الاحتفال بعيد بداية العام فى مصر القديمة

                                    
الاحتفال بعيد بداية العام فى مصر القديمة
كتبه: مروه عبدالرازق محمد " ماجستير فى الاثار المصرية"
اشتهر المصرى القديم بتصويره للعديد من الأعياد على جدران المعابد ...المختلفة والتى كان لها ميقات معلوم ومحفوظ منذ أقدم العصور وحتى نهاية العصر الفرعونىّ، والتى بالرغم من كثرتها إلا أن المعلومات المتوفرة لدينا عنها قليلة جداً، ومن بين تلك الأعياد الإحتفال ببداية العام أو ما يعرف لدينا فى العصر الحديث بعيد رأس السنة.
ومن الجدير بالذكر أن موعد إقامة عيد بداية العام فى مصر القديمة يختلف عن موعد إقامته فى العصر الحديث، حيث ربط المصرى القديم بداية العام بداية موسم الفيضان، وهذا العيد كان يقام كل عام فى اليوم الأول من شهر الفيضان، وذلك لأن المصرى القديم كان ينظر إلى الفيضان نظرة إجلال وتقدير لما له من عظيم الأثر فى إعادة الحياة إلى التربة وأرض مصر كلها بعد موسم من الجفاف، حيث أن الطمى الذى يجلبه هذا الفيضان كان يعيد إلى التربة الحياة والقدرة على الإنبات.
ولقد قام المصرى القديم بتصوير هذا الإحتفال وغيره من الإحتفالات الأخرى على جدران المعابد المختلفة، ومن المعابد التى صور عليها الإحتفال بعيد بداية العام معبد ادفو ومعبد دندرة.
أما عن كيفية تحديد المصرى القديم لموعد الإحتفال بعيد بداية العام فلقد استطاع المصرى القديم تحديده من خلال مراقبته للسماء حيث ربط بدء موعد الفيضان بظهور أحد النجوم الهامة فى السماء وهو نجم Sothic والذى ارتبطت به العديد من المعبودات المصرية القديمة منها المعبودة إيزة والتى اعتبر خلال العصر اليونانى بأن هذا النجم عبارة عن " روح ايزيس " شكل رقم1.

ومن أبرز المعبودات أيضاً التى ارتبطت بهذا النجم المعبودة حتحور والتى صورت فى هيئة البقرة والتى قيل عنها أثناء الإحتفال بعيد بداية العام بأنها: " التى تشرق فى معبدها فى يوم بداية العام".
ومن أقدم الأدلة التى تدل على ارتباط البقرة حتحور بعيد بداية العام الجديد لوحة ترجع الى عصر الأسرة الأولى عثر عليها فى أحد المقابر التى ترجع إلى عهد الملك جر ( شكل رقم 2) والتى صور فيها شكل لبقرة جالسة وبين قرنيها قرص يعلوه علامة السنة rnpt، ومن أسفلها شكل للحقول المزدهرة بالنبات والتى تعبر عن موسم الفيضان.

هذا وقد توالت المصادر فيما بعد فى ذكر إحتفال المصرى القديم ببداية العام على جدران المعابد المختلفة وفى نصوص الأهرام الأمر الذى يدل على مدى قدرة المصرى القديم على تنظيم أيامه وربطها بما يوجد حوله فى طبيعته وهو ما يعبر عن مدى دقة الملاحظة التى تميز المصرى القديم بها خلال عصر خال من الأدوات والتقنيات الحديثة
منقول عن موقع - بالفيسبوك - : مانيتون السمنودي

تعليقات