الفرنسي الذي أنقذ الأهرامات من الهدم

المهندس الفرنسى « لينان دى بلفون بك »
مصدر آخر  :
((هذا الرجل العظيم كان لة الفضل الكبير من انقاذ اهرامات الجيزة من الهدم))
رجاء اقراءوا قصتة لعلكم تستفيدوا وتتعلموا من التاريخ:
حگاية القنـاطر الخيرية..«المجيـــــــــــدية» سابقاً
----------------------------------------------------------
هذه صحائف مصر مشرقة المحيا أحنى لها التاريخ هامته وحيا مداده نور يسيلا دما زكيا القناطر المجيدية نسبة الى السلطان العثمانى عبدالمجيد خان الأول ( 1839-1861 ) الذى شهدت عهده بداية انشائها إلا أنها عرفت بالقناطر الخيرية فيما بعد ..وتقع فى محافظة القليوبية على بعد 22 كم من القاهرة ، وهى أهم متنزهات مصر حتى الآن ، ولها شهرة خاصة عند السائحين للاستمتاع بجوها النقى ومناظرها الخلابة. هى واحدة من أعظم أعمال الرى ، والحجر الأساسى فى نظام الرى الحديث بمصر ، يبلغ طولها حوالى 8400 ميل ، وتبلغ مساحتها المائية 100.000 ميل مربع ويرجع السبب الرئيسى لأهمية هذا المكان وشهرته الى موقعها على فرعى دمياط ورشيد عند تفرعهما من المجرى الرئيسى لنهر النيل شمال مدينة القاهرة . وقد استغرق بناؤها حوالى 20 عاما .
أمر محمد على بتنفيذ مشروع بناء القناطر الخيرية عام 1833 ، الا أنه لم يبدأ فى انشائها الا فى 12 مايو 1843 أى بعد عشر سنوات كاملة من صدور أمر التنفيذ ووكل العمل بها الى مجموعة من المهندسين الفرنسيين والانجليز والمصريين وكان منهم: المهندس الفرنسى « لينان دى بلفون بك » والمهندسون الفرنسى موجيل بك وبهجت باشا ومظهر باشا والمهندسين الانجليز: مستر جون فولر ، مستر راندول ، مستر مونكريف ومستر ولكوكس . وقد قام محمد على بوضع حجر الأساس عام 1847 بعد 43 عاما من حكمه وتقرر أن يكون اسمها القناطر المجيدية . واحتفاء بهذه المناسبة تمت صناعة ميدالية ذهبية مكتوبة باللغة التركية عملت كما جاء فى الوثائق منذ عام 1846 حيث ( صدر أمر منه الى ديوان خديو فى 7 جمادى الأولى مبلغ ( 38.960 قرشا ) ثمانية وثلاثين ألفا وتسعمائة وستين قرشا وثمانية عشر فضة هو ثمن الميداليات الذهب والفضة التى وضعت تحت أساس القناطر داخل صندوق من الخشب داخل صندوق من الذهب صنع بدقة واحكام . وقد مر انشاء القناطر الخيرية بعدة مراحل .. وكان تصميمها لرفع مستوى النيل وراءها ، حتى يمكن لثلاث ترع كبرى هى الرياح التوفيقى لرى شرق الدلتا ، والرياح المنوفى لرى وسط الدلتا ، ورياح البحيرة لرى غرب الدلتا لتأخذ مياهها زمن التحاريق . وقد استدعى محمد على المهندس الفرنسى ( لينان دى بلفون بك ) من فرنسا لتنفيذ هذا المشروع الضخم . وكان المرتب الذى يتقاضاه لينان بك فى بداية عمله فى مصر كما ذكرت الوثائق على النحو التالى “ من الجناب العالى إلى (باقى بك ) بتاريخ 26 ذى الحجة 1249 هـ - 1833 م – دفتر 49 معية تركى – وثيقة 635 بضم مبلغ خمسة «كيس» نقديا الى مرتب الخواجة لينان المهندس وابلاغه الى عشرة «كيس» نقديا وقيده فى دفاتر الخزينة على هذا الوجه ) وبدأ لينان بك بتجهيز 1200 عامل ومهد لهم سبل الاعاشة