ذكري عبد الحميد شتا
منقول -
" كان في شاب زي الورد من قرية اسمها ميت الفرماوي في مركز ميت غمر محافظة الدقهلية ( مصر ).كان جايب في ثانوية عامة حوالي 85%.أيامها كان في حاجة اسمها التحسين.يعني يعيد السنة تاني عشان يحسن مجموعه ويدخل الكلية اللي عايزها.بس مكنش يقدر يحمل أبوه مصاريف سنة اضافية.فقبل بالمكتوب ودخل كلية تربية قسم جغرافيا..
في نهاية السنة راح يفرح أبوه.مش بس لأنه طلع الأول علي القسم بتاعه.لأ كمان لأنه دخل تحسين ثانوية عامة في السكرتة.وجاب 95% المرة دي ودخل الكلية اللي كان بيحلم بها طول عمرة..الاقتصاد والعلوم السياسية..
لمدة يومين تقريبا توافد الجيران والأهل والأصحاب علي بيته ومفيش في بوقهم غير كلمة واحدة مبروك ياسعادة السفير.شهرين بالظبط وشد الرحال علي قاهرة البشر والحجر.وبدأ مملوءًا بكل صنوف الأمل رحلة مكنش اشد المتشائمين يتوقع سطرًا واحدًا من فصل نهايتها..
4 سنين عدوا بسرعة الصاروخ عليه،وبكل ثقل علي ابوه اللي حرم نفسه من كل شئ عشان يوفر له مظهر اجتماعي يليق به وسط زمايله.خلص دراسته في الكلية بتقدير جيد جدًا،وبدأ يحضر رسالة الماجستير عن اصلاح المحكمة الدستورية في مصر..
أثناء تحضيره للرسالة اشتغل باحث بالقطعة،بحث هنا وآخر هناك،و100 جنيه من هنا و200 من هناك.حط القرش علي القرش وخد كام كورس فرنساوي علي الشوية اللي كانوا في دماغه من ثانوية عامة..
كده بقي معاه لغتين الانجليزي اللي اتعلمه لوحده بمراجع وقواميس يستلفها من فلان وعلان.وفرنساوي صرف عليه لآخر قرش في جيبه.وحلف انه لو مسك فلوس محترمة تانية من اي مكان ليتعلم ألماني.وقد كان..
سنتين من التطوير الذاتي المكثف في مجال تخصصه وخارجه،اضافة لما اتقنه من لغات.هيأوا له انه اصبح قريب من حلمه.خد الخطوة الأصعب.الالتحاق بالخارجية،حلم كل خريج سياسة واقتصاد..
قدم لوظيفة ملحق تجاري.اختبارات تحريرية وشفوية.43 طالب تنافسوا علي شغر مقعد واحد.بس هو كان قدها وقدود.وطلع الأول..
بعد ظهور النتيجة المشرقة..تلقي أبوه اتصالًا..تعالي يا حاج استلم ابنك من مشرحة زينهم.أصله انتحر،رمي نفسه في النيل،والأعالي لقوا جثته منتفخة في نيل المعادي..
الأب المكلوم مكنش قادر يستوعب موت ابنه.ازاي شاب طلع الأول في اختبارات الخارجية.وأمامه أسبوع وفقط علي مناقشة رسالته ينتحر.بس حد ابن حلال من صحاب المغفور له وشوش الحاج في ودنه عند المشرحة وقاله..ابنك طلع الأول في الامتحانات بس متقبلش يا حاج..المسئولين قالوا له انه غير لائق اجتماعيا عشان حضرتك بتشتغل عامل في مصنع طوب..رنا يرحمه ويصبرك ويخلف عليك خير..
النهاردة الذكري ال 10 لانتحار زينة شباب مصر ‘‘عبد الحميد شتا‘‘ مُتأثرًا بجرعة مميتة من القهر الطبقي.والنبي والنبي يا سيادة القاضي المُبجل..اسأل مُبارك وانت بتحاكمه ليه قتلت عبد الحميد شتا؟،الواد كان شاطر وكان ممكن يغير حال البلد والله.ولو كان علي منظره. أبوه كان هيبيع كل ما يملك عشان يجيبله بدلتين يشرف بهم مصر بره..ليه قتلته ليه؟
الله يرحمك يا عبد الحميد..الله يرحمك..ويلعن اللى قتلك !!
