بل انهم يسلمون مفاتيح الحضارة 1-2
كتب : صلاح الدين محسن
17-10-2021
يؤسفني من يستهينون بقولنا ان الغرب يسلم مفاتيح الحضارة . وهم يعيشون بالشرق الأتعس , وربما يزورون الغرب زيارات سريعة وعابرة ولا دراية لهم بما يدور بأمعاء الغرب
أود القول ان الغرب , منذ قبل الميلاد - قد احتل دول الشرق ذوات الحضارات التي لا تزال معجزاتها للآن محط أنظارهم وجاذبة لاهتمامهم , وسيّاحهم واستكشافتهم وتنقيباتهم الآثارية - في العراق ومصر وفارس وسوريا والصين والهند واليمن .. وغيرها / فالاستعمار الغربي الاغريقي , لمئات السنين احتل فيها دول الشرق ذوات الحضارات , نهل منها ما نهل , بل قبل ذلك كان يصل لمصر من الاغريق علماء يدرسوا ويتعلموا فيها . , ثم حل الاستعمار الروماني مكوناً امبراطورية , محل الامبراطورية الاغريقية ولحوالي 600 سنة ! .. فماذا حل بعد هيمنة الغرب علي العالم , بعد الامبراطورية والحضارتين الاغريقية والرومانية لقرابة ألف عام متواصل ؟
الجواب :
قام بدو صحراء مكة والمدينة , بالانقضاض علي الامبراطورية الرومانية واسقاطها والحلول محلها .. !!
الاستعمار الغربي نقل الكثير من حضارات الشرق لبلاده .. والفرق بينه وبين الاستعمار العربي الاسلامي . ان كل ما يتباهي به العرب المسلمون بانه حضارة عربية اسلامية , كمباني تراث انساني .. مسجد تاج محل في الهند - مثلاً - والأندلس, وغيرها - لم يتم بناء مثلها في مكة والمدينة - عاصمتي العرب والاسلام ! - أي أن الاستعمار الصحراوي العربسلامي , كان استعمار نهب وسلب وقتل وحرب وأسر نساء للنكاح والاتجار فيهن . أكثر منه اهتماماً بتشييد أو نقل للحضارات بعكس ما فعله الغرب
وهل أبيحت نساءِ الرومِ عن عرض ** إلا بأحكام النبواتِ
أبو العلاء المعري
1 - لا تستهينوا باالانسحاب الأمريكي الفوضوي المخزي من أفغانستان ,وترك السلطة لارهابي طالبان , الذين اغتنموا الكثير من أحدث الأسلحة الأمريكية / ومهزلة اعلان دول الغرب ككل عن أمل (!) في أن تغير طالبان سياسيتها (!)
!!
انه سيناريو مصغّر للكيفية التي بها سيقوم الغرب بتسليم مفاتيح الحضارة
2 - ان حالة الرعب التي اجتاحت أعظم دول الغرب بالذات أمام فيروس كورونا , لوقت ليس بالقليل .. وفي القرن الواحد والعشرين الميلادي , بينما سفنهم تجوب الفضاء الخارجي . وصواريخهم العابرة للقارات وطائراتهم الشبحية تملأ المخازن , وتتكدس فوق حاملات طائرات تتوزع علي البحار والمحيطات . لا تعادلها سوي حالة مصرع الامبراطورية الرومانية أمام البدو الحفاة الجياع الذين جاءوا من صحراء العرب في القرن السابع الميلادي
3 - عندما تقبل دول الاتحاد الأوروبي ومعهم أمريكا التفاوض مع دولة تحكمها عمائم , رجال دين يحكمون بشريعة مخالفة لمواثيق حقوق الانسان الصادرة عن الأمم المتحدة - ويطول التفاوض ويطول , حول امكانية امتلاك دولة ونظام من ذاك النوع وبتلك الكيفية , لمفاعل نووي يشكون في نوايا دولة العمائم في استخدامه للاغراض السلمية وحدها .. ... بدلاً من اجبار تلك الدولة ومن يشبهونها من الدول ذوات القوانين والتشريعات الدينية - أو العسكرية - . بالالتزام بالمواثيق الدولية العصرية .. ! فهذا دليل علي ان دول الغرب يسلِموّن مفاتيح الحضارة الحديثة
