المخدرات والكحوليات في مصر القديمة

-------------------
منقول من الفيسبوك 19-4-2020 صفحة. :  KMT - Ancient Egypt - تاريخ مصر القديم
Muhammad G. Abd Almonem
المخدرات والكحوليات في مصر القديمة |
بقلم محمد جمال
.
إحترس
الخمور تفقدك كل الإحترام الآدمي ، وتؤثر على تفكيرك وتكون مثل المجداف المكسور الذي لا يجدي...

كلامنا النهاردة عن الإدمان في مصر القديمة ، الخمور في مصر القديمة قديمة قدم الحضارة نفسها ، والخمور لا اقصد بيها مجرد الجعة او النبيذ وانما كمان النباتات اللي ليها تأثير مخدر او بتساهم فيه ، في منها اللي له مناسبات اجتماعية او حِكر على طبقة معينة ، وفي اللي له استعمالات طبية..

عندنا مثلا جعة الشعير كانت اقدم مشروب في التاريخ ، وظهرت في مصر في عصور ما قبل الأسرات
وحسب كلام الحكيم آني من الدولة الحديثة فكانت الأم كل يوم بتدي لابنها ٣ أرغفة عيش وقارورتين جعة وهو رايح المدرسة ، بالظبط زي عبلة كامل وهي بتدي اللمبي ٤ ج يجيب بيهم بيرة بعد الإمتحان 😂😂
كانت الجعة هي المشروب الشعبي في مصر القديمة ، كانت بيبسي بتاع زمان 😅 وبيشربها كل الشعب المصري في الإحتفالات والمناسبات المهمة زي حفلات الولائم وفي استقبال الجيش العائد من الحملات العسكرية.
.
وكانت الخمور عموما بتتعتق لفترة طويلة قبل استعمالها ، زي بلاص المِش كده ، وكل ما يتعتق اكتر كل ما تبقا الدماغ عالية 😂😂😂
.
لكن الدماغ العالية دي كانت منبوذة في المجتمع المصري ، من عصر الدولة الوسطى تقريبا بدأت محاربة الإدمان حسب ما عرفنا من بردية أنستاسي ، وكمان رسالة الحكيم آني اللي بتحذر من الإدمان وعواقبه ، ووصل الأمر الى تحريم ديني لشرب الخمور ، وفرض ضرائب على بيعها
.
لكن في كل الأحوال فضلت الخمور موجودة وده عشان تأثيرها الطبي ، حسب بردية إيبرس رقم ٥٥ كانت الجعة بتدخل في علاج فعال لقتل الدودة المستديرة (ثعبان البطن) بعد غليانها ، كمان استخدمت كـ فاتح للشهية و كمضمضة لعلاج أمراض اللثة وكمان استخدمت كـ مهدئ ، واستخدمت كمان الكحوليات لتخفيف آلام الشرج..
خد التقيلة بقا.. النبيذ استخدم مع عناصر تانية في أمراض النسا زي علاج نزف الرحم وكمان الإسراع في الولادة (الطلق) وكمان كمطهر ومسكن...
امراض وأعراض كتير اوي بتدخل في علاجها النبيذ والجعة ، على سبيل المثال برديات إيبرس و إدوين سميث وهيرست فيهم حوالي ٢٥٠ وصفة علاجية ، الخُمس منهم بيدخل في تركيبه النبيذ والكحوليات...
.
ده طبعا غير استخدام النباتات المخدرة ، عندنا مثلا الأفيون ، او زهرة الخشخاش (شبنو) بالمصرية القديمة..
اول اكتشاف للأفيون كان في مقابر الفيوم ، وتاريخ دخوله لمصر غير معروف لكن احنا متأكدين انه دخل مصر قبل عصر الدولة الحديثة ، وكان له نفس الاستخدام الطبي اللي ذكرناه فوق ، كمان عندنا زهرة اللوتس اللي غالبا لما كانت بتتحط في مشروب النبيذ كان بيتحول لمادة مخدرة..
وكمان نبات الماندارك (ررمت بالمصرية القديمة) ، اللي كان له خواص مخدرة وظهر في رسومات مدينة العمارنة.
.
وفي كل الاحوال السابقة ، لم تذكر اي بردية من البرديات الطبية اللي قولنا عليها فوق اي دليل على معرفة المصريين القدماء على معرفتهم بالتأثير المخدر للكحوليات ، ذكروا فقط التأثير الطبي
وده ممكن يخلينا نستنتج سببين ، الاول انهم كانوا فاكرين ان التأثير المخدر ده اعراض طبيعية لبداية مفعول الدواء ، أو لأن الكحوليات كانت محرمة فـ مكنش ينفع ذكرها عشان متشجعش الناس تشرب وتدمن الكحوليات ،
المدارس في مصر القديمة كانت بتنزل نشرات تحذيرية بشكل دوري عشان توعّي الطلبة..
.
الخلاصة ان المصريين القدماء لم يذكروا إدمان المخدرات ، ولا اثبتوا معرفتهم بتأثيرها على العقل ، وإنما كان ادمانهم ، او بمعنى أصحّ استخدامهم الدائم ليها كان في مجال الطب ، في النسا والولادة ، وكمخدر موضعي ، ولتسكين الآلام ، المصريين مسابوش اي حاجة ممكن تنفعهم إلا واستغلوها احسن استغلال ، مصر العظمة دائما وابدا

جميع حقوق النشر محفوظة لصالح صفحة وجروب كمت.
.
ملحق بالبوست لوحة من الحجري الجيري لشخص كنعاني عاش بقية حياته في مصر بصحبة زوجته المصرية وخادمهم ، عثر عليها في العمارنة ومحفوظة في المتحف المصري في برلين..


تعليقات