فضل الآدباء علي العلم والعلماء

                                (( جول غابرييل فيرن (بالفرنسية: Jules Verne) ؛ (8 فبراير 1828 - 24 مارس 1905روائي فرنسي، وشاعر، وكاتب مسرحي اشتهر بروايات المغامرة وله الأثر العميق في أدب الخيال العلمي )) .

-- بالطبع  الآداب والفنون والعلوم , تكمل وتتم بعضها ، لا نقصد في العنوان ان  للأدب وللأدباء  الفضل  وحسب ، كلا .. فأفضال العلم  والعلماء لا حصر لها ، هذا موضوع مفروغ منه . فقط نريد التذكير بفضل الأدب والادباء ، فقد تنفع الذكري ...
قبل اختراع الطائرة ، كان الأديب  الفرنسي " جول فيرن " صاحب فضل الإلهام بفكرة اختراع الطائرة .. بل هو صاحب الإلهام في مشروع صناعة سفينة فضاء ، تصل للكواكب الآخري .. 
(( في رائعته "من الأرض إلى القمر" عام ١٨٦٥ -  تنبأ بأطلاق ثلاثة رواد إلى القمر تماما كماحصل بعد ذلك بقرن تقريبا حين أصبح الرائد الفضائي نيل ارمسترونج أول أنسان يطأ سطح القمر. وفيرن أيضا تكلم عن الكهرباء والغواصات والاختراعات الحديثة قبل أن تدخل حيز الوجود بعشرات السنين.  -- منقول من الويكيبيديا )) ..

(  منذ نحو 60 عاماً، نشر الكاتب الأميركي، إسحاق أسيموف، قصة قصيرة عن سيارة ذاتية القيادة قادرة على التحكم بشكلٍ كامل في مسارها وحركتها في الشوارع، ويبدو أن ما تم اعتباره في ذلك الوقت ضرباً من الخيال، في طريقه ليكون واقعاً على الطرق، خلال السنوات المقبلة - منقول - ) :
..سيارات ذاتية القيادة في الأسواق عام 2019
* 1
كنت قد نشرت عددا من مقالاتي ، اوكد بها صحة نظرية داروين , من خلال طرح من مشاهداتي الميدانية , وانطباعاتي الخاصة . - لمن يقولون عكس ذلك ، ومنهم بروفيسورات ! - وما كتبته كان بعيدا عن " داروين " تماما .. حيث أن " داروين " , واسمه ، يسبب للبعض حساسية من نوع ما ،، لذا كان عنوان مقالاتي " نظرية الخواجا داروين " ...
     كتبت أدافع عن النظرية من منظورات بعيدة عنها تماما ، لأنني مقتنع جدا بصحة ، واهمية النظرية ،،، بعدما قراتها 
لكن قد يتعجب من قرأوا تلك المقالات ، وأعجبتهم ، اذا عرفوا انني حتي هذه اللحظة ، لم اقرأ النظرية لا من داروين  نفسه .. ولا من عالم في الطبيعة ، قام بترجمتها للعربية ،،، كلا ،، وربما لو قراتها لداروين  نفسه ، او  بترجمة احد علماء الطبيعة ، لما فهمتها ،،، 
ولكنني قراتها لأديب ، كاتب ،،،، ! . هو الرائد " سلامة موسي " ...
وقرأت لسلامة موسي أيضا  " نظرية أينشتاين " ولكنني لم افهمها ، لعيب عندي وليس عنده . وهو ان عقليتي ليست رياضياتية ، باي قدر .. 
 
ويوجد أناس لم يفهموا أشياء في التاريخ ، او في السياسة من كتابات المتخصصين فيهما  ، وإنما فهموها بيسر وبقليل من السطور ، من خلال قراءة رواية لأحد الأدباء ... !!
( وبالطبع ، الأديب نفسه ، قراها للمتخصصين وفهمها ، ولكنه قدمها ببساطة وباختصار للقراء ، ففهما قراؤه  - غير المتخصصين - بسرعة وبسهولة .. )

    كثير من كتابات المتخصصين - العلمية بالذات - لا يفهمها غيرهم ..
بل حتي النقد الأدبي والفني ، باللغة المكثفة للمتخصصين في النقد ، كثيرون لا يستوعبونها ... فمعظم كتابات المتخصصين ، تصلح لهم ، فلغتهم تعتمد علي مصطلحات - لازمة وضرورية  للتخصص والمتخصصين - . لكن عندما يتكلم  - او يكتب - عنها الأديب او الكاتب ، الذي استطاع فهمها . فعموم القرّاء - وعموم المثقفين ايضا ، يفهمون  من الأديب او الكاتب ، ما عجزوا عن فهمه من المتخصص .

لغة العلماء ، والمتخصصين الأكاديميين ، لغة مكثفة .. ليس كل الناس - بمن فيهم مثقفون - قادرين علي استيعاب تلك اللغة ..
 ذات مرة شاهدت ندوة للأديب الراحل يوسف ادريس - وهو  مبدع كبير - وقام احد المثقفين بتوجيه سوْال لإدريس ، بلغة شديدة التكثيف ،،،،  واتضح من تعابير وجه المبدع الكبير ، انه ليس ممن يفهمون بسرعة اللغة المكثفة ، فظهر في حالة يرثي لها ...
!!!
لازلت اتذكر ذاك الموقف ، وأتذكر اسم  من ساله بتلك اللغة وأحرجه جدا - ربما بدون قصد - ، انه مثقف غير معروف ، اسمه " معتز " ... لا اعرفه شخصيا ، لكنني اتذكر وجهه وطريقته السريعة في الحديث ولغته شديدة التكثيف ..- ربما كان اكاديميا ، يدرس ، او يُقوم بتدريس النقد الأدبي ، وربما كان مجرد مثقف ، ممن يجيدون تلك اللغة كما الأكاديميين -  
ولكنني متاكد من ان  دكتور يوسف ادريس ، لو استعوب ما قصد ، ذاك المثقف ان يقوله ، وتحدث ادريس ... فان غالبية الحضور سوف يفهمونه بسهولة ، اما " معتز " لربما لم يفهم لغته الا قلة قليلة جدا .. 
وعن نفسي .. بصراحة ..احتجت لوقت طويل - من رحلتي الثقافية - لكي أستطيع فهم من يكتبون ، او يتحدثون ، باللغة المكثفة ...
     هنا نعرف أهمية دور الأديب ، او الكاتب ، في إيصال ما لا يقدر المتخصصون علي إيصاله لغيرهم - اي للسواد الأعظم ، من الناس .
صلاح الدين محسن
           ------هوامش :
* 1   سيارات ذاتية القيادة : 
===================

تعليقات