شم النسيم - عيد الربيع - عند قدماء المصريين
منقول
من الحقائق الثابتة ان الخصائص القومية لافراد شعب ما والظروف المناخية التى يعيشون فيها والطبيعة الجغرافية للبلاد التى يعيشون فيها وتأثير المذاهب السابقة عليهم كل هذا يصيغ معتقداتهم ومبادئهم وحياتهم الاجتماعية بشكل عام ..
شم النسيم احتفل به قدماء المصريين منذ عام 2700 قبل الميلاد، وحددوا عيد الربيع بميعاد الانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل يوم 25 من شهر "برمهات"..
وكانوا يحتفلون بالإعلان عن ذلك اليوم بليلة الرؤية حيث يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم الأكبر في الساعة السادسة من ذلك اليوم حين يظهر قرص الشمس قبل الغروب، وخلال دقائق محدودة يبدو كأنه يجلس فوق قمة الهرم..
ويرى بعض المؤرخين أن الاحتفال به كان معروفاً ضمن أعياد "هيليوبوليس" ومدينة "أون" عاصمة مصر في العصور القديمة، وكانوا يحتفلون به في عصر ما قبل الأسرات...
فهو عيد مصري اجتماعى قديم احتفل به قدماء المصريين، حيث تتجدد الحياة، وكانوا يعتقدون أن ذلك اليوم هو بدء خلق العالم..
وسجل على جدران المعابد أن المعبود "رع" يقوم في ذلك اليوم بالمرور في سماء مصر داخل سفينته المقدسة ويرسو فوق قمة الهرم الأكبر..
وعند الغروب، يبدأ رحلته عائدا للأرض صابغا الأفق باللون الأحمر رمزا لدماء الحياة، الذي يبثها من أنفاسه إلى الأرض معلنا موت المعبود (ست) إله الشر.
علاقة شم النسيم باليهودية والمسيحية مجرد صدفة حيث إن بني إسرائيل حين خرجوا من مصر كان ذلك اليوم يوافق موعد احتفال المصريين ببدء الخلق وأول الربيع (عيد شمو)...
وأطلق عليه اليهود يوم الخروج أو الفصح وهي كلمة عبرية معناها (اجتياز) واشتقت منها كلمة (بصخة) إشارة إلى نجاتهم، واستغلوا احتفال المصريين باليوم ده وخرجوا من مصر محملين بما سلبوه من ذهب المصريين ويصف ذلك "سِفْر الخروج" من "العهد القديم" بأنهم:
"طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابًا، وأعطى الرَّب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم. فسلبوا المصريين"..
وهكذا اتفق عيد "الفصح" العبري مع عيد "شمو" المصري، ثم انتقل الفصح بعد ذلك إلى المسيحية لموافقته مع موعد عيد القيامة..
ولما انتشرت المسيحية في مصر، أصبح عيد القيامة يلازم عيد المصريين القدماء، حيث يأتي شم النسيم يوم الاثنين الذى يلي عيد القيامة، وهو العيد الأكبر عند المسيحيين..
ويكون الاحتفال بهذا العيد يوم الأحد بعد فصح اليهود لا معهم ولا قبلهم.وسبب ارتباط عيد شم النسيم بعيد القيامة هو أن عيد شم النسيم كان يقع أحيانا في فترة الصوم الكبير ومددتة 55 يوما كانت تسبق عيد القيامة..
ولما كان تناول السمك ممنوع على المسيحين خلال الصوم الكبير وأكل السمك كان من مظاهر الاحتفال بشم النسيم فقد تقرر نقل الاحتفال به إلى ما بعد عيد القيامة مباشرة. ومازال هذا التقليد متبعا حتى يومنا هذا...
اما الأكلات الشعبية المرتبطة بعيد شم النسيم لها أصول مصرية قديمة لأن العيد نفسه هو عيد مصري قديم، وكان البيض يرمز إلى خلق الحياة كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد إخناتون..
ونقش البيض وزخرفته ارتبط بعادة قدماء المصريين وهي نقش الدعوات والأمنيات على البيض ثم يعلق في أشجار الحدائق لتحقيق الأمنيات مع الشروق..
وبخصوص البصل كان من ضمن أطعمة عيد شم النسيم منذ أواسط الأسرة السادسة، وارتبط ظهوره بما ورد في إحدى أساطير منف القديمة أن أحد ملوك مصر كان له طفل وحيد وكان محبوبًا من الشعب..
وقد أصيب بمرض غامض أقعده عن الحركة وعجز الأطباء والكهنة والسحرة عن علاجه ولازم الفراش عدة سنوات واستدعى الملك الكاهن الأكبر لمعبد آمون لعلاج الطفل فعالجه بثمار البصل..
اما الفسيخ (السمك المملح) من بين الأطعمة التقليدية في شم النسيم منذ الأسرة الخامسة عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل نهر الحياة، حيث ورد في متونه المقدسة أن الحياة في الأرض بدأت في الماء ويعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل من الجنة..
وقد ذكر المؤرخ الإغريقي "هيرودوت" أن قدماء المصريين كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم ويرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنة وكانوا يفضلون نوعًا معينًا لتمليحه وحفظه للعيد أطلقوا عليه اسم (بور) وهو الاسم الذي حور في اللغة القبطية إلى (يور) وما زال يطلق عليه حتى الآن...
