فطرية وعفوية
صلاح الدين محسن
21-7-2015
أتوبيس في مونتريال .. أستقله للوصول الي مول تجاري كبير . لتناول مشروب أو للغذاء وشراء بعض حاجياتي , أو لقضاء بعض الوقت باحدي الكافيتريات .. يمر هذا الأتوبيس علي مدرسة ثانوية - مشتركة الجنسين . بنون وبنات - عندما يتصادف ميعاد عودتهم من المدرسة . يصعدون بعدد كبير . هم في أعمار ما بين ال 16 : 19 عاماً .. أهتم بمراقبة سلوكياتهم وتعاملاتهم بع بعضهم - صبية وصبايا - ..
ذات مرة , صعدت طالبة . عمرها حوالي 16 عاماً , وسط زملائها وزميلاتها . ترسم علي وجها وردة , وقلب يخترفه سهم كيوبيد رمز الحب . وقد كتبت علي جبينها بلون أحمر : أنا محبة للجنس ..
. لم يتحرش بها أحد .. ولا كلام .. ولا تعليقات سخيقة .. لا مضايقات من أحد اطلاقا.. بما يعني أن الكل يقرون بأن هذا شأنها وحريتها الشخصية .. هي حرة , وكل انسان حر . وكل انسان يخليه في حاله .
-- --
مرة أخري .. صعد الأولاد وزميلاتهم البنات .. العدد كان كبيراً . الأتوبيس صار مزدحماً . أجلس فوق مقعد . وبجانبي تقف شابة يبدو ان عمرها ما بين 17 : 18 .. شعرت بأن رباط حذائها قد انفك .. وستدوسه الأقدام عند تحركها للنزول .. لا يمكنها الانحاء لأسفل لاعادة ربطه .. فماذا تفعل ؟ ماذا تفعل ؟
تصرفت بعفوية وبساطة شديدة الفطرية .. بأن استندت بكامل ذراعها الايسر علي زميلها الواقف علي اليسار . ورفعت ركبتها لأعلي أمام زميل آخر . حتي صار حذاؤها بين يديه ويمكنه ربطه لها .
زميلها لم يظهر عليه ثمة غضب من أن زميلته رفعت حذاءها في وجهه , ولا اعتبرها اهانة له .
لا لا الأمر جري ببساطة أكثر مما لو كانت أخته .. حزم لها رباط الحذاء .. لم يبدو علي وجوه زملائه الذكور , ولا علي وجوه الآخرين , ثمة امتعاض , أو استنكار , أو احتقار له , أو علامات استهزاء به , أو استهجان لتصرفها ...
سلوك البنت والولد كان فطرياً .. فيه عفوية وبساطة . وطيبة . والجميع كانوا علي نفس المستوي .
الالهة الاغريقيه أفروديت فى الفترة الهيلينيه , إلهة الخصوبه والولد .
المكان " أهناسيا - المدينه " / بنى سويف - 120 كم جنوب القاهرة - الفترة الاغريقية - الرومانية مصر .
---
---- هكذا كانوا يصورون الإلهة الأنثي .. ببساطة وعفوية . وبلا تعقيدات ولا عقد من ناحية الجسد .. وهكذا تماماً كان التعامل مع الجسد . من كافة الحضارات القديمة الزاهرة , التي تعلم منها الانسان المدنية والتحضر .. مثلما هو الحال عند شعوب العالم المتحضر بأوربا وأمريكا .. بل وفي قبائل افريقيا وغيرها من سكان الغابات الذين يعيشون علي الفطرة . ببساطة وبلا تعقيدات أو عقد تجاه الجسد والجنس والمرأة ..
ما من أحد أدخل الرعب من الجسد ومن المرأة بالذات سوي أسلاف هؤلاء الذين يملأؤون العالم رعباً وارهاباً . باسم عقيدة , وباسم السماء .
تمثال من الفضة لامرأة ملكية . مع خراطيش " نخو الثاني " على ذراعيها، مصر، 610-595 قبل الميلاد
http://salah48freedom.blogspot.ca/?view=flipcard
===================
تعليقات
إرسال تعليق