الاسلام هو الخل, و "محمد بن سلمان " هو الحل

  كتب : صلاح الدين محسن 
19-10-2021

رغم كل التحفظات علي سياسة محمد بن سلمان في التعامل مع المعارضة , فهو يسير ببلاده نحو الخروج من ورطة الاسلام - نحو الحل .. 
فبعد 5 سنوات - أو بالكثير  10سنوات , سنجد السعودية شيئاً آخر  من التقدم و المعاصرة , بخلاف ما نعرفه اليوم وما عرفناه من قبل
الفرق بين محمد بن سلمان , وبين الرئيس عبد الفتاح السيسي , ان بن سلمان , جدد  في الخطاب الديني والدنيوي معاً .. وماضي في المزيد من التجديد
أما الرئيس السيسي , فهو جدد في خطابه هو , وليس في الخطاب الديني ..
فمن يستمع للمقاطع الهامة من الأحاديث الأخيرة للرئيس السيسي , سيفاجأ بانه صار كما لو  واحد من رواد التنوير كالامام محمد عبده أو جمال الدين الأفغاني .. 
صار السيسي يقول كلاماً وتعابيراً راقية , أكبر من المعتاد من جنرالات الجيش الرؤساء السابقين . من عبد الناصر وقبله محمد نجيب , ومروراً بالسادات وحتي حسني مبارك ..
لقد تكلم السيسي كثيراً عن تجديد الخطاب الديني في مصر , ولكن التجديد الفعلي يحدث في السعودية . و المجددون في مصر يتعرضون للمحاكمة ويدخلون السجون , بوساوس العمائم  !. 
آخر من يواجهون خطر دخول السجن , بسبب المضي في تجديد الخطاب الديني , هو المستشار أحمد عبده ماهر . وها هو يصرخ مستنجداً بالرئيس السيسي , ويقول له انه من المحاربين القدماء بالجيش المصري , وخاض عدة حروب دفاعاً عن الوطن . ويعمل بدعوة الرئيس - المزعومة - لتجديد الخطاب الديني .. وهاهو بين قابي قوس أو أدني  من دخول السجن .. !
https://www.youtube.com/watch?v=CwRQYnQMM-4
الأمير محمد بن سلمان , لا يتكلم عن التجديد بل يفعل .. ينفِذ
أو بمعني آخر : أفعال وتحديثات محمد بن سلمان , هي التي تتكلم .. 
لا أظن ان في مصر أو غيرها من هم أكثر اسلاماً من السعوديين .. فالاسلام اسلامهم وأجدادهم هم الذين اخترعوه . أدخلوه للدول الموطوءة ومنها مصر .. والسعوديون هم الذين يطوروا دين أجدادهم .. و علي الشعوب الموطوءة الذين انصاع أجادهم للوطء , بالسيف الاسلامي العربي . منذ 14 قرن , أن ينصاعوا ويتبعوا التجديدات والتحديثات التي يدخلها السعوديون الآن بقيادة بن سلمان .
بن سلمان قرر منح المرأة حق استخراج جواز سفر, والسفر بمفردها , دون الرجوع لأب أو لزوج .. لأنه لا يعقل أن تكون المرأة وزيرة أو سفيرة أو أستاذة بالجامعة . وتحتاج لموافقة الزوج أو الأب , علي استخراج جواز سفر أو سفرها .. من غير المعقول أن تكون آنسة تخرجت وتعمل محامية تدافع عن الناس في المحاكم ,, وتستسمح والدها الذي يكتب اسمه بالكاد , ليوافق أو لا يوافق لها علي اسخراج جواز سفر , و علي السفر لحضور مؤتمر - مثلاً - بمفردها ..
وقرر بن سلمان , منح المرأة الحق في حضانة أولادها ..
هيا يا " سيسي " أصدر قرارات مماثلة في مصر .. أنت لست أقل من بن سلمان .. ان كان محمد بن سلمان أميراً , و أبوه ملك .. فلا يخفي علي أحد في الدنيا ان الرئيس ببلد كمصر , لا يقل بشيء عن الملك .. كل السلطات بيده . الأزهر , والسلطة التشريعية - البرلمان - والسلطة القضائية.. كل السلطات .. فهيا افعل كما محمد بن سلمان . واجعل قراراتك الشجاعة هي التي تتحدث .. وليست الخطب الكثيرة .

( أتذكر جيداً ان الرئيس الراحل حسني مبارك , قال ذات يوم في خطاب عام " انني أطالب .. " يومها ضحكت وبكيت . وتساءلت مع نفسي : يطالب من ؟!؟ يبدو ان " مبارك " كان قد نسي فجأة انه رئيس الجمهورية !! ونسي انه يحكم بقانون طواريء .. وكل السلطات في يده ..  نسي كل ذلك و قال " انني أطالب .. " !! ؟ ) 

علي الرئيس السيسي ألا ينتظر حتي يخرج بين يوم وآخر , واحد يصرخ ويستنجد به لحمايته من قانون ازدراء الأديان .. ذاك السيف الذي يشيح به لابسو العمائم في وجوه المجددين وأصحاب الآراء الحرة العصرية ..
عليك باصدار قرار بالغاء عقوبة حمقاء بالقانون اسمها ازدراء أديان ! وان شئت حجة من القرآن , موجودة   : " إنا الينا ايابهم ثم ان علينا حسابهم " - سورة الغاشية 25 "  عقوبة المزدري علي الله ,  وليست علي الأزهر والنائب العام .
هيا أصدر قرارات بان الحجاب والنقاب حرية شخصية من يحاول فرضة علي الغير , أو يتسبب في ثمة مشاكل بسبب الحجاب والنقاب , يقع تحت طائلة القانون , وتحديد عقوبة للمخالف . ولو أحسنت لمنعت الحجاب والنقاب تماماً . فحال مصر وشعبها من كافة النواحي الأخلاقية والانسانية , كان أفضل , قبل انتشار الحجاب والنقاب بفعل أذناب الجماعات الارهابية - في عهد الرئيس مبارك . 
كل شيء في الدنيا , في الحياة , تغير عما كان عليه أهل مكة والمدينة منذ 1334 سنة هجرية .. الدنيا تتغير والعالم يتطور , والسعوديون يتغيرون ويتطورون , وهم أحفاد من صنعوا الاسلام وزرعوه في الدول الأخري .
وسيوف " محمد " , وخالد بن الوليد , وعلي بن أبي طالب , وسيوف كافة صحابة محمد ,, لم تعد صالحة اليوم لحماية بلادهم - السعودية اليوم - من غارات طائرات الدرون - المُسيّرة . ! التي يطلقها الحوثيون من اليمن  !!
فيا معشر الشعوب التي وطأ السعوديون القدامي  - العرب - بلادهم منذ 14 قرن من الزمان . وداسوها بالخيول , وقهروا أجدادهم , وأسلموهم بالسيوف , ثم عوربوهم .. 
ألا تفهمون ؟ ألا تعقلون ؟  ألا تخجلون !؟
ألم يبلغكم بعد أن السعوديين يتغيرون , ويتطورون , و يقتفون خُطي الحداثة , و يتحضرون !؟.
-------
____________________________

تعليقات