منزل الحاجة نجية

                                                   مبرووووك منزل الحاجة نجية تم بناؤه ....
                                                                                             
اليوم .. جثث شهداء سيناء لا زالت أغلبها بالمشرحة .. ودموع أهاليهم لا تزال جارية .. واتهامات مباشرة توجه للسيسي  بمسؤوليته شخصياً  لتقاعسه وعدم مصداقيته في قطع دابر الارهاب ..
وفي الداخل : جثث أبراج الكهرباء التي اغتالها الارهابيون . لا تزال أغلبها ملقاة بالأرض .. ووجوه غالبية نساء مصر . متورمة من اللطم بسبب الغلاء الزائد علي الغلاء الزائد .. والذي جعل المائة جنيه لم تعد تساوي أكثر من عشرة جنيهات !! .. 
ولكن الخبر الأهم , الذي يجب أن ينشغل به الشعب هو : انه قد تم بحمد الله بناء منزل الحاجة نجية . بأمر من الرئيس السيسي .
 غنوا : تسلم الأيادي .. ومبروك يا حاجة نجية ..
!!
                             

                                   بعد بنائه بقرار من الرئيس . محافظة المنيا تسلم الحاجة نجية منزلها ( الخبر والصورة 
                                   منشوران  في احدي الصحف المصرية الشهيرة بالصفحة الرئيسية . تحت عنوان أخبار عاجلة . يوم                                      الجمعة 3 يوليو 2015 ) .

تعود الاعلام التابع لأية سلطة . علي انه في أوج معاناة الشعب من خبل وسؤ سياسة الحاكم . لمعوه بوقائع صغيرة  ... كان هذا يحدث مع عبد الناصر . ومع السادات , ومع حسني مبارك  واليوم مع السيسي ...
فبينما شهداء الضباط والجنود في سيناء بالعشرات .. - مع تكرار فشل القيادات في حسم المعركة مع الارهابيين , سواء علي الحدود أو في الداخل -..
وبينما الشعب يصرخ من زيادة فوق زيادة للأسعار .. ! وبينما   وبينما ..  مشاكل مختلف فئات الشعب تزداد وتتضخم في ظل حكم الجنرال العسكري " الرئيس السيسي "  المؤلف قلبه مع السلفيين , والرحيم بقيادات جماعة الاخوان  - الارهابية ..

تخرج صحيفة تلمعه وتبيض وجهه بعمل هو جد صغير وفردي جداً عن قرار أصدره لبناء منزل لسيدة فقيرة كان منزلها علي وشك الانهيار فوقها هي وابنتها ..

هنا تقدر الصحيفة علي جعل جموع البسطاء - غالبية الشعب - ينسي كل المشاكل الكبري لمختلف الفئات والتوقف عند ذاك الحدث الصغير ..
ويدور الحديث عن انسانية الرئيس .. ورحمة الرئيس .. ورقة قلب الرئيس ...!

        في عهد عبد الناصر .. بينما رواتب الموظفين وأجور العمال  لا تكفي لحياة كريمة . ونكسات عبد الناصر وهزائم الوطن علي يديه تتوالي - من 1956 . لليمن , ل يونيه 1967 .. ويشتري من قوت الشعب دبابات وأسلحة يرسلها لمختلف الدول لاقامة نظم حكم عسكرية مثل نظامه ...  في قلب تلك الدوامة .. كان الاعلام يركز علي قصص وحكايات فردية صغيرة يدلل بها علي رقة قلب الرئيس وتواضعه وعظمته - ويلهي الشعب بتلك الحكايات .. ومن تلك الحكاية (  ما جاءت في فيلم " ناصر 1956 ) عن سيدة اتصلت بطريق الخطأ بتليفون عبد الناصر . قرب الفجر . وكلما رد عليها وأخبرها بأن الرقم خطأ .. عاودت الاتصال الخاطيء . سألها عن مشكلتها ,  وأمر  بارسال سيارة تنقل لها الابن ...

  حكاية من هذا النوع .. تروي في فيلم , أو في صحيفة كبري , كفيلة بأن تنسي الناس كل الكبائر والخطايا التي  اقترفت في حق الشعب .

وفي عهد السادات .. بينما الشعب يئن منه ومن سياساته وسرقة البلد وفساد أقاربه وأصحابه .. راحت احدي الصحف تحكي حكاية من نفس النوع .. عندما استضاف بالقصر الجمهوري . سائق السيارة النقل . الذي عمل السادات  مساعداً له . وقتما كان هارباً من مطارة البوليس السياسي له , عن جريمة اشتراكه في قتل أمين عثمان .. .. وكيف أن السادات سأل الرجل ان كان في حاجة لأية مساعدات أو خدمات ... ياسلام علي لطف وأصالة وانسانية الرئيس .. أما الكبائر والخطايا ,, وانتشار الغيلان ووحوش المال العام والفراخ الفاسدة .. فكل هذا تمحوه تلك الحكاية ... !!


وفي عهد مبارك ..

                        الشعب يغلي غلياناً .. والبلد تفوح رائحة الفساد من كافة زواياه .. وخرجت احدي الصحف الكبري , بخبر يلهي الجميع بالحديث عنه .. وينسون مشاكلهم العظمي .. عندما شاهد مبارك أثناء موكبه جندياً فقير الحال . فأوقف السيارة وأجري معه حديثاً سأله عما ان كان قد تناول طعام الافطار ؟ وعرف ان عنده ( كما غالبية الشعب ) مشكلة في ايجاد مسكن لائق معقول .. فأمر مبارك بمنحه شقة بالمساكن التابعة لوزارة الاسكان . وانه قد تم تسليمه شقة بالفعل , علي أن يدفع ثمنها بالتقسيط .. يعني كل ما فعلوه انهم أعفوه من دفع مقدم للشقة . فهل يا تري , راتب ذاك الجندي يكفي لدفع القسط ..!؟   
لا يهم .. المهم أن الحديث قد دار حول انسانية الرئيس , ومدي احساسه بمعاناة الفقراء .. ( ولكن النهب المنظم .. سار في طريقه حتي الانفجار يوم 25 يناير 2011 ) ..
 ----
            كل تلك التلميعات يقوم بها اعلام تابع لكل ولأي طاغية فاسد .. ليستمر الفاسدون في السلطة .. وتستمر معاناة شعب .
---- ---  نتذكرانه في عز ما كان الشعب يعاني من سياسة مبارك . القائمة علي نهب ثروات البلاد  .  قال عنه ذاك زعيم روحي طائفي راحل : "  ان الرئيس مبارك . طيب القلب , ويبكي اذا رأي فقيراً " ..
!!!
       نتوقف مرة أخري عند خبر منزل الحاجة ..الذي في أوح أجواع الشعب وأحزانه ومآسيه الانسانية العامة .. تنشر الجريدة الخبر في الصفحة الأولي ! ,  وتحت عنوان " خبر عاجل " بناء منزل الحاجة نجية .... 
أي يا أيها الشعب دعوكم من كل ما أنتم فيه وانسوه . وكونوا معنا ومع الرئيس الهمام . الذي أصدر قراره وأوامره ببناء منزل الحاجة نجية ..... (!) ..

---- يا له من شعب مسكين , أعداؤه   كثيرون :
  الاعلام التابع للسلطات , رجال الأديان الرسميون التابعون  , الجماعات الارهابية . وهؤلاء الأعداء الثلاثة يلعبون علي أرض  شقيقهم العدو الأكبر للشعب وللوطن : النظام العسكري الديكتاتوري .
----
http://salah48freedom.blogspot.ca/?view=flipcard
******
                                

تعليقات