مختارات عن جاشزة نوبل - نحن و(نوبل)
نحن و(نوبل)
حسن مدن - كاتب من البحرين . الأمين العام السابق للمنبر الديمقراطي التقدمي - البحرين
الحوار المتمدن 2020 / 10 / 11
كعادتنا، في كل سنة، حين يعلن عن اسم الفائز بجائزة «نوبل» للآداب، نهرع إلى منصات البحث بدافع الفضول لمعرفة المتاح من معلومات عن حياة وإبداع من أعلنت لجنة الجائزة فوزه بها، وهذا ما فعلناه مع الشاعرة الأمريكية لويز جليك التي نالت الجائزة هذا العام.
وكان الحديث يدور في سنوات سابقة، عن كون الفائز اسماً مغموراً، وأن الجائزة ذهبت إليه فيما جرى تجاهل قائمة أسماء «المرشحين» الدائمين لها، من دون أن تذهب إليهم، ويبدو أنها لن تذهب.
وبعيداً عن دوافع ومرامي أعضاء لجنة «نوبل» في اختيار أسماء الفائزين لها، علينا أن نتعلم درساً في التواضع، فمهما كانت درجة إحاطتنا بالأدب في العالم، فعلينا أن ندرك أنه بحر غزير، وكبير، ممتد، ليس بوسعنا إدراك كل ما فيه، ولا بلوغ كامل الضفاف حواليه، وكوننا لا نعرف اسم أي فائز، ولسنا مطلعين على نتاجه، فإن ذلك لا يعني، بالضرورة، أنه اسم مغمور. إنه مغمور بالنسبة إلينا فحسب، وليس في بلده، أو خريطة الأدب المكتوب بلغته، فمعرفتنا به، أو عدمها ليست معياراً.
هناك الكثير من الوجاهة في القول بسيطرة «المركزية الغربية» على أذهان من يمنحون الجائزة، فعدد أسماء من ذهبت إليهم من بلدان آسيا وإفريقيا، وحتى أمريكا اللاتينية، يظل محدوداً مقارنة بالعدد الكبير لأسماء من نالوها من أوروبا، والولايات المتحدة، منذ أن تأسست الجائزة، وهذا الميل «الغربي» للجنة الجائزة لا يعني، بالضرورة، أن من تختارهم من أهل الأدب والشعر في بلدان الغرب ليسوا أهلاً للفوز.
أحدهم كتب ساخراً، وربما حاسداً، من أن دور النشر العربية ستتبارى الآن على ترجمة أشعار لويز جليك، ولنا أن نتخيّل منذ الآن الأغلفة التي ستصمم لهذه الترجمات التي تضمّ مختارات من شعرها، وتحت اسمها تبرز العبارة التالية: «الحائزة على جائزة نوبل لعام 2020»، لتكون كلمة السر الجاذبة لتسويق الكتاب.
الصديق الأديب البحريني عبدالقادرعقيل، وافانا بعد ساعات من إعلان اسم الفائزة، بنسخة إلكترونية من كتاب حوى قصائد مختارة من دواوين لويز جليك اختارها وترجمها سامر أبو هواش بعنوان «عجلة مشتعلة تمرّ فوقنا»، صادرة عن داري «كلمة»، و«الجمل» عام 2009، كأن هذا الكتاب الشعري المترجم استباقي، فجهتا النشر لم تنتظرا فوز الشاعرة بـ«نوبل»، والأرجح أنهما لم تكونا تتوقعانه أصلاً، لكنهما بنشره عبّرتا عن الانحياز للشعر، لكونه إبداعاً، لا للصيت الذي تمنحه الجائزة لاسم من يفوز بها، الذي سيكون باعث الترجمات المتوقعة .
تعليقات
إرسال تعليق