قرداحي والقرداحيون في لبنان وسوريا

كتب : صلاح الدين محسن

4-11-2021

حكاية الاعلامي الشهير  " جورج قرداحي " الذي صار وزيراً للاعلام اللبناني

كيف رمي بتصريح ضاعف أضعافاً حالة الغرق والافلاس والخراب التي يغوص فيها شعبه ووطنه - لبنان  !

 لبنان الخربان بفعل زعماء كما لو كانوا عصابة انقضت علي  وطنهم ! وشعبهم ..! نهباً وسرقة وتخريباً ؟؟

في الحقيقة لا يوجد فقط " جورج قرداحي " واحد بس .. بل كثيرون مثله 

ليسوا من لبنان وحده . بل وسوريون كذلك ... !

الحكاية ملخصها انه : يوجد صراع وحشي بين طرفي مذهبي العقيدة الدينية الاسلامية - الشيعة ممثل في ايران , والسُنَّة - ممثل في السعودية .. 

انه صراع اسلامي اسلامي - شيعة وسُنّة ..

وجورج قرداحي , رجل مسيحي لبناني .. اختاره من اختاره في السلك السياسي .. رجل السياسة ليس رجل فكر ورأي يقول ما يشاء , والحوار مفتوح .. ! 

كلا بل رجل السياسة يتكلم بفن الممكن , ليحقق او ليحافظ علي مصالح لشعبه ولوطنه .. 

القرداحيون والقرداحيات : 

منذ حوالي 7 سنوات , قالت لي جارة مسيحية - كندية من أصل فلسطيني , ان جارتنا (م) - المسيحية الكندية السورية . هي من محبي " حسن نصر الله " - زعيم حزب الله , الشيعي الاسلامي , الموالي لايران !

اندهشت وسألتها : وما دخل الجارة المسيحية , بحسن نصر الله  المسلم الشيعي اللبناني !؟ انها فزورة .. !!

فقالت : أحل لك الفزورة .. انها سهلة .. المسيحيون بالشرق الأوسط كلهم . مع النظام القائم , أياً كان الحاكم .. ورجال الدين القسس يتبعون جهاز أمن النظام .. سواء كانوا يعظون بكنائس الداخل أو يعظون بكنائس الجاليات المهاجرة بالخارج .. 

فالقسيس بالكنيسة - في مونتريال - قال لجارتنا  (م ) . ان حسن نصر الله - رجل زين , مليح .. لكونه حليف للرئيس السوري " الأسد " ! 

فاعتبرت كلام القسيس الأمني التابع للنظام , جزءً لا يتجزأ من الموعظة الدينية .. وتردد الاشادة بحسن نصر الله - المسلم الشيعي , وهي المسيحية ... !

فعرفتُ حل الفزورة .. 

أما حل فزورة " جورج قرداحي " المسيحي , الذي انحاز سياسياً بلا لياقة وبدون لباقة , للطرف الاسلامي الشيعي - ايران - , في صراعه مع الطرف الاسلامي السُنّي ! - السعودية -  .. ففي تقديري : 

ان جورج قرداحي , والرئيس المسيحي اللبناني ميشال عوّن , المتحالف مع حسن نصر الله , يعرفون ان كل حوادث القتل السياسي للقادة وللصحافيين اللبنانيين , كرفيق الحريري وغيره .. وراءها سوريا , وبيد حليفها حزب الله - حسن نصر الله - , ومن يطلب لنفسه السلامة , من المسيحيين اللبنانيين , عليه بالتحالف مع حسن نصر الله - .. وان كان يتطلع لمنصب وزاري , فعليه أن يدخل نفسه - وهو المسيحي - في صراع بين طرفين اسلاميين - سنة وشيعة .. !  فيفوز بالمنصب الوزاري ولو علي جثة شعبه ووطنه ... ! فهكذا يفعل كل قادة لبنان , يرتفعون فوق جثث لبنان والشعب اللبناني ..

وهذا ما فعله " جورج قرداحي " ...

