مقتطفات مختارة - أوهام البشر .. الجن والعفاريت والأشباح

أوهام البشر .. الجن والعفاريت والأشباح


نقتطف من المقال :
(( .. لن نكتفى هنا فى تحطيم هذا الوهم كونه خرافة وخزعبلات تفتقد لأى دليل أوعلم أو منطق بل سنتطرق للتفسير العلمى لظن الناس بالجن والأشباح فهناك تفسيرات علمية فيزيائية وسيكولوجية تُفسر سبب ظنون البشر بتلك الكيانات الخرافية .
                                   مغارة الجن - في عُمان
- الباريدوليا .
يوجد بين البشر اتجاهاً سائداً وموحداً في تصور الأشياء ينتقل من السلف إلى الخلف فهي سمات يكونون فيه على إحساس تام بها , فيقول الفيلسوف العظيم " ديفيد هيوم " : " لنا أن نتخيل رؤية وجوهاً بشرية على سطح القمر أو جيوشاً في السحب , وما لم يتصحح ذلك الميل الطبيعي من خلال التجربة والتأمل فسوف يُنسب ذلك إلى الخبث أو النوايا الحسنة في كل شيء يضرنا أو يسعدنا " .
الباريدوليا هو نوع من الوهم أو عدم القدرة على الإدراك والذي ينطوي على حافز غامض أو مُبهم تبدو فيها الأشياء على غير حقيقتها بجلاء , فعلى سبيل المثال ما كان يعترينى فى طفولتى متصورا وجه الله ولحيته فى الغيوم أو تخيل لوجه يسوع والعذراء مريم فى قطعة خبز أو تصور لرسم كلمة الله فى قطاع من ثمرة ما أو تصور للشيطان بقرونه فى شجرة عتيقة .
الباريدوليا هي ميل غريزي لفهم النماذج المشاهدة وفقاً لمعايير إدراك عشوائية فهي التي تدفع الناس للإعتقاد بأنهم شاهدوا أشباحاً , ومثال على ذلك التقارير التي تتحدث عن مشاهدة أشباح من طرف العين قد تكون ناتجة عن حساسية الرؤية المحيطية , فوفقاً للباحث الأمريكى "جو نيكل" فالرؤية المحيطية شديدة الحساسية ويمكن بسهولة أن تضلنا خصوصاً في وقت الليل المتأخر عندما يكون الدماغ متعباً وميالاً أكثر للخطأ في إدراك الرؤى والأصوات , فيرى الباحث أيضاً أن مجرد إعتقاد الشخص عن المكان بأنه مسكون قد يؤثر في تفسيره للأمور العادية فيجدها أيضاً أدلة تدعم ما إعتقد به من فكرة أنه مسكون بالأرواح , وحالما تنتشر فكرة وجود الشبح في المنزل فلن تكون حركة أية غرض المنزل خاضعة للأسباب المنطقية أو الفيزيائية الحقيقية وأنما آتية من الشبح , لتقدم الباريدوليا تفسيراً نفسياً لكثير من الأوهام المستندة على الإدراك الحسي .

- الإيحاء .
الإيحاء من التفسيرات العلمية لتفسير قصة الجن والأشباح , فالإيحاء عامل نفسى يكون الناس فيه أكثر عرضة لرؤية أو سماع أموراً خارقة للطبيعة أو مخيفة عندما يكونون مقتنعين أنهم في مكان تحدث فيه مثل هذه الأشياء.. لا تستهين بموضوع الإيحاء هذا فإيمان البشر بالأديان والتأثيرات الروحية جاء من الإيحاء , بل الأمور تصل لتأثير الإيحاء على الحياة البيلوجية فهناك دراسة عن تأثير الإيحاء على بشر بأن هذا الدواء سيشفيهم بالرغم من خلو الدواء من أى مواد فاعلة .!
في دراسة أجريت بجامعة "إلينوي" بالولايات المتحدة الأمريكية، سنة 1992 , إصطحب العلماء 22 شخصاً إلى مسرح مهجور وتم تقسيمهم إلى مجموعتين متساويتين من 11 شخصاً , تم إخبار إحداهما أن المسرح أغلق بسبب العديد من الحوادث المتعلقة بالأشباح , بينما أُخبرت المجموعة الأخرى أن المسرح تحت التجديد , ليجدوا أن المجموعة التي قيل لها إن المسرح مسكون بالأشباح أكدوا أنهم شعروا بمشاعر رهبة وخوف شديد وخيالات بصرية وسمعية مشابهة لتلك التي تحدث في الروايات الخاصة بالأشباح , بينما كانت أفكار وأحاسيس المجموعة الأخرى أكثر واقعية .

