استغلال الانسان للحيوان

إعداد : صلاح الدين محسن
23-11-2021
أي كائن , هو بالصدفة كان كما هو .. انسان , أو حشرة , او طائر - بلبل أو غراب - , أو طائر جارح - , أو حيوان أليف , أو حيوان مفترس , أو فيروس , أو ميكروب .. الخ .
كل هذا وذاك , حدث لكل كائن بمحض بالصدفة .. 
وكان يمكن بالصدفة أيضاً أن تكون مثل هذا الكائن الحي الذي تراه يتعرض لاسعباد واستغلال الانسان , في الفيديو التالي :
لا يوجد شيء اسمه خَلق كائن لتخدمه باقي الكائنات .. هذا كلام اعتباطي قالته كتب كدسوها بعدما قدسوها ..
فالنحلة لم تكد وتكدح لعمل العسل لأجل الانسان .. بل تخزِّنه لتعيش منه في موسم ندرة الزهور بفعل الخريف والشتاء .. فيأتي الكائن المسمي انسان , ويسطو علي معاش النحل , يغتصبه لنفسه , ويقول ان الرب الموجود في سماء , قد خلق النحل لخدمتنا ! ... ويدبج كلاماً كاذباً ينسبه لذاك الرب السماوي المزعوم .. ! ( سورة النحل 68 , 69 :  وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ) . هل هذا صحيح !؟ كلا .. لو كان صحيحاً , لكلما ذهب الانسان لجني العسل , استقبله النحل بالرقص والفرح والترحاب .. ولكن النحل يهاجم الانسان اذا اقترب من مملكته وينهال عليه لسعاً .. دفاعاً طعامه , عن قوته - العسل - ..
والعنزة والبقرة , والناقة , لبنها لطفلها , كما لبن الأم الآدمية لطفلها .. ولكن الانسان يستغل الحيوان ويستدر لبنه - حق الحيوان الطفل - ويفلسف ذلك ويبرره بالقول : ان رب السماء , قد خلق الحيوانات لخدمتنا .. لنأخذ ألبانها .. !
ولا يكتفي الانسان بنهب لبن الحيوان - بل يذبحه ويأكل لحمه - من البر ومن البحر ومن الجو .. ! - , ولا يكتفي بقطع حياة الخضروات والفاكهة وانتزاعها وأكلها ..
العلماء اختصروا الكلام بالقول : " الطبيعة تعيش علي بعضها "
يعني الأرنب يفترس العشب ويأكله .. والثعلب يفترس الأرنب .. والانسان يفترس الجميع .. العشب والأرنب وجلد الثعلب وجلد النمر .. والطائر - فوق الأرض أو في الهواء -  والأسماك في الماء .. يفترس ويفتك بالجميع

بالانترنت - اليوتيوب وغيره .. تسجيلات كثيرة جداً عن عالم الحيوانات بالغابات وبالجبال وبالبحار .. كائنات تطارد أخري لتصرعها وتمزق لحومها وتنهشها .. شراسة , وحشية مفزعة .. نجد غزالاً أو وعلاً , أو زرافة , أو حصاناً أو قرداً أو جاموساً أو خنزيراً برياً يجري , ويجري وراءه نمر أو أسد أو مجموعة ضباع لأجل افتتراسه .. يستمر في الجري حتي يجد أمامه نهراً أو البحر فيقفز في الماء ليجد تمساحاً ضخماً في انتظاره وقد فتح مناشير فمه بأسنانه , يقبض عليه ويشده ويغوص به تحت الماء ليخنقه غرقاً ثم يفترسه .. !

نسناس صغير الحجم , يراقبه أحد النِسور من الجو , ثم ينقض عليه , ينشب مخالبه في جسده ويحمله ويطير الي وكره ليأكله هو وأفراخه النسور !
نسناس .. يهرب من نمر يطارده , بالفقز فوق شجرة - النمر يجيد تسلق الأشجار , وكذلك يجيد العوم في الماء - فيقفز وراء النساس . صاعداً فوق أفرع الشجرة .. يلجأ النسناس لأرفع  وأضعف فرع بالشجرة . فرع لا يحتمل جسد النمر الثقيل .. ولا يمكن للنمر المغامرة بمحاولة المشي فوق ذاك الفرع , لكنه يفكر ويفكر في حيلة . فيقوم النسناس بمحاولة عن بعد , لهز الفرع الذي يقف فوقه النمر بأمل اسقاطه للأرض . صراع الوحوش والتوحش ..