من عمال مصريين وأجانب ، وأنشأ خط سكة حديد لنقل محاجر طرة حتى نهر النيل . ولكن أصيبت الأعمال التى كانت تسير على خير ما يرام بالركود نتيجة انتشار وباء الطاعون الذى فتك بكثير من عمال القناطر وكثير من سكان مصر أيضا . إلا أن لينان بك استمر فى رسم الخرائط لتكملة هذا العمل الذى بلغت تكاليفه 1.880.000 جنيه ولكن جزء تصدع وانهار وظهر خلل فى بعض عيون القناطر بسبب ضغط المياه. فرأى محمد على أن القناطر أوشكت على أن تتخرب بعدما أنفق عليها أموالا طائلة .. و حدثته نفسه يوما لتشهيل بنائها .. بهدم الأهرام الأبدية واستخدام حجارتها الضخمة لتكملة البناء ، بل وأصدر أمرا بذلك الى المهندس لينان بك وصمم على نفاذه . لولا أن هذا المهندس أقنعه بالأرقام .. بأن ثمن المتر المكعب من الحجر الذى يستخرج من هدم تلك الآثار الفرعونية يكلف عشرة قروش ونصفا ، بينما لا يكلف المتر المكعب المستخرج من المحاجر أكثر من ثمانية قروش وخمسة وسبعين فضة ( وهى جزء من القرش ) . ولكن فى هذه المرحلة الحرجة توفى محمد على باشا فى عام 1848 قبل أن يرى المشروع الذى طالما تاقت نفسه الى اتمامه . وعندما آل الحكم إلى عباس حلمى الأول ( 1848-1853 ) أخذ المهندس الفرنسى موجيل بك يلح عليه بانجاز هذا المشروع الضخم لكى لا تضيع ثمرة الأموال الطائلة التى انفقت عليه .. ولكن الخديو عباس ايضا كان يقول وهو يشير الى الأهرام ( انى لا أدرى ما الفائدة من وجود تلك الجبال من الصخور المرصوصة فوق بعضها ، فاذهب واهدمها واستخدم حجارتها فى اتمام عمل القناطر ) . فخشى المهندس موجيل بك من تنفيذ هذا الأمر حتى لا ينعت على مر العصور بأنه ( هادم الأهرام ) . وكلما فكر فى هذا الأمر يقف شعر رأسه رعبا. واضطر «عباس» الى اعادة المهندس لينان بك للعمل وعرض تقرير تفصيلى بالنفقات اللازمة لاتمام المشروع الذى أقل ما فيه من فائدة الاستغناء عن 25.000 ساقية وشادوف ورى أربعة ملايين من الأفدنة ، ويمنع استمرار انصراف مياه فرع دمياط الى فرع رشيد لانخفاض مجرى هذا عن مجرى ذاك . وبالفعل تمت الموافقة واستكمل الانجاز المبهر حتى عام 1878 . وفى عام 1855 فى عهد الخديو سعيد باشا ( 1854-1863) تم انشاء قلعة حربية بجوار القناطر سميت (القلعة السعيدية) للدفاع عن البلاد عن طريق البر ..ولكن هذه القلعة احترقت فجأة وكان بها كثير من الرسومات والأوراق التاريخية الخاصة بهذه القناطر .. والأثر الوحيد الباقى من أثاث هذه القلعة هو ساعة للمكتب كبيرة محفوظة بمكتب وزير الأشغال . وفى عهد الخديو اسماعيل (1863-1895 ) تمت تقوية القناطر الخيرية عام 1888 وظلت التجديدات تتوالى عليها فترة بعد أخرى حتى أصبحت القناطر القديمة وقلعتها معلما هاما من المعالم الأثرية الباقية . وظلت القناطر الخيرية تعمل حتى نهاية عام 1939 ، وبلغت تكاليف انشائها وقتئذ 3.500 مليون جنيه حتى تم انشاء قناطر محمد على ( قناطر الدلتا الجديدة ) خلف القناطر القديمة التى اصبح استخدامها مقصورا على أغراض المرور باعتبارها من أعظم الآثار الهندسية لمصر الحديثة والتى كانت محط الاعجاب وموضع الفخار الأبدى.