4 - لا تستهينوا بعكوف شعوب الغرب المتحضر عن الانجاب .. واعتمادهم علي المهاجرين من دول العالم الثالث - منهم من يحملون كافة أمراض التخلف , ومنحهم الجنسية , ووصولهم وتوليهم أرفع المناصب .؟؟ كيف لا يكون ذلك مؤشراً علي مضي الغرب نحو تسليم مقاتيح الحضارة !؟
5 - لا تستهينوا بالتقرير الذي يقول ان الجنس الأبيض - الذي أقام الحضارة الحديثة في الغرب - في طريقه للانقراض .. تلك حقيقة سببها العكوف عن الانجاب , في مقابل كثرة الانجاب عند المهاجرين القادمين من دول العام الثالث - أغلبهم يحملون أمراض التخلف . وبذور الرِدّة الحضارية .. ( ما نقوله ليس عنصرية بل تطبيقاً لمبدأ التنوع الذي يتبناه الغرب , فالجنس الأبيض هو نوع من أنواع البشر , واستمرار وجوده وعدم انقراضه , بجانب السوّد , والسُمر والحِنطي - القمحي - , والصُفر .. هو ضروري لاكمال التنوع ).
6 - لا تستهينوا بقيام الغرب بمساعدة عمائم ايران ( الخوميني ) علي الوصول لللسلطة ! وَهم مشروع امبراطوري لخلافة عباسية اسلامية / شيعية /- أو ربما لعمائم ايران حلم باعادة اقامة دولة أُموية جديدة بالأندلس ( اسبانيا ) - اسلامية شيعية فارسية - .
7 - مجرد فوز شخص مثل ترامب ’ برئاسة أمريكا , وأيضاً قيامه بعملية بلطجة اعتراضاً علي نتائج انتخابات الرئاسة لصالح غريمه بايدن , بهجوم أنصار ترامب - المسلحين - علي الكونجرس .. هذه محاولة انقلاب علي الديموقراطية لم يسبق لها ميل بالغرب كله .. ومؤشر علي ان الغرب قد شرع في تسليم مفاتيح الحضارة . بل هدم الحضارة .
8 - الجدل الواسع في أمريكا بين المعارضين لحق المرأة في الاجهاض , وتحريم وتجريم الاجهاض أياً كان عمر الجنين ! .. مع المطالبة بفرض عقوبات حتي علي سائق التاكسي الذي أوصل الأم للطبيب الذي يقوم بعملية الاجهاض , ورصد مكافأة للجار الذي يبلغ عن جارته اذا قامت بعملية اجهاض , لمعاقبتها علي عدم امتثالها لأمومة اجبارية ... ... لعل في ذلك ارهاصات رِدّة حضارية ( يقف وراءها فكر غيبي ميتافيزيقي متشنج ).. ودرجة من درجات تسليم مفاتيح الحضارة لاعداء الحضارة , من أهل المعتقدات ..( أنا مع التحديد أو التشجيع علي النسل في كل دولة عند اللزوم وحسب ظروف كل دولة , ولكنني ضد فرض الأمومة فرضاً علي المرأة . فهذا ليس في صالح الطفولة - الأمومة الاجبارية - , بل تشجيعها اذا اقتضي الأمر ..مع التفرقة بين جنين في الأسابيع الأولي , وجنين كامل النمو ) .
9 - الذين صنعوا الطائرات الأسرع من الصوت, والصواريخ العابرة للقارات, ومحطات في الفضاء الخارجي .. لا يتسابقون ولا يتنافسون لأجل الحفاظ علي الكرة الأرضية من الغرق أو انقاذها من الاحتراق بحرائق الغابات التي تنطلق من وقوت لآخر بغابات العالم . من أقصي الغرب لأقصي الشرق ! بل يتنافسون بقوة حول بيع وتجارة أسلحة الدمار الشامل. ويصل صراعهم لدرجة استدعاء السفراء . كما حدث في أزمة صفقة بيع غواصات نووية فرنسية لاستراليا , اقتنصتها منها أمريكا ..وساندتهما بريطانيا , فنشبت معركة دبلوماسية وسياسية , واستدعت فرنسا سفرائها لدي تلك الدول ..! أوليس هذا مؤشر يدل علي انهم يسلمون مفاتيح الحضارة !؟ - التجارة والربح عندهم , والسلاح وسباق تطوير السلاح , أهم من أمن الكوكب الذي يعيشون فوقه .. ! .
