أكذوبة الاستمتاع بالتقاعد في زمن الكورونا
25-10-2021
كنت أضحك ساخراً ممن يقولون لمن هو مقبل علي التقاعد / عليك أن تستمتع بالتقاعد - بالمعاش - حسبما يسميه المصريون ..
وكنت أقول : بل هي سنوات مرض وعلاج .. أكثر منها استمتاع بالراحة بعد بلوغ سن الشيخوخة ..
أسير الآن في عامي الرابع والسبعين .. قطعت منه 3 شهور .
ضقت من عدد الأدوية التي أتعاطاها
وأكاد أكون يومياً في الصيدلية - لحسن الحظ انها قريبة من منزلي - إما لتجديد دواء نفذ , أو لاستلام دواء جديد أبلَغَهُم به الطبيب بالفاكس . فيبلغوني تليفونيا أو يتركوا لي رسالة بالموبايل
صرت أرتبك أمام كثرة أنواع الأدوية واختلاف مواعيد وكميات تعاطيها - لكثرتها ..
مطلوب مني قياس ضغط الدم 4 مرات في اليوم - مرتين صبحاً , وكذلك مساءً , وابلاغ الطبيب بالنتيجة بعد كل حوالي 15 يوم ..
مواعيد زيارات الأطباء - من تخصصات مختلفة - , ومواعيد اجراء تحاليل أو أشعات .. قد كثرت .. وأذاكرها من وقت لآخر لكي لا يفوتني ميعاد ..
لم تصبني الكورونا , للآن .. ليس فقط لأنني حصلت علي تطعيم نوع جيد , مرتين .. بل ربما لأنني آمنت بالرب كوفيد 19 .. بعدما وجدت عجز كل الآلهة , و خيبة الأمل في كل الأنبياء , الذين لم تظهر لهم كرامات ولا بركات تُوقِف كورونا , رغم مضي ما يقرب من عامين من الموت والفزع وتوقف الأشغال والخراب في كل العالم ! . وكل مساجد ومعابد كل الديانات تقيدت بالحظر خوفاً من انتشار العدوي . ولم يفكر رجالات الديانات في التوكل علي إله أو نبي , لعدم ثقتهم في جودة أو صلاحية البضائع الدينية التي يبيعونها للناس ! . خافوا علي أنفسهم من هول كورونا المميتة ( آخر تقارير منظمة الصحة العالمية 50 ألف وفاة اسبوعياً حول العالم , مع اقتراب السنوية الثانية لانتشار كورونا - سي ان ان - عربي )
أحد المؤمنين من المتابعين لكتاباتي , أرسل ينصحني بأن أعود لحظيرة الايمان , بعدما تقدمت في السن , وأتوب عما تسببت فيه من تضليل ناس كتيرين .. ( ما يعتبره هو تضليل لناس كتيرين , يعتبره آخرون تنوير لناس كتيرين ) !
وأُبشِّر الاخ المؤمن , بان نهايتي قد اقتربت , حيث زادت عليّ الأمراض ,
ويمكنه من الآن تجهيز الحِنّاء - الحِنّة - , ليحنّي بها مؤ .. .. , فور اعلان خبر وفاتي
وأنا اذا وجدت الله , وسالني لماذا لم تؤمن ؟
سأقول له , لرغبتي في التنازل عن مساحتي في الجنة للمؤمن - الذي شتمني - صاحب الايميل الذي ذكرته في مقال سابق " الي قاريء مؤمن شَتّام " - حيث لا أعرف اسمه - وبالطبع الله عليم بأسماء كل أصحاب الايميلات , وعليم خبير بايميلات كل الناس ولاسيما ايميلات المؤمنين به ..
ايماني بالرب كوفيد 19 ( له المجد , وسبحانه وتعالي , وجل وعلا ) - بعد ثبوت خيبة وعجز كل الآلة الأخري وهزيمتهم أمامه .. لا يكلفني شيء ولا يفرض عليّ فرائض . وأنا لا أطلب منه سوي حمايتي من الكورونا فقط . وحتي الآن هو يلبي دعائي اليه بأن يعصمني من الاصابة بأي فيروس من أتباعه .. ويبدو ان" كوفيد " إله قريب مجيب للدعاء , بالفعل وليس بالكلام وبس . كما آلهة آخرين !...
وأستبعد أن يكون كوفيد 19 , هو أيضاً " خير الماكرين " ! فيمكُر معي ويغدر بي .. !
وعلي كوفيد 19 , و متحوراته الكريمة .. كل توكلي و اعتمادي -
!! ...
وحتي تَرجع نفسي , الي أُمِّنا الطبيعة , راضية مرضية .
مع التحية والتقدير للسادة المؤمنين ...
____________________________
تعليقات
إرسال تعليق