ذكري نكبة 23 يوليو 1952

صلاح الدين محسن

8-7-2015

أولاً.. فيديو  . ثم نتابع القراءة :

------ تمر هذا الشهر يوم 23 يوليو ذكري كارثة استيلاء " حركة الضباط " علي السلطة في مصر عام 1952

هكذا أسموا انقلابهم ." حركة الضباط " ثم صار الاسم " ثورة 23 يوليو " . 

غالبية هؤلاء الضباط تخرجوا من عباءة جماعة الاخوان المسلمين . من عبد الناصر , أنور السادات , حسين الشافعي ... الخ .

وفور استيلائهم علي السلطة قربوا الجماعة منهم , واتخذوا منها  مستشارين .. وما حدث منهم  ضد الجماعة كان مجرد خلاف علي السلطة .. خلاف بين يمين الجماعة وبين يسارها .. جرت محاولة الجماعة لاغتيال عبد الناصر . فشلت المحاولة فعلق لهم المشانق .. وتحول فيلسوف الجماعة الذي اتخذه الضباط الانقلابيون مستشاراً " سيد قطب " الي ارهابي متآمر مرفوع فوق المشنقة ..

ماذا لو كان مؤسس وزعيم حركة الضباط " عبد الناصر " قد عاش للآن ؟ ماذا كان يمكن أن يحدث ؟

نعتقد ان  عبد الناصر لا يزال يحكم حتي الآن .. ضباطه وتلاميذ ضباطه مستمرون   و يسيرون علي خطاه . مع فارق الزمن والخبرات . ولكن بنفس عقليات ضباط الجيش ..

لو عاش عبد الناصر للآن .. لفعل نفس ما فعله السادات , ومبارك , وطنطاوي , وربما نفس ما فعله ويفعله السيسي  أيضاً !

والدليل علي ما نقوله هو : مجرد اختيار عبد الناصر للسادات . ليكون نائباً أول لرئيس الجمهورية ....

هذا دليل علي أن كل ما حدث في عهد  السادات - وعلي يديه - لو عاش عبد الناصر لفعله بالتمام

لو عاش عبد الناصر لأنهي التأميم - مفخرة الناصريين - اذ يقول دكتور عبد العزيز حجازي . وزير الخزانة في عهد عبد الناصر - في حديث تليفزيوني معه . أجري منذ أعوام قليلة - ان عبد الناصر كان قد سئم من القطاع العام -

أي انه لو عاش . لبيعت الشركات التي سبق له تأميمها .. ! وكانت ستباع - بالطبع - علي أيادي ضباط . يفعلون نفس ما جري في بيع الشركات .في عهد مبارك ,  فكيف لا يسرقون في بيعها وطالما سرقوها عقب وطوال تأميمها... ؟

لو عاش عبد الناصر .. لعمل هو - وليس السادات - معاهدة الصلح مع اسرائيل . ومؤشر علي ذلك . تنازله سراً  لاسرائيل . عن ميناء أم الرشراش عام 1956 كشرط لانسحابها من سيناء بعد احتلالها في في حرب ذاك العام - ميناء ايلات الاسرائيلي  حالياً -

أولاد عبد الناصر لم يكونوا قد كبروا بعد . ليلتف حولهم رجال البيزنس ويجذبونهم ويعلمونهم الفساد .. ولو عاش عبد الناصر . لكان أولاده  في محل علاء,  وجمال مبارك . فرساناً في الفساد .

أشرف مروان - زوج ابنة الزعيم - عبد الناصر هو الذي خط له الطريق . عندما عينه موظفاً بالرئاسة . فكان المستقبل الطبيعي له إما أن يكون من كباررجال السلطة . أو من كبار رجال المال والأعمال .. ففضل زوج الابنة " أشرف " الاختيار الأخير , وأضاف اليه : الجاسوسية ..

عبد الناصر بقي في السلطة 18 عاماً وطول المكوث في الكرسي . يحدث عفناً وفساداً .. لو عاش عبد الناصر حتي الآن .. لكانت أراضي فلاحي الاصلاح الزراعي . التي دفعوا ثمنها بالتقسيط .. وتسحب منهم الآن وتعاد للاقطاعيين .. كان هذا سيحدث في وجود عبد الناصر .. وسيقول نفس ما قاله قبل مماته في خطاب عام . رداً علي كثرة شكاوي سرقات ضباطه للقطاع العام : " أنا موش ح وقّف علي كل واحد عسكري " 

!!!!!!

ان النظام العسكري الذي أسسه عبد الناصر .. لا يزل هو نفس النظام . بمخابراته وشرطته  وبضباطه - مع الفارق الزمني الطبيعي ..

أين أبناء ضباط عبد الناصر الآن . وأين أبناء الشعب ؟

أبناء الشعب لا يعيشون كما أبناء تايوان واليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية . وهونج كونج  وماليزيا .تلك الدول التي نهضت من  بعد عدم .. أبناء شعب مصر لا يعيشون في رخاء شعوب تلك الدول . بل يعيشون في الفقر والغلاء الفاحش , والتلوث وأمراضه الوبائية , والعشوائيات وسكان قبور ...

وأين أبناء ضباط عبد الناصر ؟ 

انهم  أحمد عز .. وأبوهشيمة .. وأصحاب شركات مقاولات , وأصحاب توكيلات تجارية أجنبية , وأصحاب مكاتب تصدير واستيراد . - يصدرون أجود ما في مصر , ويستوردون للشعب أسوأ المنتجات .. وعبد الناصر له ابن مقاول . و يوجد حفيد لعبد الناصر  من ابنته يمتلك قناة فضائية ... وابن السادات مليونير , وأولاد شقيقه عصمت : مليونيرات .. وأولاد مبارك خربوها نهباً وفساداً , وأولاد طنطاوي والسيسي , ستظهر فيما بعد ملياراتهم  .. وغيرهم وغيرهم من رجال ضباط عبد الناصر . مليونيرات , رجال أموال وأعمال .. وقد أفسدوا الأعمال  مثلما أفسدوا السلطة 

عن زعيم حركة ضباط 23 يوليو 1952 جمال عبد الناصر

بعد 63 عاماً من حكم النظام الذي أسسته حركة ضباط 23 يوليو عام 1952 .. صارت القاهرة - العاصمة - واحدة من أسوأ عواصم العالم تلوثاً وازدحاماً بعدما كانت في مقدمة أفضل عواصم العالم .. قائمة أفضل 10 مدن بالعالم تضم  مدنا من دول شتي عدا مصر

وهذه أفضل مدينة بالعالم  للعام 2015 - كيوتو  يابانية . - حسب مجلة "Travel + Leisure" والتي جمعت استناداً إلى تصويت القراء - 

المدينة لا  تهددها السحابة السوداء القاهرية ! ولا تمتليء شوارعها بالزبالة ! كلا .. بل تكسوها الزهور :

فيديو عن مدينة كيوتو  اليابانية

=======