10 - كافة دول الغرب بدون استثناء , تجري فيها عمليات ارهابية : دهس , وطعن , تفجير .. ومنذ عشرات السنين - يقوم به ارهابيون يتخرجون من دين واحد بعينه - , دون أن تقدم حكومة واحدة - باجراء يضع حداً للارهاب الذي يزعزع حياة شعوبهم . حرصاً من الزعماء علي أصوات الجاليات التي يخرج منها الارهابيون , ليفوز الزعماء في الانتخابات .. أهم من أمن وأمان شعوبهم .. !! أوليس في هذا دليل علي ان رؤساء دول الغرب , في طريقهم لتسليم مفاتيح الحضارة ؟
11 - بل ان زعماء الغرب يهددون كوكب الأرض بالفناء , لأن مستواهم في ادارة بلادهم وفي اداراتهم للسياسية الدولية لا يرتفع عن مستوي زعماء العالم الثالث - أصحاب الجلالة والفخامة والسمو .. ! - زعماء الغرب عاجزون عن ايجاد صيغة راقية تناسب مستوي علم وعلماء بلادهم . لتحويل الصراع بينهم وبين حيتان الشرق - روسيا والصين - الي منافسة شريفة سلمية . وتعاون خلّاق لأجل راحة ورفاهية وكفاية وعدل لكل شعوب دول العالم .. بل زعماء الغرب أجمعين .. في سباق أحمق ومحموم علي صناعة وتطوير أسلحة الدمار الشامل . ويصدروه لأنظمة - ومنظمات - فاقدة للأهلية السياسية الدولية ..
12 - استعانة أمريكا - أقوي واغني دولة بالعالم - بدويلولة صغيورة " قطر " لتكون واسطة بينها وبين منظمة طالبان الارهابية . للتفاوض علي الانسحاب من أفغانستان , وترك الشعب الأفغاني يتخبط بين مخالب وأسنان طالبان .. ثم استعانة أمريكا بدويلولة صغيورة " قطر " مرة أخري لتكون واسطة بينها وبين طالبان . لمفاوضات ما بعد الانسحاب , واستيلاء طالبان علي السلطة ..أوليس هذا دليل علي ان الغرب في طريقه لتسليم مفاتيح الحضارة !؟
13 - أوليس في عجز أمريكا عن تحويل أفغانستان - بعد احتلالها لمدة عشرين سنة - الي يابان جديدة أو المانيا جديدة , أو تايوان , أو كوريا الجنوبية - أو حتي جعلها شبهاً لتلك الدول .. أوليس في ذلك دليل علي أن دول الغرب - أكبرها - تُسلِّم مفاتيح الحضارة ..
14- حكومة ستيفن هاربر - الكندية - السابقة للحكومة الحالية " ترودو " كانت قد سحبت الجنسية و جواز السفر الكنديين من شيخ لبناني الأصل . وطردته , لخطورته علي الأمن .. وعندما جرت انتخابات فيدرالية مبكرة , خشيت تلك الحكومة , من خسارة أصوات الجالية التي يتبعها الشيخ الارهابي الذي وجوده يهدد الأمن , فتراجعت الحكومة عن قرارها . وأوعزت لسفارتها في بيروت بأن تدعو ذاك الشيخ ,لاستلام جواز سفره الكندي , ومرحباً به في كندا ثانية !! والصلح خير ! ولو انه شر علي أمن كندا ..! فعاد الشيخ الارهابي و لكن الخيبة ان : "هاربر " وحكومته - حزب المحافظين - خسروا الانتخابات !بعدما نصروا الشيخ الارهابي عليهم !.. أوليس هكذا يُسلم رؤساء الغرب بلادهم وحضارتهم للارهابيين الاسلاميين ) .