- المجالات الكهرومغناطيسية والموجات تحت الصوتية والحقل المغناطيسي الأرضي .
تفسير آخر إتخذ إتجاه يميل أكثر للناحية الفيزيائية, حيث إن العديد من الدراسات ربطت بين كثافة المجال الكهرومغناطيسي في مكان ما وبين إحساس الناس بوجود أشياء خارقة للطبيعة مثل دراسة قام بها عالم الأعصاب الكندي "مايكل برسينجر", فيرى أن التغيرات في الحقل المغناطيسي الأرضي التي تنشأ عن طريق الحركات التكتونية أى حركات صفائح قشرة الأرض والنشاط الشمسي المتمثلة فى الرياح الشمسية يمكن لها أن تنبه الفص الصدغي في الدماغ وبالتالي تولد العديد من التجارب المتصلة بالأماكن المسكونة كما يحدث مع موضوع الأحلام إذ أظهرت الأبحاث الإحصائية عن وجود صلة ما للأحلام مع الحقل المغناطيسي الأرضي .. هذا ما يسبب الإحساس بحضور كائنات غير مرئية أو حدوث هلوسة بصرية أو سمعية أو الشعور بلمسات خفيفة على الجلد.
تم اختبار تلك الفرضية في نواح متعددة ليتحقق بعض العلماء من العلاقة بين وقت بدء حدوث ظاهرة غير عادية في الأماكن التي يقال أنها مسكونة من جهة وبين الإرتفاع المفاجئ في النشاط المغناطيسي الأرضي من جهة أخرى , وعلماء آخرون اختبروا فيما إذا كان للمكان المدعو بالمسكون علاقة مع نوع محدد من النشاط المغناطيسي , كذلك أظهرت دراسة أخرى تضمنت تجارب في المختبر حول الطريقة التي يتفاعل بها الفص الصدغي من الدماغ مع الحقول المغناطيسية المختلفة , فالشخص تحدث له تجارب مشابهة للتجارب التي يقال أنها تحدث في الأماكن المسكونة .

- الترددات تحت سمعية .
الموجات تحت الصوتية أيضاً لها تأثير , فهي موجات صوتية يقل ترددها عن المجال السمعي لأذن الإنسان , ليمكن لها أن تتسبب في أحاسيس ومشاعر وهلاوس مماثلة لتلك التي تتسبب فيها الموجات الكهرومغناطيسية .. يعتبر الصوت سبباً آخر في مثل حدوث تلك المشاهدات , فالترددات التي تقل عن 20 هيرتز (نبضة في الثانية) تدعى "ما تحت السمعي" وهي لا تسمع عادة .. الباحثين ريتشارد لورد وريتشارد وايزمان وصلاً إلى استنتاج مفاده أن "ما تحت السمعي" يسبب للإنسان تجارب غريبة ويولد مشاعر غير اعتيادية في المكان مثل القلق والحزن الشديد والإحساس بأنه مراقب من أحد ما وحتى القشعريرة .

-الإدراك المغلوط للمؤثرات الفيزيائية .
حتى يومنا هذا ووفقاً لاستقصاءات إحدى اللجان العلمية لا يوجد دليل علمي موثوق بأن المكان قد تسكنه أرواح الموتى , فالذين ينتقدون شهود العيان لمشاهدتهم الأشباح يرون أن تلك المشاهدات أتت نتيجة الإدراك المحدود للإنسان للتفسيرات المادية الفيزيائية العادية , فعلى سبيل المثال قد يؤدي التغير في ضغط الهواء في المنزل إلى إنطباق الباب فجأة أو قد تكون الأضواء ناتجة عن ضوء سيارة عابرة منعكس عن النافذة ليلاً مانحاً لبعض التهيؤات .
المشاهد والأصوات وغيرها من الأحاسيس المرتبطة بما يقال عنها ظواهر وكائنات خارقة للطبيعة قد تكون ناتجة عن التعرض لتركيز عال من بعض المواد القادرة على إثارة الجهاز العصبي والحسي للإنسان , فمثلاً أول أكسيد الكربون والفورمالديهايد وبعض أنواع المبيدات , كما أن بعض أنواع الفطريات تفرز مواد كيميائية يمكنها أن تسبب هلاوس حسية للإنسان .
التسمم الناتج عن أول أوكسيد الكربون يمكن له أن يسبب تغيرات في إدراك النظم البصرية والسمعية لدى الإنسان حيث اعتبر ذلك الغاز تفسيراً لظاهرة الأشباح في الأماكن المسكونة , وبهذا الصدد يتحدث التاريخ عن لجوء الإغريق القدامى لمعبد "ديلفي" لأخذ النبوءة ولإتخاذ قراراتهم المتعلقة في الحرب مثلاً , ولكن أظهر التنقيب هناك عن وجود كميات لا بأس بها من غاز أول أوكسيد الكربون تحت أرضية المعبد الذي كان يسبب نوعاً من الهلوسة والرؤى الغريبة
فريق بحثي من جامعة "كلاركسون" الأمريكية وجد تشابهاً شديداً بين الهلاوس الناتجة عن التسمم بالفطريات وبين المشاهد والأصوات التي يحكي الناس أنهم رأوها وسمعوها في الأماكن المسكونة , وربما يكون هذا هو التفسير العلمي لوقوع غالبية الإدعاءات حول حوادث مقابلة الأشباح في الأماكن العتيقة والمهجورة , فهذه الأماكن تكون سيئة التهوية وغير نظيفة ما يجعلها بيئة خصبة للفطريات والبكتيريا.
الأماكن المهجورة والقديمة ليست هي المسبب الوحيد لمثل هذه التأثيرات , فقد أقر بعض الباحثين قبل ذلك بوجود تأثير نفسي عصبي مماثل للكتب القديمة المغطاة بالتراب , وإن كان هذا التأثير يعتبر أضعف من التأثيرات المرتبطة بالأماكن القديمة سيئة التهوية. )) .
==== 
تعليق :

