مشاعل نور .. وظلام لا ينقشع

كتابات كثيرة , وأحاديث وحوارات غزيرة جرت منذ سنوات وسنوات . للعديد من حملة الأضواء الكاشفة . كانت بمثابة مشاعل نور . كفيلة بانارة ظلام أعمق أعماق أكبر الكهوف .. ولكن ظلام الكثير من العقول , وعناد العقول المتاجرة في الظلام  , والمتحجرة .. قلما تتحول او تتغير , وكثيراً ما تنتشر وتتمدد !

من تلك المشاعل اخترنا مقالاً . تاريخه يعود الي  15 عاماً مضي ! :


الله فى المزاد !ا


ابراهيم الجندى

الحوار المتمدن  2005 / 3 / 7 

كم ينفق العالم العربى سنويا على الدين والقائمين على شئون التقديس والكهانة ؟
ملايين من دور العبادة ما بين مساجد وكنائس ، مليارات الدولارات كمرتبات للمشايخ والكهنة ، وتابعيهم من مقيمى الشعائر والمؤذنين والخدم ، بالاضافة الى ما يتمتع به كل هؤلاء الكسالى والعواطلية من مزايا علاجية ومكافآت ومعاشات على اعتبار أن مهمتهم ( توصيل) رسالة الله للبشر ، والسؤال الان .. ماذا لو كانت هناك طريقة حديثة وسريعة ( للتوصيل ) بذات الكفاءة بل وافضل وبالمجان ؟ هل يمكن تسريح من يتخذون من الدين حرفة والتخلص منهم الى الابد ؟
الفكرة باختصار هى توحيد الشعائر والمواعظ لجميع المساجد والكنائس من خلال دار عبادة واحدة يتم البث منها الى جميع دور العبادة الاخرى كما حدث مع الاذان الذى تم توحيده بصوت منبعث من جهاز كاسيت واحد وبذلك تخلصنا من الالاف منهم كعبء اقتصادى بالاضافة لكتم اصوتهم المزعجة الزاعقة المقلقة لراحة الطلاب والمرضى ، بذات الطريقة وطرق اخرى يمكن الاستعاضة عمن ينعقون يومى الجمعة والاحد من كل اسبوع بوضع جهاز راديو او تليفزيون او شاشة كبيرة داخل المسجد او الكنيسة ونقل الموعظة على الهواء من خلال الوسائط التكنلوجية الحديثة وهنا سيتم الغرض من حيث اقامة الشعائر(وتوصيل)الرسالة الى الرعية والاغنام على حد سواء !ا
ان المسلمين فى مصر كانت يجلسون امام اجهزة التليفاز لسماع الشيخ شعراوى ومشاهدة حركاته التمثيلية كل اسبوع عقب صلاة الجمعة ، فما المانع من وضع تليفزيون فى كل مسجد على المنبر ( مكان العواطلجى ) ونقل الشعائر واقامة الصلوات ودمتم
اننى لا اعرف نصا دينيا يحرم ذلك ، لأن الغرض وهو التوصيل واقامة الشعائر والتى سوف تتم ولكن من خلال وسائط تكنلوجية هذه المرة
اعتقد ان من سيعترض على ذلك هم اصحاب المصلحة فقط ، لانهم غير منطقيين ، فمعظمهم يطبع شرائط كاسيت ويتبارون فى الظهور على شاشات التليفاز بل ان بعضهم أنشأوا لأنفسهم مواقع على الانترنت اى باختصار يستخدمون التكنلوجيا لمصالحهم الشخصية وجيوبهم بالاضافة الى البريستيج ، لكن عندما يبحث الانسان عن طريقة يستخدم بها ذات التكنلوجيا ليستغنى عن خدماتهم فهو كافر ومارق وخارج عن الملة
المهم أن للتوصيل عن طريق التكنلوجيا مزايا عدة
اولا : التخلص من المشايخ الذين يسرقون صناديق النذور والكهنة الذين يلوطون بالاطفال ويمارسون الجنس مع الفتيات اللائى ينخدعن بمظهرهم الكاذب
ثانيا : التخلص من تخلفهم وتعدى كل منهم على اله الاخر فى ماراثون بل مزاد لا ينتهى حول من هو الاله الحق .. هل هو اله المسلمين ( الذى ليس كمثله شىء ) كما ورد فى النص القرآنى ام اله المسيحيين الذى تجسد فى السيد يسوع المسيح ؟ بالاضافة طبعا الى الانتهاء مما يثيره هؤلاء الجهلة من فتن طائفية قد تهدد امن الوطن وتفتته الى اجزاء
ثالثا : تخلص الاجهزة الامنية من عبء تخصيص الالاف من المخبرين لمتابعة هؤلاء والسموم التى يبثونها صباح مساء موثقة بالنصوص التى يرتزقون باسمها على حساب البشر
رابعا : اغلاق الاف المعاهد الدينية والكتاتيب ومدارس الكهنوت واللاهوت لأن الطلب عليهم سينتهى حتما
خامسا : التخلص من سطوتهم لأنهم سيكونون بلا منزلة ولا قيمة وسوف يكدّون مثل باقى البشر
اننى اعجب حقيقة من اتخاذ الدين حرفة تدر على صاحبها دخلا وفيرا وبحبوحة من العيش لمجرد انه يؤدى الشعائر ككل البشر،ان النبى الذى يضربون به المثل فيما يروق لهم فقط كالزواج بأكثر من واحدة ، كان يتاجر فى الاغنام ويرحل الى البلاد ليكسب قوته و يقاتل ويشقى ولم يتخذ من الدين حرفة يعتمد عليها فى حياته ، فكيف يتقاضى هؤلاء ثمن عبادتهم على حسابنا ومن ضرائبنا ؟


لقد فوجئت حقا بالمبلغ الذى يتم تحويلة سنويا للكنيسة فى مصر ( مليار دولار ) والسؤال .. هل يتم انفاقها على اصحاب اللحى من الكهنة والقساوسة ام على فقراء المسيحيين لتحسين أوضاعهم ؟
انظر جريدة الاسبوع بتاريخ السابع من فبراير الماضى ، واعتقد ان ما يتم تحويلة على الجانب الاخر لن يقل عن هذا الرقم لدعم جيوب القائمين على شئون الدين وانتفاخ اوداجهم وبطونهم التى اوشكت على الانفجار من كثرة ما وضعوا بها من عفن
بالطبع سوف نواجه اعتراضات عديدة على هذه الفكرة منها ان وجود اصحاب اللحى ضرورى للرد على اسئلة الناس وان الكهرباء احيانا تنقطع وبالتالى لن نجد من يؤم الناس ، والرد على ذلك بسيط للغاية ، وهو ان المتطوعين ( وهم كثر ) سوف يتقدمون تلقائيا للقيام بالمهمة المقدسة ، المهم اننا سنوفر مليارات الدولارات للمرضى والمحتاجين والطلاب وذوى الحاجات ، فما رأيكم ؟

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=32972&r=0&fbclid=IwAR05oZMb50s2I9R8cqauGX4C0VBb4ed2zVbfNk-aM93pbC7L5blkbUcRX5Q

ابراهيم الجندى
صحفى مصرى مقيم فى واشنطن
=============

تعليقات