فهد كبير يصاد غزالاً صغيراً , ويمضي في نهش لحمه , يأتي ضبع لمشاركته .. فيخيفه مهدداً , يبتعد الضبع , لكن لحظات و يهرع عدد من الضباع لا يقدر عليهم الفهد , يعرف انهم قد يصرعوه ويفتكوا به , فينجو بنفسه بالقفز مسرعاً لأعلي شجرة بجانبه , تاركاً لهم الفريسة التي تعب حتي قتلها ومزقها .. !

خنزير بري صغير حفر حفرة في عمق الأرض ليختبيء فيها فتعقبه أحد الضواري , وغاص خلفه بمعظم جسده في الحفرة . وقبض عليه بانيابه . وخرج به , ثم ظل يخنقه . حتي تتوقف مقاومته ثم يلتهمه . والخنزير تتحرك سيقانه محاولاً الخلاص . ولكن هيهات ..
تلك الوحشيات .. منشور منها الكثير بالانترنت . وملايين من الآدميين يتسلّوّن بمشاهدتها , والمؤمنون من تلك الملايين يشاهدوا تلك الوحشية ويسبحوا الله , ويمتدحون قدرته , ويمجدون حكمته .. ! 
فهل الله موجودٌ حقاً ويشاركهم مشاهداتهم لتلك الوحشية ويستمتع بالصراخ وبسفك الدماء ويشاهد ما صنعته رحمته ولطفه وكرمه . ويستمتع بحكمته في خلق حياة وكائنات بذاك الحال الوحشي .. ؟!

مشهدان مروعان : .. نمر ضخم يجري وراء حصان .. الحصان قفز في ماء بحيرة أو نهر , خاض النمر وراءه وانشب أنيابه في وجهه .. دار بينهما صراع , الحصان كان قوياً انقلب في الماء وتحته النمر الذي كاد أن يختنق تحت الماء , ففك النمر أنيابه من وجه الحصان , الذي خرج من الماء جرياً بينما النمر يحاول التقاط انفاسه .. الحصان يجري علي الأرض . ولكن نافورتين من الدم تنضحان من بين انفيه وفمه , من فعل انياب النمر التي انغرست فيهما .. لم يكتمل التسجيل لأعرف المصير النهائي للحصان ..هل لحق به النمر ؟ ولكن نزيف الدّمّ الكثيف - كما شاهدته - أظنه وحده كفيل بانهاء حياة الحصان ..
ويوجد اله رحيم لطيف , يجلس بالسماء وهو يستمتع بالمشاهدة والتسلي .. !

حيوان النمس , وجد قنفذاً أراد اصطياده , ولحم القنفذ قليل وحوله شوك كثير .. ولكن النمس دخل في رهان شرير. علي اختراق أشواك القنفذ التي يختبيء فيها لتحميه من مثل ذاك الحيوان المفترس .. الا ان النمس , جاهد وأصرّ علي اصطياده , وبعد محاورة ومقاومة , ومداورة وعناد , استطاع النمس الامساك برأس القنفذ وأراق دمه .. ولا أظنه قد أكل منه شيء , فهو قليل اللحم , المحاط  بالأشواك .. ولكنه العناد وطبيعة سفك الدماء ... 
وللكون إله رحيم , يجلس في السماء ويستمتع بالفرجة .. !

مجموعة أُسوّد  اصطادوا جاموساً , وراحوا ينهشون اللحم  ..
جاء خمسة من الرجال - من سكان الغابات - وفي يد كل منهم رمح طويل .. راحوا يقتربوا من الأسوّد ببطء , وهم يشهرون الرماح .. خاف الأسود وفروا , وتركوا الفريسة . تقدم أحد الرجال , وحمل جزءً ثميناً كبيراً من الفريسة , وباقي مجموعته يشهرون الرماح .. بينما مجموعة الأسود يقفون علي بعد , وشرر الجوع والحقد والخوف من الرماح القاتلة , قلّة الحيلة , يتطاير من أعينهم ..

حيوان فرس النهر - وحيد القرن - يقف في بداية الماء بالنهر .. جاءت مجموعة كبيرة من الرجال وبأياديهم رماح قوية طويلة .. أحدهم رشقه برمح في جسده .. حاول بقوته التخلص من الرمح , فعاجله آخر برمحٍٍٍٍٍٍ ثانٍ , الحيوان قوي جداً .. فسارع رجل ثالث برشقه برمح ثالث , ورابع وخامس ,  .. حتي ملأوا جسده بالرماح حتي انهار وخارت قواه .. !!