#شم_النسيم #تاريخ_شكل_تانى
منقول من الفيسبوك يوم 20-4-2020 . صفحة :
أحمد شحاتةKMT - Ancient Egypt - تاريخ مصر القديم
من الحقائق الثابتة ان الخصائص القومية لافراد شعب ما والظروف المناخية التى يعيشون فيها والطبيعة الجغرافية للبلاد التى يعيشون فيها وتأثير المذاهب السابقة عليهم كل هذا يصيغ معتقداتهم ومبادئهم وحياتهم الاجتماعية بشكل عام ..
شم النسيم احتفل به قدماء المصريين منذ عام 2700 قبل الميلاد، وحددوا عيد الربيع بميعاد الانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل يوم 25 من شهر "برمهات"..
وكانوا يحتفلون بالإعلان عن ذلك اليوم بليلة الرؤية حيث يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم الأكبر في الساعة السادسة من ذلك اليوم حين يظهر قرص الشمس قبل الغروب، وخلال دقائق محدودة يبدو كأنه يجلس فوق قمة الهرم..
ويرى بعض المؤرخين أن الاحتفال به كان معروفاً ضمن أعياد "هيليوبوليس" ومدينة "أون" عاصمة مصر في العصور القديمة، وكانوا يحتفلون به في عصر ما قبل الأسرات...
فهو عيد مصري اجتماعى قديم احتفل به قدماء المصريين، حيث تتجدد الحياة، وكانوا يعتقدون أن ذلك اليوم هو بدء خلق العالم..
وسجل على جدران المعابد أن المعبود "رع" يقوم في ذلك اليوم بالمرور في سماء مصر داخل سفينته المقدسة ويرسو فوق قمة الهرم الأكبر..
وعند الغروب، يبدأ رحلته عائدا للأرض صابغا الأفق باللون الأحمر رمزا لدماء الحياة، الذي يبثها من أنفاسه إلى الأرض معلنا موت المعبود (ست) إله الشر.
علاقة شم النسيم باليهودية والمسيحية مجرد صدفة حيث إن بني إسرائيل حين خرجوا من مصر كان ذلك اليوم يوافق موعد احتفال المصريين ببدء الخلق وأول الربيع (عيد شمو)...
وأطلق عليه اليهود يوم الخروج أو الفصح وهي كلمة عبرية معناها (اجتياز) واشتقت منها كلمة (بصخة) إشارة إلى نجاتهم، واستغلوا احتفال المصريين باليوم ده وخرجوا من مصر محملين بما سلبوه من ذهب المصريين ويصف ذلك "سِفْر الخروج" من "العهد القديم" بأنهم:
"طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابًا، وأعطى الرَّب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم. فسلبوا المصريين"..
وهكذا اتفق عيد "الفصح" العبري مع عيد "شمو" المصري، ثم انتقل الفصح بعد ذلك إلى المسيحية لموافقته مع موعد عيد القيامة..
ولما انتشرت المسيحية في مصر، أصبح عيد القيامة يلازم عيد المصريين القدماء، حيث يأتي شم النسيم يوم الاثنين الذى يلي عيد القيامة، وهو العيد الأكبر عند المسيحيين..
ويكون الاحتفال بهذا العيد يوم الأحد بعد فصح اليهود لا معهم ولا قبلهم.وسبب ارتباط عيد شم النسيم بعيد القيامة هو أن عيد شم النسيم كان يقع أحيانا في فترة الصوم الكبير ومددتة 55 يوما كانت تسبق عيد القيامة..
ولما كان تناول السمك ممنوع على المسيحين خلال الصوم الكبير وأكل السمك كان من مظاهر الاحتفال بشم النسيم فقد تقرر نقل الاحتفال به إلى ما بعد عيد القيامة مباشرة. ومازال هذا التقليد متبعا حتى يومنا هذا...
اما الأكلات الشعبية المرتبطة بعيد شم النسيم لها أصول مصرية قديمة لأن العيد نفسه هو عيد مصري قديم، وكان البيض يرمز إلى خلق الحياة كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد إخناتون..
ونقش البيض وزخرفته ارتبط بعادة قدماء المصريين وهي نقش الدعوات والأمنيات على البيض ثم يعلق في أشجار الحدائق لتحقيق الأمنيات مع الشروق..
وبخصوص البصل كان من ضمن أطعمة عيد شم النسيم منذ أواسط الأسرة السادسة، وارتبط ظهوره بما ورد في إحدى أساطير منف القديمة أن أحد ملوك مصر كان له طفل وحيد وكان محبوبًا من الشعب..
وقد أصيب بمرض غامض أقعده عن الحركة وعجز الأطباء والكهنة والسحرة عن علاجه ولازم الفراش عدة سنوات واستدعى الملك الكاهن الأكبر لمعبد آمون لعلاج الطفل فعالجه بثمار البصل..
اما الفسيخ (السمك المملح) من بين الأطعمة التقليدية في شم النسيم منذ الأسرة الخامسة عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل نهر الحياة، حيث ورد في متونه المقدسة أن الحياة في الأرض بدأت في الماء ويعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل من الجنة..
وقد ذكر المؤرخ الإغريقي "هيرودوت" أن قدماء المصريين كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم ويرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنة وكانوا يفضلون نوعًا معينًا لتمليحه وحفظه للعيد أطلقوا عليه اسم (بور) وهو الاسم الذي حور في اللغة القبطية إلى (يور) وما زال يطلق عليه حتى الآن...
#شم_النسيم #تاريخ_شكل_تانى
منقول من الفيسبوك يوم 20-4-2020 . صفحة :
أحمد شحاتةKMT - Ancient Egypt - تاريخ مصر القديم
تعليقات
إرسال تعليق