الفرنسى موجيل رفض استخدام حجارة الأهرامات فى بنائها حتى لا تصيبه لعنة التاريخ استغرق بناؤها 20 عـــــــامــــــــــــــا وتغنى عن 25 ألف شادوف وساقية
- فى يوم الجمعة 23 من ربيع ثانى سنة 1263 هجريا وضع محمد على باشا الكبير - المولود فى قوله -أساس القناطر الخيرية بعد توليه حكم مصر ثلاثا وأربعين سنة
أمر محمد على بتنفيذ مشروع بناء القناطر الخيرية عام 1833 ، الا أنه لم يبدأ فى انشائها الا فى 12 مايو 1843 أى بعد عشر سنوات كاملة من صدور أمر التنفيذ ووكل العمل بها الى مجموعة من المهندسين الفرنسيين والانجليز والمصريين وكان منهم: المهندس الفرنسى « لينان دى بلفون بك » والمهندسون الفرنسى موجيل بك وبهجت باشا ومظهر باشا والمهندسين الانجليز: مستر جون فولر ، مستر راندول ، مستر مونكريف ومستر ولكوكس . وقد قام محمد على بوضع حجر الأساس عام 1847 بعد 43 عاما من حكمه وتقرر أن يكون اسمها القناطر المجيدية . واحتفاء بهذه المناسبة تمت صناعة ميدالية ذهبية مكتوبة باللغة التركية عملت كما جاء فى الوثائق منذ عام 1846 حيث ( صدر أمر منه الى ديوان خديو فى 7 جمادى الأولى مبلغ ( 38.960 قرشا ) ثمانية وثلاثين ألفا وتسعمائة وستين قرشا وثمانية عشر فضة هو ثمن الميداليات الذهب والفضة التى وضعت تحت أساس القناطر داخل صندوق من الخشب داخل صندوق من الذهب صنع بدقة واحكام . وقد مر انشاء القناطر الخيرية بعدة مراحل .. وكان تصميمها لرفع مستوى النيل وراءها ، حتى يمكن لثلاث ترع كبرى هى الرياح التوفيقى لرى شرق الدلتا ، والرياح المنوفى لرى وسط الدلتا ، ورياح البحيرة لرى غرب الدلتا لتأخذ مياهها زمن التحاريق . وقد استدعى محمد على المهندس الفرنسى ( لينان دى بلفون بك ) من فرنسا لتنفيذ هذا المشروع الضخم . وكان المرتب الذى يتقاضاه لينان بك فى بداية عمله فى مصر كما ذكرت الوثائق على النحو التالى “ من الجناب العالى إلى (باقى بك ) بتاريخ 26 ذى الحجة 1249 هـ - 1833 م – دفتر 49 معية تركى – وثيقة 635 بضم مبلغ خمسة «كيس» نقديا الى مرتب الخواجة لينان المهندس وابلاغه الى عشرة «كيس» نقديا وقيده فى دفاتر الخزينة على هذا الوجه ) وبدأ لينان بك بتجهيز 1200 عامل ومهد لهم سبل الاعاشة من عمال مصريين وأجانب ، وأنشأ خط سكة حديد لنقل محاجر طرة حتى نهر النيل . ولكن أصيبت الأعمال التى كانت تسير على خير ما يرام بالركود نتيجة انتشار وباء الطاعون الذى فتك بكثير من عمال القناطر وكثير من سكان مصر أيضا . إلا أن لينان بك استمر فى رسم الخرائط لتكملة هذا العمل الذى بلغت تكاليفه 1.880.000 جنيه ولكن جزء تصدع وانهار وظهر خلل فى بعض عيون القناطر بسبب ضغط المياه. فرأى محمد على أن القناطر أوشكت