الاحتفال بذكري رواية عالمية

هذا المقال جاءني اليوم 19-6-2020 , علي الخاص - بالفيسبوك - من دكتور الهامي سلامة - شكراً له :
---------
  Amin Elmahdy    ( كاتب مناضل سياسي مصري )
June 16 2020
يوم ليوبولد بلوم Bloom’s day عندما تبعث الحياة في يوم من حياة بطل رواية :
اليوم 16 يونيو تمر 116 سنة على يوم تدور فيه أحداث رواية عوليس"ulysses" للكاتب الإيرلندي جيمس جويس وهى اهم رواية إنجليزية بالقرن 20، وتسمى المناسبة "Bloom’s day"بأسم بطلها ليوبولد بلوم، ولا يوجد للاحتفال أو بمعنى أدق الكرنفال في هذا اليوم شبيه في تاريخ علاقة الخيال الأدبي بالواقع؛ فهو يوم متخيل يقضيه بطل رواية متخيل في وقت وتاريخ متخيل برمته. وتحتفل بهذا اليوم الكرنفال حوالي 14 دولة من العالم المتقدم طبعا، ويتبارى الناس في لبس ملابس هذا العصر واكسسواراته، وتباع الزهور التى كانت شائعة في هذا الوقت في سلال بنفس طرز هذا العصر، والبعض يركب نفس دراجات هذا الوقت، ويقوم الممثلون في العديد من الإذاعات والمسارح والحدائق العامة بقراءة فصول الرواية. ويتوافد على دبلن مئات الآلاف من أنحاء العالم حيث المواقع التى تدور فيها أحداث الرواية في 16 ساعة من هذا اليوم في محاولة لمحاكاة كل ماقام به بلوم، وتحافظ بلدية دبلن بكل وسعها على معالم ومواقع ومشاهد الرواية المستمرة حتى اليوم، ولاعطاء مثال بسيط، من المعالم صيدلية "سواني" التى تعمل منذ 1847 وحتى الآن يونيو 2020، وفي الفصل الخامس من الرواية بعنوان "أكلة اللوتس" ذهب بلوم إليها لشراء كريم وجه لزوجته مولي ثم اشترى صابونة ليمون، تظل الصيدلية تبيع هذه الصابونة وهذا الكريم بنفس الشكل حتى الآن، ناهيك عن قنطرة وحمام تركي وعشرات من معالم المدينة داخل الرواية. ويبقى تاريخ نشر الرواية أيضا رواية بحد ذاته، إذ منعت الرواية من النشر منذ اتم جويس كتابتها حتى نشرتها فرجينيا وولف في باريس 1922، واستمر تحريم تداول الرواية ونشرها في كل البلاد التابعة لبريطاني والولايات المتحدة وباقي أوروبا، بينما كان جويس نفسه مكفرا ومحروما من رحمة الكنيسة. وفي 1938 قرر قاض أمريكي في محكمة الجمارك أن يسمح بنشر الرواية عندما فوجيء بقضايا متعددة عبارة عن اخفاء للرواية داخل أغلفة الإنجيل. وبعد أن نشرت الرواية واحدثت عواصف أدبية وترجمت إلى كل لغات العالم، تراجعت الكنيسة وأصدرت كتابا بعنون "جيمس جويس الأخ". #Happy_Bloomsday . وأجد اليوم فرصة لتحية روح العظيم د.طه محمود طه الذى عكف لمدة 20 سنة على ترجمة هذه الرواية ذات اللغة الخاصة الصعبة جدا كي يمنحها الحياة في اللغة العربية، وبقدر المحاولات المصرية والعربية المسخ المشوهة وغير النزيهة لترجمة هذه الرواية بقدر زيادة رصيد العظمة لهذا الرجل فلروحه السلام. وفي النهاية يفرض سؤال نفسه عن حجم الأماكن المشبعة بالتاريخ الفني والأدبي في مصر التى سحقتها حوافر البهائم العسكرية (مع اعتذار واجب للبهائم لأن هذه إهانة لها) والتى كان من الممكن أن تصبح هوية ثقافية متجددة ومصدر لاينفذ للاقتصاد المعنوي؟ (صور للأزياء خلال الكرنفال ومشهد لصيدلية "سواني" وصابونة الليمون وغلاف عوليس، اللينكات في الكومنتات) #أرشيف_مواقع_أمين_المهدي
----

تعليقات