رسائل مختارة من بريدنا - 68


 Date: Mon, 29 Aug 2016 22:23:46 +0200
Subject: مواقف الرجال ومواقف أشباه الرجال
من د . طارق حجي

فى سنة ١٩٣٠ طلب الملك فؤاد من كلية الآداب بالحامعة المصرية (التى أصبح إسمها جامعة فؤاد بعد وفاته فى سنة ١٩٣٦) أن تمنح الدكتوراة الفخرية لعدد من البشوات ، فماذا كان رد فعل الجامعة ؟ كتب للملك رئيس الجامعة (أحمد لطفى السيد) أنه وعميد كلية الآداب (طه حسين) لا يرون أن أيا من الأشخاص الذين إقترح الملك منحهم الدكتوراة الفخرية قد قام بأعمال يستحق بموجبها هذا التكريم. تذكرت هذه الواقعة وعشرات الوقائع المماثلة لها وكلها تعود لنفس الفترة الزمنية. تذكرت هذه الواقعة وأنا أطالع الكلمات المخزية التى قالها وزير الثقافة الحالى والتى تخالف كل آرائه التى سمعتها بنفسي منه عن مضار التعليم الأزهري بحالته الراهنة والتى هى بحاجة لتنقية وتجديد لكى يكون بوسعها تكوين مواطنين صالحين للحياة فى مجتمع عصري ... فالرجل المنوط به تحديث العقل المصري وإثراء الحياة الثقافية فى مصر لم يكتف بالصمت المعجون  بالعجز أمام هجمات الأزهر على عدد من مفكري ومثقفي مصر وإنما أضاف أمس تصريحا فاحت منه رائحة الموظف المرتجف خوفا وهلعا على وظيفته عندما قال : أنا لست جاهلا أو مجنونا لكى أقول ان التعليم الأزهري له أية صلة بالتطرف وإنتاج العنف !!!  

ط . ح ( طارق حجي )
***********

تعليقات