صلاح الدين محسن
21-9-2021
أغلبنا لا يعرفون شيئاً عن هؤلاء الناس الجزائريون ..
ان عددهم ليس بالقليل .. ويدل علي ان المجتمع الجزائري كان منقسماً علي نفسه بخصوص استقلال بلادهم عن فرنسا ..
فالحركيون الجزائريون كانوا يحاربون الي جانب فرنسا ضد جبهة التحرير الجزائرية . التي تحكم منذ الاستقلال وحتي الآن ..
وقد قدم الحركيون عشرات الآلاف من الضحايا .. في الحرب .. وعدد الذين هاجروا منهم لجوءا لفرنسا بالآلاف .. !
والآن بعد خمسين سنة مما يسمي استقلال الجزائر .. هل يمكن القول ان جبهة التحرير الجزائرية كانت ولا تزال جماعة أرادوا الحلول محل الاستعمار الفرنسي , وبالفعل استعمروا الجزائر استعماراً محلياً بدلاً من الاستعمار الفرنسي الأجنبي ..؟ وان الجزائر , وحال الجزائريين منذ التحرير لم يحصلوا علي حياة كريمة كما تصوروا , بعد الاستقلال .. شأنهم شأن دول أخري بالمنطقة , قامت فيها انقلابات عسكرية وسميت ثورات , و وعدت الشعوب بالكرامة والخير والعدالة , فلم يحدث سوي العكس ... ! حتي ان بعض الشعوب تتحسر علي سقوط الأنظمة الملكية , وبعضها يتحسر علي خروج الاستعمار ... !
نعود لموضوع " الحركيون الجزائريون " الذين يبدوانهم تنبأوا بالمصير الأغبر للجزائر ولشعبها فيما لو انتصرت عصابة جبهة التحرير الجزائرية .. وحكمت بلادهم .. واتضحت صحة نبوءتهم ! وان جبهة التحرير , كانت مجرد ذئب , انتزع الجزائر والجزائريين لنفسه من فم ثعلب هو الاستعمار الفرنسي .. وحل الذئب محل الثعلب .. !
مثما كانت مصر يحكمها ويملكها فاروق واحد - الملك فاروق - فكانت 23 يوليو 1952 هي " فواريق "عبارة عن 11 فاروق - ضباط جيش .. حلّوا محل فاروق - واحد - في حكم وامتلاك مصر وشعبها .. وتوارثوا الحكم والمِلكيّة فيما بينهم , ضابطاً عسكرياً تلو ضابط ..
والآن نتعرف علي " الحركيون الجزائريون " الذين كانوا ضد استقلال الجزائر عن فرنسا .. واعتبرتهم عصابة جبهة التحرير الجزائرية : خونة وأعوان للاستعمار ..
من حيث المبدأ .. لا يمكن أن نكون مع استعمار أجنبي نؤيده .. ولا يمكن إلا أن نعتبر تأييده خيانة .. ولكن في مثل تلك الحالات التي يتحول فيها المناضلون بزعم استقلال البلاد عن المحتل , الي احتلال أسوأ وأسوأ .. أو الثائرون أو الانقلابيون علي ملك فاسد ثم اتضح انهم الفساد بعينه .. ! فتري كيف لا نعتبر المتعاونين المحاربين مع الاستعمار خونة ؟ وكيف نعتبرهم خونة , بمقارنتهم بدعاة وزاعمي التحرير أو الثورات !؟
شيء محيّر .. !
وان كان الحركيون الجزائريون خونة , فأيهما الأشد خيانة ؟ الحركيون ؟ أم عصابة جبهة التحرير الجزائرية ؟
-- علي أية حال دعونا نتعرف علي " الحركيون الجزائريون " لنعرف حكايتهم ومأساتهم والتي هي جزء من مآسي الجزائر - نقلاً ن بي بي سي :
من هم الحركيون الذين كرمهم ماكرون ويعتبرهم الجزائريون خونة؟
23 سبتمبر/ أيلول 2018
في خطوة أثارت استياء العديد من الجزائريين أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تكريم 26 من الجزائريين الذين يعرفون باسم الحركي، ومنح ستة منهم رتبة فارس في جوقة الشرف للدولة الفرنسية.
