لماذا العلمانية ثم العلمانية ؟؟

لماذا العلمانية ثم العلمانية ؟؟

كتب : صلاح الدين محسن
14-8-2019

العلمانية في كيبيك - كندا - أو غيرها . ليست كما يزعم البعض من المؤدلجين دينيا - اسلامياً - ويكتبون وينشرون ببساطة  : (( " قانون العلمانية  " مشروع " تمييز عنصري " يقوض التناغم بين الكنديين .. ))
! !
كلا .. بل العكس ..
اطلاق سراح الرموز الدينية لتعربد في كل مكان عام , معناه تنافس وصراع مكتوم في البداية .. بين المعتقدات الدينية .. ثم ما يلبث ذاك الصراع أن يتصاعد ثم ينفجر كبراكين , بفعل العداء والكراهية التي بين كل عقيدة من ناحية وبين باقي العقائد ككل - من ناحية أخري - مع ادعاء ما هو خلاف ذلك .. 
ولحماية المجتمع والوطن من اندلاع تلك البراكين الدينية التي لو ثارت فستصب بحممها فوق رؤوس الوطن والمواطنين .. لذا فالعلمانية تفصل الدين عن السياسة وتبعد السياسة عن الدين ..

البعض من المنتمين لديانة بعينها , يظنون القانون موجها بالتحديد ضد رموز خاصة بديانتهم - الحجاب والنقاب - .. !
بينما الجمعية العمومية الكيبكية التي أصدرت القانون , نزعت الصليب من قاعتها .. ( أي : طبقت القانون علي نفسها ) .

حامل الرمز الديني هو في أغلب الاحوال شخص متعصب دينياً , وبرمزه الديني انما يستفز متعصباً آخر من دين آخر .. فيدور السباق بين المتعصبين من كل دين في التفنن في طرق وأساليب اظهار رموزهم الدينية . ثم التفنن - أو الاصرار - في تعميم تحيته الدينية (!) . وما أعظم الضغائن والاحقاد التي يضمرها كل دين لغيره من الأديان الأخري .. ( مع إدعاء العكس ! )

أكثر الأديان اهتماماً بالرموز الدينية هي الأديان الشرق- أوسطية الابراهيمية الثلاثة ..
المؤدلجون التابعون لكل دين من الثلاثة يحلمون بأن يهيمن دينهم وحده , علي كل الكرة الأرضية !

والدين الاسلامي ينتمي اليه حوالي 1500 مليون - مليار ونصف مليار انسان - في قرابة 60 دولة . غالبيتهم العظمي شعوب ترسف في أغلال الفقر والجهل والتخلف والديكتاتورية .. 
الشاعر أحمد شوقي , في إحدي قصائده خاطب مؤسس الديانة الاسلامية قائلاً :
شعوبك في شرق البلاد وغربها  *** كأصحاب كهف في عميق سبات
مات أحمد شوقي - عام 1932 .. منذ 87 سنة , وفي تلك المدة نهضت أمم كثيرة بالشرق , عدا الشعوب التي تكلم عنها " شوقي " لا تزال كما هي : كأصحاب كهف في عميق سبات ... !
والمؤدلجون اسلامياً يحلمون بأن يهيمن دينهم بحاله ذاك , وبحال شعوبه تلك  .. علي كل سكان الكرة الأرضية .. !
وبالطبع كل مؤدلج آخر من دين آخر .. لديه نفس الحلم .. !

وعندما يقوم المتعصبون الاسلاميون بعملية ارهابية ,,  صار المتعصبون من دين آخر يردون علي الارهاب بارهاب ..
وكما قلنا الرموز الدينية المختلفة من شانها تصعيد وتأجيج نزعات التنافس والسباق العدواني بين الأديان ..
لذا كان علي الدولة في " كيبيك "  أن تتدخل لحماية العلمانية وحماية للجميع .. بمنع تلك الرموز ..مقاطعة "- وهذا ما يجب علي كل حكومة يقظة بأية مقاطعة كندية أخري , وبأية دولة متحضرة - 
أظن تلك حكاية سهلة الفهم .. وليست مسألة رياضياتية معلقة لعجز علماء الرياضيات عن حلها ..

لماذا العلمانية ؟ وما خطورة أحلام إقامة دولة دينية , تلك الأحلام التي تعشش في مخيخ كل متشنج من كل دين ؟؟
فليعلم كل مسلم . انه لو نجح المتشددون مسيحياً في الوصول للسلطة بكيبك أو بكندا كلها , .. فلا يستبعد أن يكرروا ما فعلته الملكة ايزابيلا - ملكة اسبانيا - وزوجها الملك فرنادو , عقب سقوط غرناطة وانهيار الحكم الاسلامي العربي بالأندلس- عام 1492 م - بأن خيروا المسلمين العرب , بين اعتناق المسيحية , وتغيير أسمائهم لأسماء اسبانية .. أو الرحيل .. فبقي من قبلوا , ورحل من لم يقبلوا ..
هكذا تكون الدولة الدينية يا أهل الأحلام العقائدية ..

هل يريد البعض احراق كندا بنيران الأديان , مثلما أحرقوا بلادهم - سوريا - وقبلها لبنان - والعراق واليمن وليبيا وأفغانستان  ( وايران في الطريق  .. كما يبدو , بسبب أحلام العمائم - رجال الدين الحاكمين في طهران - في التوسع واقامة امبراطورية دينية مذهبية )  ؟؟؟

في أمريكا برئاسة ترامب .. هناك تفكير في اعادة الأمريكان من أصول افريقية الي بلادهم .. .. !
ومطالبات بالتعامل مع المكسيكيين - المهاجرين غير الشرعيين - بالقتل كما الكلاب الضالة المصابة بداء السعار ..!
فهل سينتقل مثل ذاك التفكير الي كندا , ببركة مشاغبات ومناكفات ومشاكل - وارهاب - دعاة الحجاب والنقاب واللحية + تحية " سلامو عليكم " التي يريدوا تطبيع كل الكنديين عليها , بدلاً عن التحية الكندية المعتادة !!؟؟ .
======

تعليقات