العالم يستعد للتعايش مع «كورونا»


الوفيات تلامس 200 ألف… وشركات طيران تعاود النشاط

 صحيفة الشرق الأوسط - لندن - 24-4-2020
في الوقت الذي ‏تخفّف فيه دول ‏ومناطق عبر ‏العالم القيود ‏على التنقل، ‏تهيّئ أخرى ‏مواطنيها ‏لـ«التعايش» مع ‏قواعد التباعد ‏الاجتماعي ‏لفترة قد تستمر ‏حتى إيجاد لقاح ‏لفيروس «كوفيد ‏‏- 19».‏

طبيبتان إيطاليتان تستعدان لزيارة دار رعاية في أوليغيو أمس (رويترز)

وقالت ‏المستشارة ‏الألمانية أنجيلا ‏ميركل، التي ‏أعلنت بلادها، ‏الأسبوع ‏الماضي، ‏‏«السيطرة على ‏الوباء»، إن ‏ألمانيا لا تزال ‏في بداية وباء ‏فيروس ‏‏«كورونا»، ‏وسوف يتعين ‏عليها العيش ‏معه لفترة طويلة. ‏وقالت أمام ‏مجلس النواب ‏‏(البوندستاغ): ‏‏«لسنا في المرحلة ‏الأخيرة من ‏الوباء. إنما ما ‏زلنا في البداية». ‏وتابعت تقول: ‏‏«اكتسبنا بعض ‏الوقت»، ‏مضيفةً أنه تم ‏استغلال هذا ‏جيداً لتعزيز ‏نظام الرعاية ‏الصحية في ‏البلاد.‏

كما انتقدت ‏المستشارة ‏الألمانية مسلك ‏بعض الولايات ‏في تخفيف قيود ‏‏«كورونا». ‏وقالت إن ‏تطبيق قرارات ‏الحكومة ‏الاتحادية ‏والولايات ‏الصادرة في ‏الأسبوع الماضي ‏جعل هذه ‏الولايات «واثقة ‏من نفسها ‏للغاية في بعض ‏الأمور، إن لم ‏نقل واثقة في ‏نفسها بشكل ‏زائد عن الحد»، ‏لكن ميركل لم ‏تشر صراحة إلى ‏الولايات التي ‏تعنيها بهذا ‏النقد.‏

تزامن ‏التصريحات ‏الألمانية مع ‏تحذير «منظمة ‏الصحة العالمية» ‏من أن مكافحة ‏فيروس «كورونا ‏المستجد» ‏ستكون طويلة ‏الأمد. وقال ‏المدير العام ‏لـ«منظمة ‏الصحة ‏العالمية»، ‏تيدروس ‏أدهانوم ‏غيبريسوس، في ‏مؤتمر صحافي ‏عبر الفيديو: ‏‏«لا يخطئنّ ‏أحد: أمامنا ‏طريق طويل. ‏هذا الفيروس ‏سيكون معنا ‏لفترة طويلة». ‏ويخشى مدير ‏المنظمة التابعة ‏للأمم المتحدة ‏خصوصاً تراخياً ‏في المعركة ضد ‏الفيروس الجديد ‏الذي أودى ‏بحياة 190 ‏ألف شخص ‏في العالم، منذ ‏ظهوره في ‏الصين في ‏ديسمبر (كانون ‏الأول) الماضي.‏

وقال من مقر ‏المنظمة في ‏جنيف، مساء ‏أول من أمس ‏‏(الأربعاء)، إن ‏‏«الخطر الأكبر ‏الذي نواجهه ‏اليوم هو ‏التهاون» أمام ‏الوباء العالمي، ‏مشيراً إلى أن ‏‏«العناصر ‏الأولية تبين أن ‏غالبية سكان ‏العالم لا يزالون ‏معرضين» ‏للإصابة بفيروس ‏‏«كورونا» ‏المستجد، كما ‏نقلت «وكالة ‏الصحافة ‏الفرنسية».‏

وفي الولايات ‏المتحدة، حيث ‏تتواصل ‏المظاهرات ‏المعارضة ‏للحجر، ‏أحصت ‏السلطات ‏الأربعاء 1738 ‏وفاة بفيروس ‏‏«كورونا ‏المستجد» ‏خلال 24 ‏ساعة، في تراجع ‏عن حصيلة ‏الثلاثاء، بحسب ‏أرقام نشرتها ‏جامعة جونز ‏هوبكينز. وبهذه ‏الحصيلة اليومية ‏يرتفع إلى 46 ‏ألفاً و583 ‏مجموع الوفيات ‏التي سجلت ‏منذ بداية الوباء ‏في الولايات ‏المتحدة، ما ‏يجعلها البلد ‏الذي سجل فيه ‏أكبر عدد من ‏الوفيات بوباء ‏‏«كوفيد - ‏‏19» في العالم.‏

رغم هذه الأرقام ‏والوضع المأسوي ‏في المستشفيات ‏في بعض المناطق ‏المتضررة، رأى ‏الرئيس الأميركي ‏دونالد ترمب ‏الأسبوع الماضي ‏أنه حان الوقت ‏لإعادة إطلاق ‏النشاط ‏الاقتصادي في ‏الولايات ‏المتحدة. لكن ‏ترك لحكام ‏الولايات اتخاذ ‏القرارات المناسبة ‏تبعاً لدرجة ‏خطورة الوباء ‏في ولاياتهم. وقد ‏قام بعضهم ‏بتخفيف ‏إجراءات ‏التباعد ‏الاجتماعي ‏بسرعة. لكن ‏في الولايات ‏التي ما زالت ‏تخضع لأوامر ‏الحجر، ‏يضاعف ‏الأميركيون منذ ‏أيام المظاهرات ‏للدعوة إلى ‏إعادة إطلاق ‏عجلة الاقتصاد.‏

على الجانب ‏الآخر من المحيط ‏الأطلسي، ‏تستعد دول ‏أوروبية عدة ‏للخروج تدريجياً ‏من إجراءات ‏العزل التي ‏فرضت على ‏السكان ‏احترامها، منذ ‏الشهر الماضي. ‏وهي تفكر أيضاً ‏بإعادة إطلاق ‏بعض ‏النشاطات ‏الاقتصادية في ‏مواجهة خطر ‏الركود. فإلى ‏جانب ألمانيا، ‏بدأت النمسا ‏والنرويج ‏والدنمارك ‏تخفيف ‏إجراءات العزل، ‏مع الإبقاء على ‏بعض قواعد ‏‏«التباعد ‏الاجتماعي».‏

كذلك، تستعد ‏إيطاليا وفرنسا ‏وسويسرا وفنلندا ‏ورومانيا ‏لتخفيف الحجر ‏بحذر. ‏واستأنفت ‏مجموعة «رينو» ‏الفرنسية لصناعة ‏السيارات ‏الإنتاج المتوقف ‏منذ 16 مارس ‏‏(آذار).‏

============

تعليقات