الحكيم بتاح حتب




منقول -  ١٩ فبراير ٢٠١٧
وصايا الحكيم (بِتاَحْ حُتِبْ)

بتاح حتب :
هو حكيم مصري قديم عاش في عصر الدولة القديمة في مصر الفرعونية .
وهو وزير الملك (چد كا رع إسيسي)

أحد ملوك الأسرة الخامسة.( 4500 ق م ).

ولدينا ثلاث برديات تحوي تعاليم هذا الحكيم .
وفي هذه البرديات يوجه بتاح حتب تعاليمه أو عظاته إلى ابنه ,
التي تذهلنا بتنوعها و حسها الاجتماعي المرهف ,
والتزامها بقواعد السلوك الحسن .
وهى بالرغم من ميلها إلى المحافظة على التقاليد ,
ترسم الطريق أمام كل شاب , لأن يكون عضواً صالحاً في أسرته و مجتمعه.

ـ إذا كنت زعيما على قوم ،
ف تصرف فى شئونهم بما تقضى به قواعد القوانين والأنظمة ،
ناظراً إلى ما يتأتى فى قابل الأيام عندما لا يفيد الكلام .

ـ إذا كنت حاكماً فكن عطوفاً مستأنياً عندما تصغي إلى شكوى مظلوم ،
ولا تجعله يتردد فى أن بفضي إليك بدخيلة نفسه ،
بل كن به رفيقاً ولحاجته قاضياً ، ولظلمه مزيلاً رافعاً .
اجعله يسترسل فى كلامه على سجيته
حتى تقضى له حاجته التي أتى من أجلها إليك ،
فإنه إذا تردد فى أن يفضى إليك بما يجيش فى صدرك قيل :
(( أن القاضي يظلم من لا يستطيع لظلمه دفعاً )) ،
بيد أن القلب الحاني العطوف يستمع ويصغى عن رغبة .

ـ إذا كنت تريد أن تكون موفور الكرامة فى أى منزل تدخله
ـ سواء كان منزل عظيم أم أخ أم صديق ، فلا تقرب النساء ،
فما من مكان دخله التعلق بهوى النساء إلا وفسد .
ومن الحكمة أن تجنب نفسك مواطن الشطط والزلل ،
ولا توردها موارد التهلكة ، فان ألافاً من الرجال أهلكوا أنفسهم
وعملوا على حتفهم من أجل تمتعهم بلذة عارضة تذهب كحلم في لمح البصر .

ـ إن الرجال ليفتتنون بأعضائهن البراقة ولكنها سرعان ما تصبح بعد ذلك
مثل أحجار (( هرست )) .والموت يأتي في النهاية .

ـ إذا أردت أن تكون أعمالك حسنة مستطابة فكن بعيداً عن المساوئ والشرور ،
وهدئ من طباعك وتجنب الشراهة ، لأن هذه رذيلة تقود إلى الهلاك ،
فهى تفرق بين الآباء والأمهات ، والأخوة والأخوات ، وتبذر بذور الشقاق
بين الزوج وزوجته

أما الرجل العادل الذي يسير على صراط مستقيم فغنه يعيش طويلا ،
ويحرز ثروة كبيرة على حين لا يجد الرجل الشره قبرا له .

ـ لا تكن شرها في القسمة ، فلا تأخذ منها ما ليس لك ،
ولا تطمع فيما هو لأقاربك ، والكلمة الطيبة اللينة خير من القوة وأجدى ، والطماع يخرج دائما صفر اليدين من بين أقاربه وأخدانه ،
لأنه حرم موهبة الكلام الرقيق .وأن القليل الذي يختلس يولد العداوة ( حتى ) عند صاحب الطبع اللين .

ـ أشبع خدمك الأجراء بما لديك ، ومما أفاء الرب عليك ، فهذا واجبك ،
ولو أنه من الصعب إرضاء الخادم الأجير ، وعندما تطوق الخدم بفضلك وكرمك يأتون إليك ويقولون ( نريد أن نذهب ونتركك) ..
ألا فلتذهب الرحمة من مدينة يقيم فيها خدم خبثاء تعساء !!!!

ـ اشبع أصدقائك بما أفاء الربٌّ عليك من خير وحظوة ،
فالحكمة تقضى بذلك ،إذا ما من إنسان يعرف مصيره إذا فكر فى الغد .
وإذا حل سوء الطالع بمن كان ذا حظوة فإن أصدقاءه هم الذين يقولون له
( مرحبا ) فاستبق لذلك مودتهم لوقت الشدة الذي يتهدد الإنسان .