15 - ( حكومة الليبرال - الحالية , كانت قد اعتمدت - في الانتخابات قبل الأخيرة - رجلاً علي صلة بالارهاب ليكون مرشحاً عنها في احدي دوائر مونتريال ! - الرجل كوكتيل غريب من : المحامي والمهندس وخطيب مسجد بلحية - ولولا تدخل بعض الجهات واعتراضها علي ترشيحه لضلوعه في علاقات مع تنظيمات ارهابية , لما استبعده الحزب . وحاول ذاك الرجل رفع قضية للمطالبه بتعويض! )
عندما تكون أغلب المنظمات الارهابية الاسلامية ملاذها من سلطات بلادها وحضنها الآمن هو دول الغرب بمجملها .. اوليس في هذا تسليم لمفاتيح الحضارة !؟ ولمن سيكون التسليم ؟ لعله واضح لمن سوف يكون ..
16 - عندما احتلت امريكا العراق 2003 وسارعت عدة دول للاجتماع - حسني مبارك والسعودية والأردن وغيرها .. خشية زرع الديموقراطية بالعراق وتهديد عروشهم . كان باستطاعة أمريكا تهديد تلك الدول لارجاعهم .. ولكن لم تفعل , فجهزوا من قاموا بعمليات تفجير في شعب العراق أكثر مما فجروا في القوات الأمريكية !
وبعد ذلك باعتراف رئيس أمريكي - ترامب - .. صرح بأن أمريكا - أوباما وهيلاري - هما من صنع داعش . وجري من داعش هلاك لشعوب , وجرائم تعود للعصور الوسطي , وتدمير آثار تاريخية . ولا يزال لجمرات و ويلات داعش , بقايا حتي الآن !
17 - أمريكا هي التي حمت إردوغان , العثمانلي الجديد - بواسطة قاعدتها العسكرية بتركيا - , من انقلاب عسكري كان سيطيح به . وأنقذته , وهو أذي مئات الآلاف من الأتراك بسؤ العذاب والتشريد من وظائفهم .. وكل الدول والشعوب التي تضررت من إردوغان بعد ذلك , تعتبر أمريكا التي أنقذته هي السبب .. وإردوغان - الاسلامي الداعشي - كان شريكاً هاماً لأمريكا في صناعة داعش ..جعل من تركيا معبراً وممراً لداعش .مصانع وعلماء الغرب يستنبطون أرقي وأدق الصناعات والزراعات والعلاجات , لكن السياسيين يستنبطون الأسوأ من الخطط والسياسات التي تضر بسلام وأمن شعوبهم وسلام وأمن العالم ..
18 - كيف لدول أوروبا وأمريكا وكندا واسترايا , التي تعاني من مناكفات ومشاكل داء الحجاب والنقاب .. ولا تقدر علي الاجتماع وطرح تقارير الباحثين التي تؤكد أن الحجاب والنقاب هما رايتان لأيدولوجيا منظمات ارهابية , تخطط للاستيلاء علي العالم وفرض الديانة الاسلامية عليه مثلما فُرضت علي العديد من الشعوب بقوة بالسيف , في العصور الوسطي ؟
وكيف لتلك الدول عدم اتخاذ قرار موحد بمنع الحجاب والنقاب نهائياً , ولا يسمح لإمرأة بلبس الحجاب أو النقاب سوي بداخل بيتها فقط . وإلا تقع تحت طائلة القانون هي ومن تعيش معه من الرجال ويضغط عليها لارتداء الحجاب .. . ؟ هل يوجد سبب لعدم اتخاذ ذاك القرار , سوي حرص كل سياسي من تلك الدول الغربية علي الأصوات الانتخابية للجالية المعتنقة للعقيدة أم الحجاب والنقاب والارهاب .. ؟؟
أوليس هذا من شواهد دالة علي مضيّ دول الغرب في طريقها لتسليم مفاتيح الحضارة ؟
------------------------------
تعليقات
إرسال تعليق