الجُباة والسلاطين والشعراء
الجُباة والخلفاء الشعراء
صلاح الدين محسن
20-10-2019
صديقي المثقف اللبناني : امي حكت لي كيف كان الجباة في العهد العثماني . ان لم يجدوا ما يأخذون كضرائب. سوي الحمار الذي تعتمد عليه في حمل اغراضها من والي الحقل . فلا يتورعوا عن الاستيلاء عليه !
موظفة بالضرائب : في عهد حسني مبارك . تحكي عن أحد الجباة جاءهم بمحضر حجز . مكتوب فيه انه لم يجد بمنزل المطلوب منه دفع الضريبة . سوي ما اضطر للحجز عليه . وكتبه بمحضر الحجز , وبدون أن يخجل أو يتورع , هكذا : " مِعزَة وكريمتها " - وطفلتها -
( و صاحبة المعزة أكيد امرأة فقيرة لا تمتلك سوي تلك المعزة . ربما توسلت للجابي ان يتركها لها دون شفقة منه . وربما بكت .. أو صرخت وانهمرت دموعها . بينما الجابي - و مساعدوه - ينتزعها منها قهراَ .
من فيلم المطربة الفنانة الكبيرة " فيروز " - سفر برلك - نعرف كيف كانت الخلافة العثمانلية , لكي تدبر قوت جنودها المحاربين , تنتزع القمح من بيوت الناس .. وتتركهم لحالهم .. !
ويحمل الجباة في كل عصر , من عصور امبراطوريات الخلافة الاسلامية - من عهد الخلافة الأولي , وحتي الخلافة الأموية , فالعباسية , فالعثمانلية ..حصيلة ما انتزعوه من اقوات الناس . الي خزائن الخليفة ( أو النبي ) - بيت المال - لينفق منه الخليفة حسب هواه .. فكان يغدِق علي القِيانْ - المغنيات الراقصات - والجواري الحسناوات .. والشعراء , وندامي الخمر والسقاة ..
أما أصحاب تلك الأقوات , فغالبيتهم كانوا يبيتون جوعي ..
فان سمعت عن مطربات ومطربي السلاطين - ولّادة , والموصلي , و زرياب . وأمجادهم الغنائية وحظوظهم عند السلطان ..
وان سمعت عن أملوحات الحوارات بين السلطان والشعراء ولاسيما الظرفاء والبلغاء منهم والحكماء .. وروائع الشعر الذي ألقاه شعراء البلاط السلطاني في كل عصر من عصور السلاطين , فنال طرب واعجاب السلطان وكافأهم عليه بخير جزاء ..
ان سَلّمتَ أذنيك لسماع ذلك .. فلا توصدها عن سماع أنين وبكاء وصراخ الناس , الذين انتزع منهم جباة الأموال , قوتهم وقوت أطفالهم وخَرّبوا بيوتهم , ليعمروا بها خزائن الخليفة السلطان ..
استمع الي هذه القصة اللطيفة للإصمعي , مع الخليفة الاسلامي العباسي , والمكافآت التي كان يرصدها الخليفة للشعراء .. واستمتع بتلك القصص والأشعار .. ولكن تذكر أفعال جباة الضرائب السلطانية والجزية والخراج .. ومعاناة ضحايا هؤلاء الجباة :
صوت صفير البلبل :
لعلك قد استمعت الحكاية وأطربتك العبقرية الشعرية الاصمعية .. فالرجا ألا تنسي ضحايا حُكم هؤلاء الخلفاء والسلاطين
=====
صلاح الدين محسن
20-10-2019
صديقي المثقف اللبناني : امي حكت لي كيف كان الجباة في العهد العثماني . ان لم يجدوا ما يأخذون كضرائب. سوي الحمار الذي تعتمد عليه في حمل اغراضها من والي الحقل . فلا يتورعوا عن الاستيلاء عليه !
موظفة بالضرائب : في عهد حسني مبارك . تحكي عن أحد الجباة جاءهم بمحضر حجز . مكتوب فيه انه لم يجد بمنزل المطلوب منه دفع الضريبة . سوي ما اضطر للحجز عليه . وكتبه بمحضر الحجز , وبدون أن يخجل أو يتورع , هكذا : " مِعزَة وكريمتها " - وطفلتها -
( و صاحبة المعزة أكيد امرأة فقيرة لا تمتلك سوي تلك المعزة . ربما توسلت للجابي ان يتركها لها دون شفقة منه . وربما بكت .. أو صرخت وانهمرت دموعها . بينما الجابي - و مساعدوه - ينتزعها منها قهراَ .
من فيلم المطربة الفنانة الكبيرة " فيروز " - سفر برلك - نعرف كيف كانت الخلافة العثمانلية , لكي تدبر قوت جنودها المحاربين , تنتزع القمح من بيوت الناس .. وتتركهم لحالهم .. !
ويحمل الجباة في كل عصر , من عصور امبراطوريات الخلافة الاسلامية - من عهد الخلافة الأولي , وحتي الخلافة الأموية , فالعباسية , فالعثمانلية ..حصيلة ما انتزعوه من اقوات الناس . الي خزائن الخليفة ( أو النبي ) - بيت المال - لينفق منه الخليفة حسب هواه .. فكان يغدِق علي القِيانْ - المغنيات الراقصات - والجواري الحسناوات .. والشعراء , وندامي الخمر والسقاة ..
أما أصحاب تلك الأقوات , فغالبيتهم كانوا يبيتون جوعي ..
فان سمعت عن مطربات ومطربي السلاطين - ولّادة , والموصلي , و زرياب . وأمجادهم الغنائية وحظوظهم عند السلطان ..
وان سمعت عن أملوحات الحوارات بين السلطان والشعراء ولاسيما الظرفاء والبلغاء منهم والحكماء .. وروائع الشعر الذي ألقاه شعراء البلاط السلطاني في كل عصر من عصور السلاطين , فنال طرب واعجاب السلطان وكافأهم عليه بخير جزاء ..
ان سَلّمتَ أذنيك لسماع ذلك .. فلا توصدها عن سماع أنين وبكاء وصراخ الناس , الذين انتزع منهم جباة الأموال , قوتهم وقوت أطفالهم وخَرّبوا بيوتهم , ليعمروا بها خزائن الخليفة السلطان ..
استمع الي هذه القصة اللطيفة للإصمعي , مع الخليفة الاسلامي العباسي , والمكافآت التي كان يرصدها الخليفة للشعراء .. واستمتع بتلك القصص والأشعار .. ولكن تذكر أفعال جباة الضرائب السلطانية والجزية والخراج .. ومعاناة ضحايا هؤلاء الجباة :
صوت صفير البلبل :
=====
تعليقات
إرسال تعليق