على أن تتخرب بعدما أنفق عليها أموالا طائلة .. و حدثته نفسه يوما لتشهيل بنائها .. بهدم الأهرام الأبدية واستخدام حجارتها الضخمة لتكملة البناء ، بل وأصدر أمرا بذلك الى المهندس لينان بك وصمم على نفاذه . لولا أن هذا المهندس أقنعه بالأرقام .. بأن ثمن المتر المكعب من الحجر الذى يستخرج من هدم تلك الآثار الفرعونية يكلف عشرة قروش ونصفا ، بينما لا يكلف المتر المكعب المستخرج من المحاجر أكثر من ثمانية قروش وخمسة وسبعين فضة ( وهى جزء من القرش ) . ولكن فى هذه المرحلة الحرجة توفى محمد على باشا فى عام 1848 قبل أن يرى المشروع الذى طالما تاقت نفسه الى اتمامه . وعندما آل الحكم إلى عباس حلمى الأول ( 1848-1853 ) أخذ المهندس الفرنسى موجيل بك يلح عليه بانجاز هذا المشروع الضخم لكى لا تضيع ثمرة الأموال الطائلة التى انفقت عليه .. ولكن الخديو عباس ايضا كان يقول وهو يشير الى الأهرام ( انى لا أدرى ما الفائدة من وجود تلك الجبال من الصخور المرصوصة فوق بعضها ، فاذهب واهدمها واستخدم حجارتها فى اتمام عمل القناطر ) . فخشى المهندس موجيل بك من تنفيذ هذا الأمر حتى لا ينعت على مر العصور بأنه ( هادم الأهرام ) . وكلما فكر فى هذا الأمر يقف شعر رأسه رعبا. واضطر «عباس» الى اعادة المهندس لينان بك للعمل وعرض تقرير تفصيلى بالنفقات اللازمة لاتمام المشروع الذى أقل ما فيه من فائدة الاستغناء عن 25.000 ساقية وشادوف ورى أربعة ملايين من الأفدنة ، ويمنع استمرار انصراف مياه فرع دمياط الى فرع رشيد لانخفاض مجرى هذا عن مجرى ذاك . وبالفعل تمت الموافقة واستكمل الانجاز المبهر حتى عام 1878 . وفى عام 1855 فى عهد الخديو سعيد باشا ( 1854-1863) تم انشاء قلعة حربية بجوار القناطر سميت (القلعة السعيدية) للدفاع عن البلاد عن طريق البر ..ولكن هذه القلعة احترقت فجأة وكان بها كثير من الرسومات والأوراق التاريخية الخاصة بهذه القناطر .. والأثر الوحيد الباقى من أثاث هذه القلعة هو ساعة للمكتب كبيرة محفوظة بمكتب وزير الأشغال . وفى عهد الخديو اسماعيل (1863-1895 ) تمت تقوية القناطر الخيرية عام 1888 وظلت التجديدات تتوالى عليها فترة بعد أخرى حتى أصبحت القناطر القديمة وقلعتها معلما هاما من المعالم الأثرية الباقية . وظلت القناطر الخيرية تعمل حتى نهاية عام 1939 ، وبلغت تكاليف انشائها وقتئذ 3.500 مليون جنيه حتى تم انشاء قناطر محمد على ( قناطر الدلتا الجديدة ) خلف القناطر القديمة التى اصبح استخدامها مقصورا على أغراض المرور باعتبارها من أعظم الآثار الهندسية لمصر الحديثة والتى كانت محط الاعجاب وموضع الفخار الأبدى.
((شكرا جزيلا على قراءة هذة القصة الرائعة***دانيال البرزى***))

تعليقات