التسلسل: 1العدد: 814568 - افتراءات سامي لبيب على المسلمين! ج 3
2020 / 2 / 20 - 12:31
التحكم: الكاتب-ة
....................
لم ينشر التعليق لمخالفته القواعد
إرسال شكوى على عدم نشر هذا التعليق
التسلسل: 2العدد: 814720 - عالم الموجودات وعالم المشاهد
2020 / 2 / 20 - 15:30
التحكم: الكاتب-ة
muslim aziz

التعليق الاول
تحية استاذ سامي، الجن العفاريت الاشباح لا اظنها ثلاث كلمات تختلف كثيرا في جوهرها، فكلمة (الجن) كل شيئ مخفي ومنها البستان الكثير الاشجار، وسميت الجنة بالجنة لكثرة اشجارها، والليل عندما يسدل ظلامه (فلما جن عليه الليل) أما العفريت فقد يكون من الانس وقد يكون من الجن(قال عفريتٌ من الجن) فكل كائن حي سريع الحركة والذكاء فهو عفريت، اما الاشباح فما يتخيله الانسان
وبما انك سيد سامي ملحد وتنكر وجود الله وتنكر وجود الخالق -وهذا هوالاهم- فلا غرابة إن انكرت ما دون الله
ولكن تذكر هذه القاعدة(عالم الموجودات اكبر واعظم من عالم المشاهدات) فعلماء الفلك اثبتوا ان الكون يحتوي على بلايين المجرات وصدقناهم مع اننا لم نشاهد ابعد من انفنا.
أعجبني · رد · دقيقة واحدة
إرسال شكوى على هذا التعليق          جيد أعجبنى             المزيد-الاشراك
التسلسل: 3العدد: 814724 - على الانسان ان يخاف الاحياء لا الاموات
2020 / 2 / 20 - 15:44
التحكم: الكاتب-ة
muslim aziz

تعليق اخر سيد سامي
أقول لك لو لم يخبرنا القران الكريم عن الجن والملائكة لما امنا بذلك،اما ان الانسان يخاف من الاماكن المهجورة والظلام فهذا لأن الانسان بطبيعته يخاف المجهول ويطمئن للمعلوم، وللحقيقة فإن الانسان عليه ان يخاف الاحياء لا الاموات،
رد · دقيقة واحدة
إرسال شكوى على هذا التعليق          جيد أعجبنى             المزيد-الاشراك
التسلسل: 4العدد: 814951 - عالمنا
2020 / 2 / 21 - 01:52
التحكم: الحوار المتمدن
على سالم
من المؤكد ان هذا الوجود غريب وعجيب وغامض , لازلنا نجهل عنه الكثير والكثير , كل هؤلاء العلماء ومحاولاتهم لفك شفره الاشياء الغير طبيعيه والتى تسمى بارانورمال هى محاولات لااستخام المنطق فى تفسير الامور الغامضه المجهوله على مر التاريخ , انا اقول من المؤكد اننا سوف نكتشف مستقبلا اشياء جديده تسلط الضوء على هذه الظواهر الغير طبيعيه والغير مفهومه , شكرا استاذ سامى
==============

تعليقات