كُتاب مختلفون
أما أن يشتغل المفكر أو الكاتب والأديب , بالبزنس , أو بإدارة شركات تجارية أو صناعية لا صلة لها بالثقافة والفكر .. فهذا ما لم يحققه الا قلة قليلة جداً أعرف منهم اثنين : طارق حجي - من مصر . وهو أكاديمي , و رجل إدارة علي قدر من العالمية -واحد من خبراء الطاقة - , والآخر هو أخونا " أحمد الصراف " - الكاتب الكويتي , الذي عمل رجل أعمال , وعضو بالبرلمان .. وهو كاتب ليبرالي ممتاز . لا يجامل , ولا ينافق , ولا يتقلب بأي قدر ولا بأي شكل , ولا يتلون . و لا أتذكر انني اختلفت مع شيء من كتاباته ..
أما المفاجأة بالنسبة لي , هو نموذج ثالث , تجاوز النموذجين السابقين .. انه كويتي أيضاً " محمد الشارخ " علمت به من خلال مقال قرأته منذ يومين للكاتب اللبناني " سمير عطا الله - بموقع جريدة الشرق الأوسط اللندنية .. هذا ما كتبه عنه :
سمير عطا الله
منقول من موقع ايلاف - 13-8-2016 عن : الشرق الأوسط
في بعض عناوين سيرة محمد الشارخ، ما يلي: ماجستير اقتصاد من شيكاغو، نائب المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية العربية، عضو مجلس إدارة البنك الدولي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة بنك الكويت الصناعي، مؤسس شركة «صخر» للكومبيوتر، مؤسس مشروع «كتاب في جريدة».
والآن أبا فهد، ماذا تعملون؟
الآن محمد الشارخ ينصرف إلى المتعتين، القراءة والكتابة. يقرأ في كل شيء، ويكتب فيما يتقنه إتقانًا مدهشًا، القصة القصيرة، ذلك الفن الأدبي الذي يشهد العالم عودته بعد انحسار طويل.
الآن محمد الشارخ ينصرف إلى المتعتين، القراءة والكتابة. يقرأ في كل شيء، ويكتب فيما يتقنه إتقانًا مدهشًا، القصة القصيرة، ذلك الفن الأدبي الذي يشهد العالم عودته بعد انحسار طويل.
مجموعته الحديثة «أسرار وقصص أخرى» تشبه، في المناخ العام، مجموعته السابقة: «الساحة». أما أشخاصها فجميعهم جدد علينا. نعرف أن محمد الشارخ ينقيهم من الكويت أو الخليج، لكننا لا نعرف كيف. جميعهم مفاجئون مثل حبكات القصص، وجميعهم خارجون عن السياق. كل ما تتوقعه لن يحدث؛ لأنك لا تطيق البحث الطويل، وكل ما لا تتوقعه سيحدث؛ لأن محمد الشارخ يتكبد عناء واضحًا في بحثه، ولو أنه يسبكُ ذلك في أسلوب جزل متدفق بلا فواصل أو فقرات، سريعًا نحو الخواتم التي تظل غالبًا مفتوحة بلا خاتمة. هو، عليه أن يروي القصص، وليس عليه أن يبحث لها عن خواتم. اختمها كما شئت، أو أبقها معلقة مثل أحجية يبدو حلها سهلاً، لكنه مليء بالاحتمالات.
أعطى الشارخ الكثير من حياته للثقافة والفنون إلى جانب الاقتصاد، والآن ترك عالم الأعمال ليتكرس للثقافة والفنون. وسألته كيف ينظر رفاقه من رجال الأعمال إلى هذا القرار؟ فقال في سرعة: شزرًا! ورسم الكلمة بإيماءات من وجهه ويديه. فهل من رجل مال يتوقف عن هذه الصناعة المربحة من أجل أن يمتهن صناعة الصائعين؟ في الغرب، أجل. فولتير كان يجني الكثير من المال لكي ينصرف إلى الكثير من الكتابة. ومونتين ترك عالم الغنى الذي ورثه عن أسرته، لكي ينصرف إلى عالم التأملات. وكان في قصره برجان، عزل نفسه في أحدهما، وعزل امرأته في الثاني. الكاتب يحتاج إلى وحدة. عندما التقى أرثر كوستلر أرنست همنغواي في باريس، قال له، إما أن تنجح أبًا أو كاتبًا. الاثنان معًا استحالة. وكان ألكسندر سولجنستن خلال منفاه الأميركي يستقبل أبناءه في مكتبه نصف ساعة في اليوم، بما في ذلك عطلة الأسبوع. ينضم محمد الشارخ إلى أسرة الأدباء كما انضم من قبل إلى أسرة الأعمال: على أرفع المستويات. «أسرار وقصص أخرى» سرها السرديات المباشرة. وأحيانًا يتذكر الشارخ عشقه للرسم، فيلوّنها
---------------
تعليقات
إرسال تعليق