مصيرالاصلاح في السعودية الي أين .. بعد إعادة شيوخ الدين !؟

  صلاح الدين محسن

21-10-2020

الاصلاحات الوثابة التي أدخلتها السلطات السعودية , من ترفيه , ومسرح , وغناء , ومنح حقوق للمرأة - كانت بعيدة المنال - بأن جعلوا المرأة السعودية قوامة علي نفسها , , بحق الوصاية علي أبنائها والوصاية علي نفسها , بالسماح لها باستخرج جواز سفر مع حق حرية السفر بنفسها , بعدما منحت حق قيادة السيارة .. والسماح للمرأة بالاشتراك في عرض مسرحي مع الرجل - لأول مرة - , وبحضور النساء والرجال معاً في الحفلات الغنائية - علي غير العادة - ..

لقد كانت قفزات سريعة متوالية , لم تكن متوقعة .. 

فلماذا هي مفاجأة أيضاً غير متوقعة .. ما أعلنته منذ يومين أهم صحيفة سعودية " الشرق الأوسط " يوم 19-10-2020 . عما لا ندري ان كان انتكاسة وعودة للوراء ؟! أم هي مناورة - شيء غريب , في الحالتين , بالتأكيد - ؟ :

السعودية: أوامر ملكية بإعادة تكوين «كبار العلماء» وتشكيل «الشورى»

اللحيدان رئيساً للمحكمة العليا... والسلمي نائباً لرئيس «الشورى» وحنان الأحمدي مساعداً 

فتري : ما الذي دفع حكام السعودية لعمل الاصلاحات بتلك السرعة ؟ وما  الذي دعاهم لما يعتبر رجوعاً عنها , وبنفس السرعة وبنفس المفاجأة !؟
لماذا بعد تكوين " هيئة الترفيه " التي عنيت باقامة حفلات غنائية وموسيقية وباليه - علي غير العادة - أعادوا تكوين هيئة - ما يسمي بكبار العلماء - شيوخ الدين والفتاوي المعاكسة تماماً للانفتاح - للانغلاق - ! " بعدما كانوا قد حَلّوها .. ؟؟
فتري : ما الذي دعاهم لسرعة الوثب العالي والوثب الطويل في الانفتاح والاصلاح نحو التحديث ؟ وما الذي دعاهم للعودة للعكس ؟؟ 
في تقديرنا ان الاصلاحات قد تمت بضغوط من الرئيس الأمريكي " ترامب " الذي هدد آل سعود - علناً - فور دخوله للبيت الأبيض , بان عرشهم وملكهم , يمكن أن يتبخر أو يذوب كفقاعة صابون في 48 ساعة , لو تخلت أمريكا عن حمايتهم . وان عليهم أن يدفعوا ثمن تلك الحماية ..
فسارع آل سعود بدفع الثمن النقدي ب 400 مليار دولار , قدمها ولي عهد السعودية - محمد بن سلمان - بالذهاب لواشنطون ودفعها للرئيس " ترامب " في صورة استثمارات وشراء أسلحة ..
ذاك كان عن الثمن النقدي ..
أما الثمن السياسي والعملي , فقد كان احداث اجراءات الاصلاح المتسارع الي حد الدهشة - كما ذكرنا أعلاه - ليؤكد آل سعود لأمريكا وللعالم , انهم أمام سعودية جديدة حديثة . بخلاف السعودية المعروفة كصندوق ممول ومحرض علي الارهاب العالمي والاقليمي .. 

مصير الاصلاح في السعودية الي أين .. بعد إعادة شيوخ الدين !؟

هذا في رأينا تفسير عمل اصلاحات سريعة - كانت مستبعدة الحدوث - 

أما سر النكوص .. والعودة للوراء باعادة هيئة كبار شيوخ الفتاوي الدينية الذين يُسكِنوّن الدولة والشعب في زمن ما مضي منذ أكثر من 1400 عام ! فما تفسيره ؟

في رأينا - في الغالب - ان الاصلاحات التي تمت بسرعة من قبل .. ليست فكراً أصيلاً أو قناعات أكيدة بداخل الملك , أو بداخل ولده الأمير ولي العهد.. ولكن كما قلنا ضغوط , من ترامب . خضعوا لها - كتكتيك - حفاظاً علي عرشهم ومُلكهم .
لأن ما يهم الملك السعودي وولي عهده , أولاً وأخيراً هو : المُلك والعرش .. والحفاظ عليهما, أيضاً كانت التغيرات والمستجدات الدولية , القاضية والملزِمة .. 

ولا نريد الجزم بانهم سيتراجعوا عن الاصلاحات لاحتمال خسارة " ترامب " لسباق الرئاسة وخروجه من البيت الأبيض .. وقدوم بايدن .. الذي ينتمي لنفس حزب أوباما وهيلاري - وكلا الأخيرين , هما من أنشأ داعش .. والأرجح ان بايدن سيعيد داعش من جديد - لمواصلة تدمير وتقسيم دول منطقة الشرق الأوسط . لاقامة شرق أوسط جديد ( انها خطة حزب .. الحزب الديوقراطي الأمريكي , الذي ينتمي اليه كلٌ من : أوباما وهيلاري وبايدن ) ..
وبالطبع تمويل - وتجميع - داعش لا يدفع تكلفته سوي السعودية ودول الخليج ..
ومن هنا .. أعادت السعودية " هيئة كبار علماء الارهاب " المسماة " هيئة كبار العلماء - علماء الدين " .. كتمهيد للدور الذي قد تضطر القيادة السعودية للقيام به فيما لو فاز بايدن , برئاسة أمريكا ..

والاحتمال الآخر هو : ان السعودية مقبلة علي اللحاق بدول الخليح التي أقامت علاقات مع اسرائيل - الامارات والبحرين .. وانها ستحتاج الي مباركة رجال الدين . فاتجهت لاسترضائهم باعادتهم للمشهد مرة أخري , بعدما همشتهم تماماً - بطريقة كاملة العلمنة - العلمانية - ..
لذا فلا نستبعد أن يكون إعادة هيئة كبار علماء الارهاب -  الدين - هو تكتكيك .. وحسب .. ( فالأرجح ان القيادة السعودية قد فهمت ان التحديث حتمية .. سواء حالياً أو مستقبلاً ) 
بمعني انهم أعادوا رجال الدين ولكن دونما صلاحياتهم القديمة المعهودة والمعروفة , في الهيمنة علي سلوك المواطنين وتحديد القيود اللازمة المعاكسة للانفتاح والمناقضة للحداثة .
أي أن ألسنتهم التي أُلجِمَت , ستبقي ملجومة . ولكنهم سوف يستمتعوا برواتبهم ومخصصاتهم , وبالحصور الاعلامي , فقط لأجل التأييد والمباركة لكل السياسات - القائمة والقادمة - .. 

ولا يجوز ألا نتوقف عند ما شمله نفس القرار السعودي الأخير - موضوع حديثنا - , من تعيين  - إمرأة سعودية قوية - الأستاذة الدكتورة حنان الأحمدي , نائباً لرئيس مجلس الشوري ..
تلك كانت رؤيتنا , وسنري ما سوف تكشف عنه الأيام ..
------------------

تعليقات