المثالية البلهاء والسياسة
المثالية البلهاء والسياسة
صلاح الدين محسن
9-11-2020
رئيس أوروبي : عندنا ٣٠٠٠ اسلامي مشبوه كارهابي ، نفكر في ترحيلهم لبلادهم الأصلية
صحفي : سيدي .. لماذا لم ترحلوهم ؟
الرئيس الأوروبي : لنتأكد من انهم لن يتعرضوا للتعذيب علي يد سلطات بلادهم الأصلية
الصحفي : سيدي .. عفواً .. ما شأنكم ان كانت سلطات بلادهم الأم سوف تعذبهم أو لن تعذبهم !؟
الرئيس الأوربي : نحرص علي حقوق الانسان ، في ألا يخضعوا للتعذيب .
الصحفي : عفواً سيدي الرئيس .. يبدو أنكم تشفقون جداً علي المشبوهين بالارهاب .. أولاً . ألا تشفقوا علي شعبكم مما يمكن أن يفعله هؤلاء المشبوهون بالارهاب !؟ .
الرئيس الأوربي : انهم مشبوهون بالفعل , ومصدر خطر
الصحفي : أوليس لشعبكم نصيب في حقوق الانسان بأن يتمتع بالأمان ، فلا يبقي مرعوباً خوفاً من حدوث طعن إرهابي أو دهس أو تفجير في أي مكان و في أي وقت !؟
الرئيس الأوروبي : ( يفكر ، في حيرة )
الصحفي : كيف تشفقون يا سيدي الرئيس , علي الارهابي المشبوه بأكثر مما تشفقون علي شعبكم الذي بات يعيش حالة خوف دائم من احتمال وقوع عملية ارهابية اسلامية في أي وقت وأي مكان , تحصد الأرواح وتُوقِع الجرحي والمصابين !؟
الرئيس الأوروبي : ( يغمغم ، ثم يتلفت حوله ) : هات أُذُنَك ..
الصحفي : ( يستمع لما يهمس به الرئيس الأوروبي ) ..
الرئيس الأوروبي : بصراحة أنا حريص علي الأصوات الانتخابية للجالية الاسلامية في بلدي . أخشي أن أفقد تلك الأصوات ، لو إنني طردت الاسلاميين المشبوهين باعتبارهم مشاريع إرهاب محتمل جداً .
الصحفي : يا سيدي ، كيف تقدم مصلحتك الشخصية علي حق شعبك في العيش بأمان ؟
الرئيس الأوربي : القانون عندنا ، والقضاء لا يساعدانني علي طرد المشبوهين كارهابيين
الصحافي : كيف لا تتدخل كسياسي علي رأس السلطة ، لتغيير القانون ، المصاب بالمثالية البلهاء !؟
الرئيس الأوروبي : هذا يحتاج الي بحث وفحص وتمحيّص ووقت وجهد ..
الصحفي : وهذا أطول من المدة الباقية لك في الرئاسة
الرئيس الأوروبي : نعم .. ويجب علي المشرِعيّن أن يتدخلوا ..
الصحافي : ومتي سيتدخل المشرِعوٌّن ؟ بعدما تسقط الحضارة والقيم بالغرب بفعل الارهاب !؟
الرئيس الأوروبي : لا تكن متشائماً ، فربما يتدخل المشرِّعون قبيل سقوط القيم والحضارة في الغرب ، بدقائق قليلة , وربما بساعات ، ويتم الانقاذ . فتفاءل ..
الصحافي : ربما ، ربما وليس مؤكداً .. ؟
الرئيس الأوربي : ربما .. فلماذا لانعيش بالأمل ؟
الصحفي ؟ ( صمت , ولا إجابة ) ..
------
تعليقات
إرسال تعليق