انتخابات كندا علي الأبواب
انتخابات كندا علي الأبواب
كتب : صلاح الدين محسن
3-10-2019
بعد أيام من هذا الشهر , سوف تجري الانتخابات الفيدرالية التي ستحدد - رئيس الحكومة - والحزب - الذي سيحكم البلاد في الفترة القادمة .
أبرز الأحزاب المتقدمة - حسب استطلاعات الرأي - هما حزبان متساويان في الأصوات : الليبرال , والمحافظون
توجد أحزاب أخري مختلفة . منها أحزاب انفصالية , تسعي لفصل المقاطعة التي أعيش فيها " كيبيك " - والتي تتبعها مدينتي : مونتريال - عن كندا ..
وأنا جئت الي كندا فوجدتها موحدة .. ولا أجيز لنفسي المشاركة أوتأييد تجزئتها بالانفصال .. هذا عن نفسي .
ما زلت أعمل حساباتي لأحدد لأي الأحزاب سوف أصوت .. فأنا حريص علي أية انتخابات تجري , لكون صوتي يصل وله قيمة في كندا . والمشاركة في التصويت واجب قومي . هذا ما عرفناه قبل منحنا الجنسية الكندية .
أمامي الآن أن أصوت لواحد من الحزبين الكبيرين ..
ليس لمجرد أن ميولي ليبرالية - كاتب ليرالي - , فعليّ التصويت بالضرورة لحزب الليبرال . الذي لم أصوت له في المرة السابقة .
لن أصوِّت لاسم حزب سواء كان " محافظين " أو ليبراليين " .. بل سأصوت للبرنامج الأفضل .
والحزب الليبرالي قدم هذه المرة برنامجاً حافلاً . لصالح الطبقة الوسطي . ولصالح اسكان ميسور لعموم الكنديين - بتسهيلات ومشاريع اسكانية جيدة - . ولصالح الأُسر , وكبار السن .
برنامج يحمل وعوداً جيدة . نتمني أن تدخل باب التنفيذ في حالة الفوز في الانتخابات .
حزب المحافظين - الذي كان في السلطة من قبل - بقيادة " هاربر " وخسر الانتخابات لصالح حزب الليبرال بقيادة الزعيم الشاب " ترودو " .. كان " المحافظون " , يطهِّرون صفوفهم من الفاسدين قبل خروجهم من الحكم .. ويحولونهم للمحاكمة .
ولكنهم كانوا قد قلّصوا مساعدات الدولة للطبقة البسيطة . وكان هذا هو الخطأ القاتل ..
كما كان لهم موقفاً مخجلاً لا أنساه . ذكرته في مقال سابق . ومن المهم ذكره ثانية وثالثة .. فبعدما سحبوا جنسية داعية ديني لبناني الأصل, له توجه يخدم الارهاب . وسحبوا منه الباسبور الكندي ورحلوه لبلاده الأصلية .. وجدوا أنفسهم أمام انتخابات فيدرالية ستحدد بقاءهم أو خروجهم من السلطة .. وخشوا علي مصلحتهم من فقدان أصوات الجالية المنتمية للعقيدة الحائزة علي شهرة عالمية في الارهاب ... فتراجعوا تراجعاً مخجلاً عن قرارهم الذي لم يكن ليصدر الا بحكم قضائي - في تقديري - .. وأرسلوا لداعية الارهاب في بلده الأم , طالبين منه الذهاب للسفارة وتسلم باسبوره الكندي ..وأهلا وسهلاً به .. !
وخسروا الانتخابات . وخرجوا من السلطة ..
وعاد الرجل - داعية الارهاب - الي كندا .. ولا تزال ريما علي عادتها القديمة - ولكن بمكر وبدهاء - !
أما حزب الليبرال . ذو البرنامج الاقتصادي الاجتماعي الجيد , المُعدّ للمرحلة القادمة في حالة فوزه ..
فله سقطات سياسية ودبلوماسية .. عبارة عن اندفاعات شبابية غير محسوبة ..
1 - منذ بداية زعيم الليبرال " ترودو " للسلطة . قام بزيارة معبد عقيدة دينية محددة بالذات , دون غيرها , لكون تلك العقيدة هي رائدة الارهاب العالمي بلا منازع . وعلي أمل أن تكون زيارته " عربون صداقة " فلا يقوموا بأعمال ارهابية في كندا ولو في فترة رئاسته للحكومة .. ( وكتبت عن ذلك من قبل . وقلت ان الأيام سوف تثبت خيبة مسعاه . وسوف تحدث عمليات ارهابية لا عملية واحدة .. لأن ذيل الكلب - الارهابي - مائل لأغلب الأوقات وقلما يعتدل .. .. وقد جري بالفعل ووقعت عمليات في كندا . ولم يفلح عربون الصداقة الذي قدمه ترودو . في وقف الارهاب ) .
