اصلاح ما لا يمكن ولا يجوز اصلاحه
صلاح الدين محسن
16-11-2020
بعض الأخوة التنويريين الكرام , فجأة يخرج منهم من يدعو لاصلاح الاسلام .. كان " االعفيف الأخضر - التونسي - " عام 2016 , بموقع الحوار المتمدن " اصلاح الاسلام ضروري وممكن " - وآخرون من بعده , وربما من قبله ..
والغريب انهم يفعلون ذلك بعدما نشروا من الأبحاث والمقالات ما جعل من الاسلام محض خرقة بالية لا تصلح لشيء , لشدة اهترائها ! ثم يستيقظون فجأة ليطالبوا باصلاح الخِرقة !
الجزء المدني من القرآن , ليس محض لافتة يمكن تنحيتها والاستغناء عنها ( وكدا حبايب , ويا دار ما دخلك شر ) ..
ولا هو جدار يحجب الشمس أو الهواء , يمكن ازالته ( وكدا حبايب , ويا دار ما دخلك شر ) !
كلا .. فالجزء المدني من القرآن - ولا أقول القرآن المدني - بل الجزء المدني ,من القرآن , هو الجزء المُدان باحتوائه علي نصوص الحض والتصريح والترخيص بارتكاب كل المجازر التي جرت منذ مجزرة موقعة الخندق - بطولة نبي الرحمة - والتي راح ضحيتها قرابة 700 ذبيح - عدا النهب والسلب وأسر واغتصاب النساء .. وغيرذلك من الفظائع والبشائع التي اقترفها أشرف الخلق ( كلها كانت بموجب نصوص الجزء المدني من القرآن ) . ومروراً بسلسلة حروب خليفته أبو بكر - حروب الردة - وسلسلة العدوان واحتلال الدول المجاورة , العراق والشام ومصر وفارس , في عهد الخليفة الاستعماري عمر بن الخطاب . ثم الخليفة عثمان بن عفان , من بعده , ثم سلسلة الاعتداءات والاحتلالات علي دول آسيا وبعض دول أوروبا , في عهد الخلافة الاسلامية - من الأموية , فالعباسية , وحتي الفاطمية والعثمانلية .. ووصولاً الي طالبان والقاعدة بأفغانستان , وحتي داعش بسوريا والعراق وبوكو حرام بافريقيا , وتنظيمات الجهاد والاخوان والسلفيين بمصر وسوريا و" غنانيش تونس - الاخوانجيون " .. بداية و مروراً بكل ما سبق وحتي عمليات الطعن والدهس والنحر والتفجير بمختلف دول أوروبا وأمريكا وكندا واسترليا .. كل تلك الوقائع والفظائع جرت بمقتضي نصوص " الجزء المدني " من القرآن ..
وتلك أحداث يسجلها التاريخ تسجيلاً - ليس فقط تاريخ القبائل العربية نفسها في شبه الجزيرة العربية , وليس التاريخ الاسلامي العرباوي وحسب - وانما تاريخ الشعوب والدول التي كانت ضحايا بآسيا وافريقيا وأوروبا - والتاريخ الانساني بشكل عام يسجل ذلك ..
ومن هنا .. فان الدعوة لحذف الجزء المدني من القرآن . أو بتعبير آخر اهماله والاكتفاء باعتماد الجزء المكّي فقط . بالاضافة لكونها دعوة لاطلاق سراح مجرم متعدد ومتواصل الآثام , جرائمه جرت ولا تزال تجري منذ 14 قرن مضي من الزمان وحتي يومنا هذا .. ! ( الجزء المدني من القرآن ) فهي أيضاً دعوة للتزوير - أو التدليس في التاريخ .. لا ندري من ذا الذي سيوافق عليها من الفقهاء الاسلاميين - والمؤسسات الاسلامية - !؟ أو سجلات وأبحاث تاريخ العالم .. ؟؟؟
و اذا كانت المؤسسات الاسلامية الكبري تحكم علي من يطالب بذلك بالردة والتكفير وجواز القتل . وقد يتم إعدامه رسمياً - ان رفض الاستتابة - , او يتطوع شاب اسلامي متدين , بسفك دمه . فيما لو كان مسلماً أو علمانياً من خلفية اسلامية .. فتري : هل يمكن أن يتفهموا تلك الدعوة من آخرين , من خلفيات عقائدية مغايرة !؟..
------------------
تعليقات
إرسال تعليق