لكن من هم الحركي؟
الحركي مصطلح يعني العميل أو الخائن ويطلق على الجزائريين الذين حاربوا في صفوف جيش الفرنسي ضد ثورة التحرير في بلادهم من 1954 إلى 1962 .
فرنسا تقر بخذل المتطوعين الجزائريين في جيشها إبان ثورة التحرير
ولكن لم تكن هذه هي بداية الحركي ففي عام 1954 انطلقت حركة انتصار الحريات التي أسسها مصالي الحاج بعد الحرب العالمية الثانية والتي انبثق عنها جبهة التحرير الوطني، فكلمة الحركي كانت مشتقة من الحركة.
ونظرا لمعارضة الحركة فيما بعد لجبهة التحرير الوطني بات اسم الحركي يطلق على كل الذين عارضوا جبهة التحرير الوطني .
وشن الحركيون الحرب على "جبهة التحرير الوطني" التي كانت في نظرهم "جماعة إرهابية".
عائلات الحركي
وخدم 150 ألف حركي في صفوف القوات الفرنسية، وبعد انتهاء الحرب جردوا من أسلحتهم وتُرك القسم الأكبر منهم في الجزائر في مواجهة مصيرهم.
واستقبلت فرنسا بعد توقيع وقف الحرب من الحكومة الجزائرية المؤقتة نحو 60 ألف عنصر من "الحركى"، ووضعوا في مراكز إيواء، وظروف وصفت بأنها غير ملائمة. وقد بلغ عددهم وأسرهم حاليا في فرنسا نحو نصف مليون شخص.
وتحدثت تقارير عن أن "الذين بقوا تعرضوا لعمليات انتقام" في الجزائر.
نقطة خلاف
ويشكل مصير الجزائريين الذين قاتلوا في صفوف الجيش الفرنسي ضد ثورة التحرير في بلادهم نقطة خلاف بين الجزائر وفرنسا لحساسيتها التاريخية.
ولم تعترف السلطات الفرنسية بحرب الجزائر إلا في عام 2000 إذ كانت تسمي الحرب، التي دامت 7 أعوام وذهب ضحيتها أكثر من مليون قتيل، "أحداث الجزائر"، وتصف مهمة جيشها وأجهزتها الأمنية في الجزائر من 1954 إلى 1962 بأنها "عمليات حفظ النظام".
وأثار ماكرون العام الماضي الكثير من الانتقادات في الأوساط السياسية الفرنسية، وجمعيات الحركى، عندما صرح أن الاحتلال الفرنسي للجزائر كان "جريمة ضد الإنسانية".
وفي الوقت انفسه أثار انتقادات العديد من الجزائريين عندما تحدث عن حق العودة لمن ولد في الجزائر بصرف النظر عن خلفياته وكان يعني الحركي والأقدام السوداء.
واعترف الرئيس الفرنسي الأسبوع الماضي بأن الجيش الفرنسي وضع "نظاما" يسمح بالتعذيب من أجل قمع ثورة التحرير الجزائرية. وأقر بمسؤولية الدولة الفرنسية عن مقتل الناشط الشيوعي الفرنسي، موريس أودان، الذي اختفى عام 1957 بسبب تعاطفه مع الثورة الجزائرية.
فرنسا "تقر" باستخدام التعذيب خلال حرب استقلال الجزائر
الفايننشال تايمز: ماكرون يدين "بربرية" فرنسا في الجزائر
ووافق 25 سبتمبر/أيلول اليوم الوطني لتكريم الحركيين في فرنسا حيث أعلنت الدولة عن تدابير لصالحهم منها تخصيص أربعين مليون يورو على أربع سنوات لمساعدة الحركيين من الجيل الثاني الذين لا يزالون يواجهون صعوبات اجتماعية في الاندماج.
ويبدو ماكرون مصمما على كسر المحظورات المتصلة بهذا الإرث التاريخي؛ ففي الأسبوع الماضي اعتذر لأرملة موريس أودان الشيوعي الذي ناضل إلى جانب الجزائريين المطالبين بالاستقلال ومات تحت التعذيب بعد أن خطفه الجيش الفرنسي في 1957.
------------
مقال ذو صلة : حركات التحرير الكاذب :
https://salah48freedom.blogspot.com/2020/12/blog-post_12.html
---------------------------
تعليقات
إرسال تعليق