لا يوجد شيء اسمه عدم قبول الاستقالة !

 أكيد جورج قرداحي . هو ومن رفضوا قبول استقالته, يعرفون ان المتحضرين , والأمم المتحضرة , عندما يرتكب السياسي خطأً فادحاً , يوقع الضرر الجسيم بوطنه وشعبه , فانه فوراً  يقدم استقالته .. ولا أحد يرفض الاستقالة .. 

وليس صحيحاً ان الامر بعدما قطعت السعودية ودول الخليج علاقاتها مع لبنان وسحب سفرائها ,, لم تعد تجدي  معه الاستقالة.. ! كلا , بل عدم الاستقالة معناه التحدي والاصرار , واغلاق الباب أمام أية مساعي لاصلاح ما تم تخريبه من مصالح لبنان وشعبه مع عدة دول .. هناك فرق كبير وليس كما يزعم البعض .. 

ايران تسعي تحت شعار اسلامي وجمهورية اسلامية لاحياء الامبراطورية الفارسية القديمة بالسيطرة علي دول المنطقة , ويهمها بشكل خاص السيطرة علي موطن المقدسات الاسلامية بمكة والمدينة , والتي اسمها الآن : السعودية .. 

أو تريد ايران احياء عصر الامبراطورية الاسلامية الشيعة التي قامت من قبل وامتدت من المغرب حتي مصر والشام ..

المهم ان ايران لها حلم امبراطوري فارسي اسلامي شيعي

والطريق لتحقيق الامبراطورية هو اختراق والسيطرة علي المقدسات الاسلامية في البلاد التي اسمها الآن السعودية .. وهو نظام سُني يخالفه ويعاديه النظام والمذهب الشيعي الايراني

ومن قبل مشكلة اليمن , كانت ايران ترسل حجاجاً للحج بالسعودية , خصيصاً لاحداث الشغب والتظاهر ضد النظام واستفزازه واحراجه .. لكون ايران تنازع السعودية زعامة العالم الاسلامي وتشييعه كله .. انه تحرش مذهبي ..

وطرق اختراق السعودية وتطويقها أقصرها اليمن - وممكن العراق فيما بعد - .. وأبعدها لبنان وسوريا .. وايران تسلك كل تلك الطرق .. 

وطموحات ايران الجمهورية الاسلامية الشيعية - الامبراطورية - تُدفع أثمانها من دماء شعوب : اليمن ولبنان وسوريا والعراق , ويدفع ثمنه من ماله ومن اقتصاده ومن ثرواته ومن قوته : شعب ايران .. !

منذ سنوات قليلة .. كانتا كل من السعودية وايران يشكلان خطراً علي سلام العالم والمنطقة .. فالسعودية تمول الارهاب في كل العالم بالاضافة لدول خليجية - وايران تنفق ثروات شعبها وقوته علي التوسع المذهبي الشيعي بدول المنطقة وعلي السعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل .. 

أما الآن .. فلعله من الواضح أن السعودية صارت تركز اهتمامها علي التنمية . وبناء دولة حديثة وشعب حديث . وتعد نفسها لما بعد نفاذ النفط , باقتصاد متنوع المصادر .. ومجتمع عصري ..

بعكس عمائم ملالي ايران .. 

أي ان الاسلاميين الفُرس , كما الاسلاميين الأزهريين , والاسلاميين العثمانليين الأتراك , يريدون منافسة , والمزايدة علي اسلام الدولة والشعب - السعوديين - الذين اخترع أجدادهم الاسلام - عرب مكة والمدينة - ونشروه منذ 1400 عام  في دول المنطقة, بالسيف وبالجزية , وبضرب الصُرَم اللبنانية , وبضرب الكنادر العراقية , وبضرب البراطيش المصرية ! فوق رؤوس تلك الشعوب الخانعة . النائمة في حظيرة الاسلام والعروبة معاً - من العراق حتي المغرب , من الخليج للمحيط - . أو الشعوب النائمة في حظيرة الاسلام وحده - كايران وتركيا , وغيرها - .

________________________