-----من الفيسبوك , صفحة " محمد عوض " - يوم 12-8-2014
==================
" كان في شاب زي الورد من قرية اسمها ميت الفرماوي في مركز ميت غمر محافظة الدقهلية ( مصر ).كان جايب في ثانوية عامة حوالي 85%.أيامها كان في حاجة اسمها التحسين.يعني يعيد السنة تاني عشان يحسن مجموعه ويدخل الكلية اللي عايزها.بس مكنش يقدر يحمل أبوه مصاريف سنة اضافية.فقبل بالمكتوب ودخل كلية تربية قسم جغرافيا..
في نهاية السنة راح يفرح أبوه.مش بس لأنه طلع الأول علي القسم بتاعه.لأ كمان لأنه دخل تحسين ثانوية عامة في السكرتة.وجاب 95% المرة دي ودخل الكلية اللي كان بيحلم بها طول عمرة..الاقتصاد والعلوم السياسية..
لمدة يومين تقريبا توافد الجيران والأهل والأصحاب علي بيته ومفيش في بوقهم غير كلمة واحدة مبروك ياسعادة السفير.شهرين بالظبط وشد الرحال علي قاهرة البشر والحجر.وبدأ مملوءًا بكل صنوف الأمل رحلة مكنش اشد المتشائمين يتوقع سطرًا واحدًا من فصل نهايتها..
4 سنين عدوا بسرعة الصاروخ عليه،وبكل ثقل علي ابوه اللي حرم نفسه من كل شئ عشان يوفر له مظهر اجتماعي يليق به وسط زمايله.خلص دراسته في الكلية بتقدير جيد جدًا،وبدأ يحضر رسالة الماجستير عن اصلاح المحكمة الدستورية في مصر..
أثناء تحضيره للرسالة اشتغل باحث بالقطعة،بحث هنا وآخر هناك،و100 جنيه من هنا و200 من هناك.حط القرش علي القرش وخد كام كورس فرنساوي علي الشوية اللي كانوا في دماغه من ثانوية عامة..
كده بقي معاه لغتين الانجليزي اللي اتعلمه لوحده بمراجع وقواميس يستلفها من فلان وعلان.وفرنساوي صرف عليه لآخر قرش في جيبه.وحلف انه لو مسك فلوس محترمة تانية من اي مكان ليتعلم ألماني.وقد كان..
سنتين من التطوير الذاتي المكثف في مجال تخصصه وخارجه،اضافة لما اتقنه من لغات.هيأوا له انه اصبح قريب من حلمه.خد الخطوة الأصعب.الالتحاق بالخارجية،حلم كل خريج سياسة واقتصاد..
قدم لوظيفة ملحق تجاري.اختبارات تحريرية وشفوية.43 طالب تنافسوا علي شغر مقعد واحد.بس هو كان قدها وقدود.وطلع الأول..
بعد ظهور النتيجة المشرقة..تلقي أبوه اتصالًا..تعالي يا حاج استلم ابنك من مشرحة زينهم.أصله انتحر،رمي نفسه في النيل،والأعالي لقوا جثته منتفخة في نيل المعادي..
الأب المكلوم مكنش قادر يستوعب موت ابنه.ازاي شاب طلع الأول في اختبارات الخارجية.وأمامه أسبوع وفقط علي مناقشة رسالته ينتحر.بس حد ابن حلال من صحاب المغفور له وشوش الحاج في ودنه عند المشرحة وقاله..ابنك طلع الأول في الامتحانات بس متقبلش يا حاج..المسئولين قالوا له انه غير لائق اجتماعيا عشان حضرتك بتشتغل عامل في مصنع طوب..رنا يرحمه ويصبرك ويخلف عليك خير..
النهاردة الذكري ال 10 لانتحار زينة شباب مصر ‘‘عبد الحميد شتا‘‘ مُتأثرًا بجرعة مميتة من القهر الطبقي.والنبي والنبي يا سيادة القاضي المُبجل..اسأل مُبارك وانت بتحاكمه ليه قتلت عبد الحميد شتا؟،الواد كان شاطر وكان ممكن يغير حال البلد والله.ولو كان علي منظره. أبوه كان هيبيع كل ما يملك عشان يجيبله بدلتين يشرف بهم مصر بره..ليه قتلته ليه؟
الله يرحمك يا عبد الحميد..الله يرحمك..ويلعن اللى قتلك !!
-----من الفيسبوك , صفحة " محمد عوض " - يوم 12-8-2014
==================
تعليقات
إرسال تعليق