عن مهرجان الجونة و فيلم ريش
صلاح الدين محسن
30-10-2021
ما حدث في مهرجان الجونة في العام الماضي هو نفسه ما حدث في هذا العام , وهو ذاته ما جري في العام قبل الماضي .. وما قيل فيه من الاستنكار للملابس التي ظهرت بها الفنانات , هو نفسه ما قيل قبل ذلك في العامين الماضيين ..
لا المهرجان تغير ..
ولا من يستنكرون ما جري فيه ( بالتحديد ملابس الفنانات ) كفّوا عن مشاهدة ذاك المهرجان .. !
وكل المستنكرين يجمعون علي ان فيه اساءة لمصر .. وهو لم تنظمه جهة رسمية في مصر .. بل رجل أعمال ملياردير , يعمل دعاية لمنتجعه السياحي , عن طريق نجوم ونجمات السينما .. ويحضره فنانات ظهرهن علي شاشات السينما في عشرات وربما مئات الأفلام , بما يزيد بكثيرعما ظهرن به في مهرجان الجونة ... !
فما هي المشكلة ؟!
---
عن فيلم " ريش " الذي عرض في مهرجان الجونة , بعدما حصل علي جائزة عالمية - من مهرجان كان - بممثلين غير محترفين , ومخرج لأول مرة يخرج فيلماً .., الجائزة لم يحصل علي مثلها أي فنان ولا فنانة من مصر , المحترفين والمحترفات ! .. لا من حضرن وحضروا مهرجان الجونة وانسحبوا احتجاجاً علي عرض فيلم ريش , ولا من لم يحضروا المهرجان ..
والفنانون الذين انسحبوا دون حضور عرض فيلم " ريش "- علي الأرجح : غيرةً أو حقداً - زعموا ان الفيلم يسيء لمصر ..
من يخاف علي سمعة مصر فعليه ألا يتهم من يصور نقاط القبح , بالاساءة الي مصر .. بل عليه أن يفتش عن كل ما هو قبيح في مصر , ويتهم من لم يعالجه , ويجعله جميلاً بحق ..
أنا شاهدت هنا في مونتريال , منذ بضع سنوات , فيلماً مسجلاً في مصر - اخراج وانتاج أجنبي - وشعرت بالخجل .. ولكنني لم ألعن أو أغضب من جارتي الكندية / الأوروبية الأصل , التي عزمتني لمشاهدة الفيلم , بعدما شاهدته هي من قبل !!
لم أتهمها بقصد الاساءة لي .. لم اغضب منها .. لانني أعرف ان كل ما أخجلني في الفيلم , هو - مع الاسف - موجود بالفعل في بلدي الأم - مصر - ..
والمشكلة والاساءة التي تلقيتها من مشاهدة الفيلم في مونتريال .. ليس سببها المخرج والمنتج - غير المصريين - بل سببها من تركوا تلك المناظر المخجلة .. وتلك الأوضاع الاجتماعية المتخلفة . دون علاجها ..
في التسعينيات من القرن الماضي .. زرت حديقة النباتات في أسوان .. وهي مزار سياحي عالمي .. احتجت الذهاب لدورة المياة , وتتبعت السهم الذي يشير اليها , وعند الاقتراب منها وجدت طابوراً طويلاً من السياح - يابانيون - توقفوا وكلهم شعور بالأسي والأسف ..
أكملت مسيري لأعرف الحكاية .. فوجدت دورة المياة طافحة . ويعف الكلب من الاقتراب منها ..
وفي نفس الزمن - التسعينيات من القرن الماضي - في مدينة سفاجا , كانت توجد محطة باص - أتوبيس - سوبر جيت للسياح .. توجهت لدورة المياه .. فوجدتها صغيرة ومستواها غير لائق خالص , ومنظرها تأنف منه الكلاب الجربانة ..
وأعرف ان ملايين الجنيهات تصرف بالخارج علي الدعاية للسياحة ! بينما لو أنفق نصفها علي الاهتمام بخدمة السائح لكان أفضل بكثير
ذات مرة - في مصر - حوالي عام 1990 .. شاهدت عصابة من المحتالين . جماعة منظمة للاحتيال علي المواطنين .. ستة منهم يقومون بتمثيلية .. وواحد أو اثنين يراقبون لهم الطريق عن بُعد , لتأمين ممارستهم .. ! ويومها أرسلت رسالة الي رئيس مباحث قسم الشرطة الذي تتبعه المنطقة ..
ولكن بعد عدة شهور .. وجدت نفس التمثيلية الاحتيالية شغال عرضها !! ( هذه الواقعة لعلي كتبتها من قبل في كتابي " الايدز في مصر " المطبوع في مصر عام 1992 ) .
فمن الذي يسيء لمصر ؟ من يُصوِّر القبح , ويعرضه ؟ أم من يترك القبح ولا يغيره .. متقاعساً أو مقصراً في القيام بواجبه.. ويتهم من يصور - صحافة أو سينما بالاساءة للوطن ؟
---- وهذه صورة ليست من مهرجان الجونة . بل من مهرجان بابل الدولي بالعراق :
صحيفة إيلاف 30-10-2021 : أحيت الفنانة اللبنانية " نوال الزغبي " حفلاً ضمن اليوم الثاني من فعاليات مهرجان بابل الدولي، مساء أمس الجمعة 29-10-2021 أمام أكثر من 6 آلاف مشاهد بعد غياب 20 عاماً عن جمهورها العراقي . :
تعليقات
إرسال تعليق