ـ لا تردد كلاما قيل في ساعة غضب ولا تصغ إليه ، لأنه خرج من بدن
أحمته ثورة الغضب . وإذا أعيد هذا الكلام عليك فلا تستمع إليه ، بل أنظر
إلى الأرض ولا تتكلم بشأنه .فيخجل من هو أمامك ويعرف الحكمة .
وإذا أمرت باقتراف سرقة فعليك إن تتفادى الأمر
لأن السرقة شنيعة طبقا للقانون .

ـ إذا كنت رجلا ذا شان وجلست فى مجلس سيدك فثق أن السكوت أجدى
لك من الثرثرة فى الكلام ، ولا تتكلم إلا إذا كان لديك ما تريد أن تقوله حقا ، وحينذاك يجب عليك أن تكون فنانا ، لآن الكلام أصعب من أي عمل آخر .

ـ إذا كنت ذا بطش وسلطان ، فدعهم يوقرونك من أجل علمك ورقة حاشيتك . ولا تصمت .ولكن حذار من أن تقاطع أحدا وهو يتكلم ،
وإياك إن تجيب وأنت فى ثورة غضب .

ـ إذا كان الأمير منهمكا في عمل فلا تثر ما يعوقه ،
ولا تغضب قلبا مثقلا بالهموم .إنه لينصرف عمن يعطله .
ولكنه يفضى بدخيلة نفسه لمن يحبه .إن تآلف الأرواح هو من الرب
الذي يحب خلقه . انطلق إذن بعد شجار مرير وتصاف مع من كان لك
خصما .فمثل هذه الأحاسيس هي التي تقوى الحب .

ـ إذا كنت أستاذا ومربيا تقوم على تعليم أحد النبلاء ، فعلمه الأشياء التي
تعود عليه بالنفع ودعه يختلط بالناس ويقر بالفضل لأستاذه ،
إذ أن رزقك يأتيك منه ، فأنت من خيره تشبع بطنك وتكسو ظهرك ،
ودعه يحبك حتى يعمر بيتك ويعلو شرفك .
ولسوف يمد يده فى رفق إليك ويعطيك ويغرس حبك في قلوب أصدقائك .

ـ إذا كنت ابن أحد رجال الدين ، ورسول سلام بين جموع الناس ،
فتكلم دون أن تحابى طرفا ، وليكن هدفك إصدار أحكام دقيقة .

ـ إذا كنت قد تسامحت فى سابق الأيام فصفحت عن شخص بغية هدايته ،
فدعه وشأنه ، ولا تذكره بفضلك فى الغد .

ـ إذا صرت رجلا عظيما وكنت فى وقت من الأوقات صغيرا فلا تتكبر ،
فلست أنت الأخير وسرعان ما يبلغ سواك المرتبة التى بلغتها فيكون
مساويا لك ، يأتيه من الثروة والجاه ما أتاك .

ـ انحن ِ أمام رئيسك ، المشرف عليك فى شئون الإدارة الملكية ،
حتى يظل بيتك مفتوحا ، ويستمر رزقك ومرتبك جاريًا ،
ولا تعصه ، فإن عصيان من بيده السلطة حماقة وشر مستطير .

ـ لا تسلب منازل المزارعين ، ولا تسرق صديق حتى لا يتهمك فى
مواجهتك فينقبض قلبك ، وإذا علم بأمرك فإنه لن يتوانى عن أذاك وضررك .

ما أحمق الخصام بدل الصداقة !!!

ـ إذا كنت تبحث عن أخلاق صديق فلا تسأل أقرانه عنها ،
ولكن إختلط به واقض وقتا معه حتى تختبر أحواله .تناقش معه بعد زمن ، وامتحن قلبه فى معرض كلام .

فإن كشف لك عن ماضى حياته فقد هيأ لك الفرصة إما أن تخجل منه او
لكى تكون له صديقا ، ولا تكن متحفظا عندما يبدا الحديث ، ولا تجبه بخشونة ، ولاتتركه ، ولا تقاطعه حتى ينتهى من حديثه ، فقد تستفيد مما يقول .

أما إذا أفشى شيئا يكون قد رآه أو فعل شيئا يغضبك ، فكن حذرا حتى
فى إجاباتك .

ـ كن سمح الوجه وضاء الجبين مشرق الطلعة ما دمت حيا ،
ولا تحزن على ما فات ، والمرء يذكر بأعماله بعد موته .
من موقع علم المصريات 
#مليكا 1. Dezember 2015 

تعليقات