مجموعة أسود التفّوا حول زرافة .. الظرافة تحفة في الجمال والروعة .. لو كان هناك إله جميل ومحب للجمال , لما سمح لوحش أن يقهرها ويفترسها .. بل يستمتع الإله بمشاهدة روعة جمالها وهي تقف , وهي تسير , وهي تتطلع حولها . وهي تجري .. وهي تتناول طعامها , وهي برفقة صغارها كأم ..
... كان كل أسد من الأسود , حذِرٌ , يخشي ركلة شديدة تأتيه مسددةً من ساق الظرافة .. 
راحت تقاومهم وتقاوم , وفي النهاية قهروا الجمال الرائع . وأوقعوا شموخها المثير للعظمة , ثم انهالوا علي جسدها نهشا وتمزيقاً
ويوجد إله جميل , ومحب للجمال . يجلس في عليائه . يجمع حوله حاشيته من الملائكة الأطهار ... يتفرجون علي وحشية قتل الجمال وسفك دمائه .. !

فيل ضخم .. مجموعة من الأسود أحاطوا به , و فعلوا نفس الشيء , كما حدث للظرافة - كما ذكرنا - !! كان سقوط الفيل أمامي كما سقوط برج ضخم من ناطحات السحاب بفعل صاروخ من طائرة أو شحنة كبيرة من المتفجرات . فانهار البرج .. ! هكذا كان انهيار الفيل أمامي .. شيء محزن ومؤسف ومؤلم للغاية ...
بينما يوجد إله لطيف رحيم ودود ..  يجلس في السماء ويعلَم حتي بدبة النملة .. ولكن رحمته ولطفه لا يتحركان .. بل يتفرجان !

ظرافة - تحفة رائعة الجمال - ومعها صغيرها بجانبها .. شيء بالغ الروعة والجمال ..
فجأة جاء نمر يركض نحوها . راحت تركض وطفلها يركض للحاق بأمه , لكن النمر لم يستطع اللحاق بها , الظرافة سريعة العدو , واسعة الخطو . فأمسك النمر بطفلها ..  وراح يساومها بالنظر اليها , كانه يدعوها للقدوّم لتخليص طفلها . ليمسك بها .
وقفت الظراقة وقلبها كأم يدق خوفاً علي كفلها . ركض النمر للحاق بها , ركض طفل الظرافة ببراءة للحاق بأمه .. لم يستطع النمر الوصول اليها . فامسك بطفلها مرة أخري .. وهي تقف بعيداً , وهو يتنظر أن تاتيه لتخليص ابنها .. 
كرر النمر محاولته 4 مرات , ثم يأس , وهو يمسك بطفل الظرافة والام تقف بعيداً تراقب . فاطبق النمر بانيابه علي رقبة طفل الظرافة , طبقة واحدة كانت كفيلة بانهاء حياته .. الكاميرا التقطت ارتعاد جانب كامل من جسم الأم - الظرافة - وهي ترقب نهاية حياة وليدها بين أنياب النمر .. لن انسي كيف ارتعش وارتعد نصف جسدها باكمله و فزعاً علي قتل طفلها امام عينيها وهي لا تقدر علي انقاذه ..
لكن توجد سماء .. وفيها إله . رحيم , لطيف , عليم , وسميع بصير , و ودود ... يراقب من عليائه ويستمتع بالمشاهدة مثلما يستمتع مئات الملايين من خنازير الآدميين - والجاموس البشري - بالتسلي بمشاهدة تلك الوحشية , ويسبحون بقدرة إله السماء ويشيدون بحكمته وعظمة لطفه ورحمته ..
اكتفيت بما شاهدته ونقلته هنا .. ( ليزداد المؤمنون ايماناً علي ايمانهم .. ! ) ولم تعد لي القدرة أو الرغبة في مشاهدة المزيد مما هو مطروح بالانترنت .. من صنوف الوحشية .. ( سواء بين الحيوانات والطيور والحشرات , وبين بعضها .. أو وحشية البشر ضد بعضهم البعض .. )

أؤمن بأن الحياة من الممكن أن تكون أفضل .. والعلاقة بين الكائنات وبعضها , وبين كل كائن و باقي جنسه .. ستكون خالية من الوحشية .. ليس بأحلام الشعراء .. بل بالعلم .. فلعلي أتمكن من شرح ذلك في كتاب . أرجو ان أتمكن من اكماله قبل نهاية العمر .
____________________________

تعليقات