2 - عندما وصلت طالبة لجؤ سعودية شابة الي كندا - في ظروف قيام السعودية بقطع علاقاتها مع كندا . استُقبِلت تلك الطالبة في المطار استقبالاً عجيباً ! اذ كانت في استقبالها وزيرة الخارجية الكندية ! .. وليست السكرتيرة الثانية لمكتب الوزيرة ! وهذا شيء لا أظنه يمت بصلة للعمل السياسي ولا البروتوكول الدبلوماسي .. فوزيرة الخارجية تستقبل في المطار نظراء لها في المنصب - وزراء خارجية - . فما فوق ذلك .. .. أما طالبة اللجؤ .. فالبكثير- ان كانت حالة مميزة - تستقبلها إحدي الموظفات بوزارة الهجرة ..
بالاضافة لمواقف أخري , كالاهتمام الزائد من رئيس الحكومة " ترودو " بلقاء الرئيس الأمريكي " أوباما " بينما هو علي وشك توديع البيت الأبيض بانتهاء مدته الرئاسية .. وعدم الاحتواء السريع للأزمة مع السعودية مما أدي لقطع العلاقات . بينما كان بالامكان علاج الخلاف ومنع تدهور العلاقات الي ذاك الحد - سواء مع السعودية أو غيرها - ( والسعودية قد تعنترت علي كندا ! ولم تكن لتفعل ذلك مع أمريكا أو فرنسا - مثلاً -.. لولا التغيب التام للتحرك السياسي والدبلوماسي الكندي لاحتواء الأزمة ) .. وتلك كانت مسؤولية وزير الخارجية ( تم استبداله ) وكذلك كان من واجب رئيس الحكومة الاسراع برأب الصدع , قبل وصوله للقطيعة الكاملة للعلاقات بين الدولتين .
وكذلك عدم التصرف بسرعة وبحكمة سياسية و دبلوماسية في مشكلة بين الصين وأمريكا , حول رئيسة شركة صينية . طالبت أمريكا من كندا اعتقاتلها وهي بالأراضي الكندية .. واستجابت كندا لطلب الجارة أمريكا , مما تسبب في غضب الصين , واتخاذها لاجراءات تضر المصالح الكندية .. وكان يمكن طمأنة الصين بسرعة وابلاغها بحرص كندا علي العلاقات المشتركة معها . و احالة الأزمة لتحكيم دولي عاجل .. والقاء المسؤولية علي كتف التحكيم الدولي . و حسبما يكون قرار التحكيم الدولي . وتخرج سالمة من مشكلة هي ليست طرفاً فيها , بل طرفاها : أمريكا والصين .
من الطبيعي أن الناخب سوف يضع تلك النقاط في اعتباره .. ولكن الأرجح انه سوف يغلب عليها , البرنامج الجيد الموعود به من قبل حزب الليبرال . والذي سيعود في حالة تطبيقه عقب الفوز , بالنفع علي غالبية المواطنين الكنديين . سواء من الطبقة الوسطي أو الطبقة الأدني .
ولكل ناخب رؤيته وتقديره .. إما سيقدر ويقرر حسب سياسات قامت بالفعل من قبل .. أو حسب برنامج جيد بوعود انتخابية . لا تزال وعوداً تُرتَجي . ويؤمَّل لها أن تتحول الي واقع في حالة الفوز .
عموماً .. الكنديون , كما لاحظت , علي درجة كبيرة من الوعي , وقادرون علي معاقبة الحزب الجالس فوق كرسي السلطة اذا أساء , أو قصّر أو أخلف وعداً . واسقاطه واخراجه وطرحه خارج السلطة قبل الميعاد .. شاهدت هذا وقد حدث من قبل علي مستوي المقاطعة , وعلي المستوي الفيدرالي .
فما دام الناخب حرّ وصوته مصان , ومادامت المعارضة حرّة .. فالديموقراطية بخير . والشعب هو الذي يحكم . وهو الذي يأتي بالحاكم وبالحزب الذي يختاره . وهو الذي يرفضهم أو يستعبدهم ويستبدلهم .
