كل من حكموا مصر قديما لقبهم " فرعون " فعن اي فرعون يتكلم الحاج قرآن ؟! ما اسم الفرعون الذي يقصده ؟ الا يحدد كلامه ؟! هنا انشاوا ما اسموه علم ! – تفسير – وتقرا فيه كلاما كتيرا ولا تخرج منه بنتيجة مقنعة لانه ليس تفسيرا بل تبريروكلفتة واستغفال . وان رفضت قبول الاستغفال –التفسير الاستعباطي . نعني – اتهمك رجال الدين بقلة الايمان وبالبلبلة والتشكيك وان تمسكت برفضك وأعلنته . اتهموك بالكفر والاساءة لدين قويم وأفتوا بقتلك ! لماذا ؟ لأنك ليس من حقك أن تتكلم في القرآن – والاحاديث المحمدية نفس الشيء – لانك لست عالما به ! وهناك علماء ( مبرراتية . مكلفتاتية ) . !
حقا انه لشيء مضحك للغاية أن يخرج علماني ليقول لليبرالي أو لعلماني آخر : كيف تتكلم في القرآن وانت لا تفهم فيه ؟ أو غير متخصص ..!!! انك لا تعرف القرآن . فكيف تتكلم عنه ؟
شيء مضحك للغاية أن يصدر كلام كهذا من علماني أو من احد اشباه العلمانيين ! مثله مثل الفقيه !
علي العلمانيين والليبراليين – واشباههم وأصدقائهم – ممن لم يقرءوا القرآن . أن يذهبوا لقراءته . ومن لم يفهمه . يمكنه أن يسأل من فهمه . ومن يعجز عن فهمه مثل من فهموه . فالصمت ادب وفضيلة كبري .
ولعل العلمانيين و الليبرالي الذين تصيبهم نيران من الأصدقاء . يرددون القول القائل : اللهم اكفني شر أصدقائي .. وأنا الكفيل باعدائي   
!
= سبق مشر المقال في موقع الحوار المتمدن-العدد: 2234 - 2008 / 3 / 28
----------  
 عند اعادة النشر يرجي ذكر :

====================

تعليقات