كتابات - عن الصين ووباء كورونا
حرب الطواعين على الصين.
عساسي عبدالحميد - كاتب مغربي -
الحوار المتمدن1-2-2020
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مشهدا مؤثرا لسكان مدينة ووهان الصينية حيث ظهر الوباء وهم على شرفات ونوافذ منازلهم يرددون أغاني و شعارات بأصوات تسيل رقة وعذوبة .
.
هكذا هي الشعوب الحية؛ تقاوم الطواعين حتى بالغناء... بالفن... بالرياضة ..... ؛ والمقاومة تتخذ أشكالا و ألوانا ؛ فأطقم الطب و خبراء البيولوجيا في دولة الصين الشعبية هذه الأيام لا يعرف النوم سبيلا لأعينهم؛ فهم كخلايا النحل النشطة ؛ و جماعات النمل الشغال؛ بغية حصار الوباء في أفق القضاء عليه لتجنيب الصين و العالم كارثة الفناء...
.
و الصين أبدت للمنتظم الدولي تعاونها الجاد والمبدئي لكي لا ينتشر الوباء خارج سور الصين العظيم رغم ما تتكبده من خسائر مالية فادحة ينعكس سلبا على المعيش اليوم لمواطنيها.
السلطات الصينية قامت بفرض حجر صحي صارم على مدينة ووهان المقدر عددها ب 13 مليون نسمة أي قرابة عدد سكان الكويت و عمان و قطر و البحرين و الامارات مجتمعة .
و الأكيد ان الركود الاقتصادي سيضرب مدينة ووهان لأن مردود العنصر البشري الذي تعتمد عليه الصين كرأسمال أول سيتهاوى؛ فالمتاجر مقفلة؛ والصفقات تم تعليقها ؛و الركود الرهيب سيزحف لباقي محافظات الصين؛ والعالم اليوم يعزل الصين الشعبية لأنها أصبحت دولة معدية ناقلة للطواعين ؛ و العديد من منابر الاعلام خاصة الأمريكية والعربية تصور لنا الصينيين بأنهم أكلة الكلاب و الثعابين والخفافيش والفئران ..
الطباخ الصيني الماهر هو ذلك الانسان الذي يطهي الكلب على نار فحم هادئة ثم يملأ أحشاء الكلب بعد تفريغها من المصارين بالأعشاب والبهارات و يقوم بدهنه من الخارج بزيت الفاصوليا ثم يعرضه للزبائن مبتسما في صورة فنية جميلة كسلعة وطبق يسيل اللعاب ؛
وللذين يتقززون من طبق الكلب صدقوني لو تم تقديمه لكم على طاولة على أنه لحم غزال الريم أو المهى العربي لتذوقتموه و قلتم هل من مزيد ؛ وهل من مزيد .... أنا شخصيا تذوقت طبق الكلب بأعشاب الزعتر و أوراق البلوط عند أسرة طبيب صيني كان يعمل بالمغرب و كان اختصاصه معالجة الروماتيزم و هشاشة العظام عن طريق الوخز بالابر .
طبق الكلب عند الصينيين هو جزء من ثقافتهم؛ و ليس الصينيون وحدهم من يعشق طبقا كهذا ؛ فالهنود الحمر لهم وصفات عديدة لتحضير أطباق بلحم الأفاعي و السلاحف و الكلاب و القردة ؛ و الأوربيون يزدردون لحم الخنزير البري الذي يتمرغ في الأوحال وهناك من يفضل تناوله بعد ان ينتن لبعض الوقت ليأكله كالقمام ؛ و هناك قبائل بالسعودية تأكل لحم الضبع و الضب و تخلط أبوال الابل بألبانها و تعطيها للأطفال على الريق و تأكل أعين النوق..
العالم اليوم يحاصر أمة كونفوشيوس التي تسلخ الكلاب و تزدرد شرائح الثعابين و تضع على موائدها شربة الخفاش الضاحك في الأعياد القمرية الصينية ؛ والعديد من منابر الاعلام الدولي تشير باصبع الاتهام الى أسواق بيع الحيوانات ب ووهان الصينية .
نعود للسؤال الذي طرحناه كمقدمة في بداية مقالنا هذا ؛ لماذا الصين دون باقي دول الكوكب الأزرق البالغ عددها 195 دولة ؟؟ لماذا لا تكون فنزويلا او البرازيل أو جنوب افريقيا أو الهند حيث الملايين يعبدون الفئران و أفاعي الكوبرا .....لما الصين ؟؟
منذ أكثر من عقدين دق خبراء الاقتصاد الأمريكي ناقوس الخطر؛ فالمارد الصيني سيزحف؛ و الصين ستجتاح العالم و سينشط طريق تجارة الحريرالقديم الاتي من الصين والمار عبر سمرقند وكابل و فجاج حيدر أباد و ايران ليتشعب كالشرايين في كل بقعة من بقالع العالم ؛ و ستنتشر معاهد كونفوشيوس في كل حواضر المسكونة لتعلم اللغة الصينية و ثقافة أمة هان ؛ فاللغة هي الوعاء لتوسيع النفوذ و بناء امبراطورية اقتصادية عظمى .
الصين قادمة ؛ و انا طفل صغير في ثمانينيات القرن الماضي كنت أسمع العبارة التالية عندما تستفيق الصين سيصاب العالم بالزلزال
ووفقا لتقارير عديدة فان الاقتصاد الصيني سيتفوق على نظيره الأمريكي بحلول سنة 2029 بقيمة ناتج محلي تصل الى 25,6 تريليون دولار مقابل 24,4 تريليون لصالح الولايات المتحدة؛ بل أكثر من هذا فان الهند ووفقا لوتيرة مؤشر النمو القومي ستتفوق هي الأخري على أمريكا بحلول سنة 2034 ؛و ستزيحها من المرتبة الثانية.
ما العمل اذا لكي لا تتربع الصين عرش الاقتصاد العالمي ؟؟؛ الحرب التجارية التي شنها ترمب منذ 2016 كانت بمثابة نطح صخرة صلدة بالرأس ؛ و تحريض مسلمي العالم بقيادة مشايخ نفير الجهاد الوهابيين بأن الصين تعتدي على أقلية مسلمي الايجور لم يفضي الى نتيجة كما حدث في زمن الجهاد الأفغاني و الذي مرغ كرامة الدب الروسي و ادى الى انهيار الاتحاد اليوفياتي .
اذن المرور الى خطة ج ؛ والتي هي حرب الطواعين و تخليق فيروس الكورونا الفتاك في المختبرات السرية التابع للاستخبارات الأمريكية و اطلاقه للخدمة و دسه في خفافيش و ثعابين أسواق ووهان ؛ انها حرب الطاعون التي تطلقها أمريكا اليوم بدون هوادة على أمة كونفوشيوس لازاحتها من قيادة العالم ..
و في سياق الحديث عن الطاعون أستحضر بيتا شعريا للشاعر الفلسطيني محمود درويش في ديوانه مديح الظل العالي اذ يقول :
أمريكا هي الطاعون .....والطاعون أمريكا .
يقول الحكيم الصيني كونفوشيوس ليست العظمة في ان لا تسقط أبدا ؛ العظمة أن تنهض كلما سقطت و الأمة الصينية لن تسقط و ستقهر الطاعون .
سبتكم مبارك شبات هملكا ...شبات قودش
=====
تعليقات
إرسال تعليق