كتابات مختارة - هل سوف يتوقف نشاط حماس ؟

نادية خَلوّف    ( كاتبة سورية )

الحوار المتمدن 20-11-2021

بعد تصنيفها في إنكلترا كمنظمة إرهابية . السؤال هو : هل سوف يتوقف نشاط حماس ؟

في الحقيقة فإن الدول العربية لديها فصائل تشبه فصائل حماس ، لا يمكنك الانفكاك منها حتى لو رغبت فهي مورد العيش الوحيد لديك . هل يمكنك أن تتصور أن عوائل شيوعية قد انتمت إلى حزب الله بعد أن صفّوا أحد أبنائها خوفاً على الباقين؟ لماذا سوف تكون المقاومة إسلامية؟ غزة تكاد تخلو من سكانها الأصليين " من المسيحيين" ولا أعتقد أن الشباب الفلسطيني في غزة يرغب في الصراع مع إسرائيل لأنه يعرف أن مصيره الموت.، لكن هل من وسيلة للعيش غير التضحية بالنفس؟ ومن ناحية إسلامية بحتة يمكن الصلح مع العدو وفق القياس على ماجرى بين محمد و أعداءه الأقوياء

في الغرب قد تذهب إلى مطعم لبناني كي تتمتّع بطعم التّبولة و الكباب ، و تستغرب عندما يهمس بأذنك شخص يقول لك: لقد أتى ذلك الشخص وكان فقيراً ، ثم أصبح يبيض الأموال لصالح حزب الله ، وهو في النهاية إيران. إذا كانت الدولة الغربية التي منحت الترخيص لهؤلاء ، ويصعب علينا أن نقول أنها كانت تجهل حقيقة ذلك ، فلا ضرورة للمخابرات في تلك الدولة . في الغرب يبيعوننا حتى الشعارات ، ويذهب ضحية القانون أبرياء .

في الحقيقة أن نشاط حماس " إيران لن يتوقف"فهم يشاركون بأموالهم الإيرانية علية القوم . قد يتغير اسم المنتج ، لكنه نفسه.

مات آلاف الجنود السّوريين من موالي الأسد كما يقولون ، لكن هل هم فعلاً موالون؟ ليس لديهم مصدر آخر للرزق، ليس هذا فحسب . بل إنهم انتموا إلى " الجيش العربي السوري " الذي أصبح مليشيا في وقت السّلم وكانوا يظنون أن المعركة الأساسية سوف تكون مع إسرائيل ، وكانوا يعرفون أن تلك المعركة لن تتم . فوضعوا الواسطات ليصبحوا ضباطأً وصف ضباط في الجيش .

لو كنت تملك المال وذهبت إلى أستراليا مثلاً سوف تستقبلك رئيسة الوزراء كما جرى مع غسان عبود الذي جمع ثروته من تبييض الأموال .

لو ذهبت إلى أمريكا قد تصبح من أعضاء البرلمان لو رضي عنك اللوبي الإيراني العربي . للأسف يوجد لوبي إيراني، لوبي إسرائيلي ، وعرب يتمسّحون بهم من أجل مناصب . نحن خارج اللعبة سواء كنّا مع حماس ، او ضد حماس . على اللاعب أن يكون مسوقاً ماهراً وهو تحت التجربة .

جميعنا نسعى للعيش في الغرب لأنه يطبّق حقوق الإنسان جزئياً ، يمكننا العيش بعمل ، أو دون عمل، وهذا غير مسموح لنا في بلادنا . وفي بلادنا يجب أن يكون لنا انتماء ولو كان -إرهابياً - حسب المنطقة التي نعيش فيها حتى نتقي شرّ من يسيطرون على المكان.

قصّة حماس قصّة جديدة قديمة ، يمكنك استبدال الألفاظ فكلما قلتم حماس . اذكروا في سرّكم إيران ، وكلما قلتم حزب الله تذكروا أن نصر الله يمكن أن تغتاله إيران عندما تنتهي صلاحيته ، وكلما ذكرتم أن الإمارات أتت كي تحيّد الأسد عن إيران تذكروا أن دبي يشغلّها رؤوس الأموال الإيرانية ، لا شيء صادق . عليكم أن تفترضوا أسوأ الظنون ولا تنقادو إلى معارك محسومة ليس لكم فيها ناقة ولا جمل. أسيئوا الظن بكل ماهو إسلامي وعربي ، فهو آخر الأشياء التي يفكر بها الزعماء. إن كنتم مؤمنين مارسوا عباداتكم بصمت ولا تصدقوهم . لا تبحثوا عن أصل الصّح لخطأ في الدّين ، فجميع الأديان تعبد مسمى واحد هو الله. لذلك يمكنك الابتعاد عن السياسة ، فحماس ليست مقاومة ، وليت مقومة إسلامية على أية حال: في دعائك اليومي قل: يارب خلّصنا من تجارة الأديان! قم بعبادة ربك بصمت بعيداً عن أحزاب الآلهة.

____________________________