======
كتب : صلاح الدين محسن
3-10-2019
بعد أيام من هذا الشهر , سوف تجري الانتخابات الفيدرالية التي ستحدد - رئيس الحكومة - والحزب - الذي سيحكم البلاد في الفترة القادمة .
أبرز الأحزاب المتقدمة - حسب استطلاعات الرأي - هما حزبان متساويان في الأصوات : الليبرال , والمحافظون
توجد أحزاب أخري مختلفة . منها أحزاب انفصالية , تسعي لفصل المقاطعة التي أعيش فيها " كيبيك " - والتي تتبعها مدينتي : مونتريال - عن كندا ..
وأنا جئت الي كندا فوجدتها موحدة .. ولا أجيز لنفسي المشاركة أوتأييد تجزئتها بالانفصال .. هذا عن نفسي .
ما زلت أعمل حساباتي لأحدد لأي الأحزاب سوف أصوت .. فأنا حريص علي أية انتخابات تجري , لكون صوتي يصل وله قيمة في كندا . والمشاركة في التصويت واجب قومي . هذا ما عرفناه قبل منحنا الجنسية الكندية .
أمامي الآن أن أصوت لواحد من الحزبين الكبيرين ..
ليس لمجرد أن ميولي ليبرالية - كاتب ليرالي - , فعليّ التصويت بالضرورة لحزب الليبرال . الذي لم أصوت له في المرة السابقة .
لن أصوِّت لاسم حزب سواء كان " محافظين " أو ليبراليين " .. بل سأصوت للبرنامج الأفضل .
والحزب الليبرالي قدم هذه المرة برنامجاً حافلاً . لصالح الطبقة الوسطي . ولصالح اسكان ميسور لعموم الكنديين - بتسهيلات ومشاريع اسكانية جيدة - . ولصالح الأُسر , وكبار السن .
برنامج يحمل وعوداً جيدة . نتمني أن تدخل باب التنفيذ في حالة الفوز في الانتخابات .
حزب المحافظين - الذي كان في السلطة من قبل - بقيادة " هاربر " وخسر الانتخابات لصالح حزب الليبرال بقيادة الزعيم الشاب " ترودو " .. كان " المحافظون " , يطهِّرون صفوفهم من الفاسدين قبل خروجهم من الحكم .. ويحولونهم للمحاكمة .
ولكنهم كانوا قد قلّصوا مساعدات الدولة للطبقة البسيطة . وكان هذا هو الخطأ القاتل ..
كما كان لهم موقفاً مخجلاً لا أنساه . ذكرته في مقال سابق . ومن المهم ذكره ثانية وثالثة .. فبعدما سحبوا جنسية داعية ديني لبناني الأصل, له توجه يخدم الارهاب . وسحبوا منه الباسبور الكندي ورحلوه لبلاده الأصلية .. وجدوا أنفسهم أمام انتخابات فيدرالية ستحدد بقاءهم أو خروجهم من السلطة .. وخشوا علي مصلحتهم من فقدان أصوات الجالية المنتمية للعقيدة الحائزة علي شهرة عالمية في الارهاب ... فتراجعوا تراجعاً مخجلاً عن قرارهم الذي لم يكن ليصدر الا بحكم قضائي - في تقديري - .. وأرسلوا لداعية الارهاب في بلده الأم , طالبين منه الذهاب للسفارة وتسلم باسبوره الكندي ..وأهلا وسهلاً به .. !
وخسروا الانتخابات . وخرجوا من السلطة ..
وعاد الرجل - داعية الارهاب - الي كندا .. ولا تزال ريما علي عادتها القديمة - ولكن بمكر وبدهاء - !
أما حزب الليبرال . ذو البرنامج الاقتصادي الاجتماعي الجيد , المُعدّ للمرحلة القادمة في حالة فوزه ..
فله سقطات سياسية ودبلوماسية .. عبارة عن اندفاعات شبابية غير محسوبة ..
1 - منذ بداية زعيم الليبرال " ترودو " للسلطة . قام بزيارة معبد عقيدة دينية محددة بالذات , دون غيرها , لكون تلك العقيدة هي رائدة الارهاب العالمي بلا منازع . وعلي أمل أن تكون زيارته " عربون صداقة " فلا يقوموا بأعمال ارهابية في كندا ولو في فترة رئاسته للحكومة .. ( وكتبت عن ذلك من قبل . وقلت ان الأيام سوف تثبت خيبة مسعاه . وسوف تحدث عمليات ارهابية لا عملية واحدة .. لأن ذيل الكلب - الارهابي - مائل لأغلب الأوقات وقلما يعتدل .. .. وقد جري بالفعل ووقعت عمليات في كندا . ولم يفلح عربون الصداقة الذي قدمه ترودو . في وقف الارهاب ) .
2 - عندما وصلت طالبة لجؤ سعودية شابة الي كندا - في ظروف قيام السعودية بقطع علاقاتها مع كندا . استُقبِلت تلك الطالبة في المطار استقبالاً عجيباً ! اذ كانت في استقبالها وزيرة الخارجية الكندية ! .. وليست السكرتيرة الثانية لمكتب الوزيرة ! وهذا شيء لا أظنه يمت بصلة للعمل السياسي ولا البروتوكول الدبلوماسي .. فوزيرة الخارجية تستقبل في المطار نظراء لها في المنصب - وزراء خارجية - . فما فوق ذلك .. .. أما طالبة اللجؤ .. فالبكثير- ان كانت حالة مميزة - تستقبلها إحدي الموظفات بوزارة الهجرة ..
بالاضافة لمواقف أخري , كالاهتمام الزائد من رئيس الحكومة " ترودو " بلقاء الرئيس الأمريكي " أوباما " بينما هو علي وشك توديع البيت الأبيض بانتهاء مدته الرئاسية .. وعدم الاحتواء السريع للأزمة مع السعودية مما أدي لقطع العلاقات . بينما كان بالامكان علاج الخلاف ومنع تدهور العلاقات الي ذاك الحد - سواء مع السعودية أو غيرها - ( والسعودية قد تعنترت علي كندا ! ولم تكن لتفعل ذلك مع أمريكا أو فرنسا - مثلاً -.. لولا التغيب التام للتحرك السياسي والدبلوماسي الكندي لاحتواء الأزمة ) .. وتلك كانت مسؤولية وزير الخارجية ( تم استبداله ) وكذلك كان من واجب رئيس الحكومة الاسراع برأب الصدع , قبل وصوله للقطيعة الكاملة للعلاقات بين الدولتين .
وكذلك عدم التصرف بسرعة وبحكمة سياسية و دبلوماسية في مشكلة بين الصين وأمريكا , حول رئيسة شركة صينية . طالبت أمريكا من كندا اعتقاتلها وهي بالأراضي الكندية .. واستجابت كندا لطلب الجارة أمريكا , مما تسبب في غضب الصين , واتخاذها لاجراءات تضر المصالح الكندية .. وكان يمكن طمأنة الصين بسرعة وابلاغها بحرص كندا علي العلاقات المشتركة معها . و احالة الأزمة لتحكيم دولي عاجل .. والقاء المسؤولية علي كتف التحكيم الدولي . و حسبما يكون قرار التحكيم الدولي . وتخرج سالمة من مشكلة هي ليست طرفاً فيها , بل طرفاها : أمريكا والصين .
من الطبيعي أن الناخب سوف يضع تلك النقاط في اعتباره .. ولكن الأرجح انه سوف يغلب عليها , البرنامج الجيد الموعود به من قبل حزب الليبرال . والذي سيعود في حالة تطبيقه عقب الفوز , بالنفع علي غالبية المواطنين الكنديين . سواء من الطبقة الوسطي أو الطبقة الأدني .
ولكل ناخب رؤيته وتقديره .. إما سيقدر ويقرر حسب سياسات قامت بالفعل من قبل .. أو حسب برنامج جيد بوعود انتخابية . لا تزال وعوداً تُرتَجي . ويؤمَّل لها أن تتحول الي واقع في حالة الفوز .
عموماً .. الكنديون , كما لاحظت , علي درجة كبيرة من الوعي , وقادرون علي معاقبة الحزب الجالس فوق كرسي السلطة اذا أساء , أو قصّر أو أخلف وعداً . واسقاطه واخراجه وطرحه خارج السلطة قبل الميعاد .. شاهدت هذا وقد حدث من قبل علي مستوي المقاطعة , وعلي المستوي الفيدرالي .
فما دام الناخب حرّ وصوته مصان , ومادامت المعارضة حرّة .. فالديموقراطية بخير . والشعب هو الذي يحكم . وهو الذي يأتي بالحاكم وبالحزب الذي يختاره . وهو الذي يرفضهم أو يستعبدهم ويستبدلهم .
======
تعليقات
إرسال تعليق