كوفيد 1443 بدوية - 1
كتب : صلاح الدين محسن
13-9-2021
كلهم خراف ونعاج مهانة في حظائر الأديان
كنت مع مجموعة معارف ... قال لي أحدهم : لك مقال : بَدِّل عقيدتك كما حذاءك فكلها سواء
أولم تقصد أتباع عقيدة بعينها . لكونهم مضطهدين ومهانين ومتمسكين بالإهانة والاضطهاد لأجل دين !؟
آخر : ان ذاك الدين نفسه يشجعهم علي قبول المهانة والاضطهاد لأجله ، وبنص واضح صريح عجيب !
قلت : الجميع مُهانون بداخل حظائر الأديان .. لكن لا يبدو الأمر هكذا , إلا لأتباع دين أو أديان الأقلية ، لأن اضطهادهم اكثر وأكبر.. لكن الاضطهاد والمهانة بسبب الخضوع لدين ، واصل حتي أتباع دين الأغلبية أيضاً .
ثالث : كيف ??!
قلت : ٨٠٪ علي الأقل لا يحبون شهر الصوم ، ولكنهم يصومون اضطراراً ، وخضوعاً لأوامر دين . والتفاصيل طويلة والأمثلة كثيرة
رابع : نعم نعرفها ، نعرف ذلك ، والكارهون للصيام ولشهر الصيام يفضفضون بتبرمهم تارة ، وتارة أخري يتظاهرون بحب الصيام وشهر الصيام ! من باب التقية . لأن كل واحد يخشي أن يتهمه الآخر بقلة الايمان أو بالكفر .. الكل يخاف من الكل ، ويخاف من رجال الدين وسلاح التكفير الذي يحملونه تحت ألسنتهم .
قلت :
مثال 1 : حكي لي مسلم في الصعيد , كان باصبعه دبلة الخطوبة الذهبية ( في التسعينيات من القرن الماضي ) كما كانت العادة عند عموم الشعب في ذلك الوقت ( الرجال يستخدمون دبلة الخطوبة أو الزواج , ذهبية لا فضية ) فأوقفه أفراد جماعة إسلامية ، وسألوه عن دينه ، فلما عرفوا إنه مسلم ، استجوبوه : لماذا يلبس الذهب وهو محرم علي ذكور المسلمين ? ولما هموا بضربه ، جري فلحقوا به ، وكان علي شاطيء النيل في ديروط - التابعة لمحافظة أسيوط ، فأسرع بخلع الدبلة الذهبية ورمي بها في النيل ، هنا فقط توقفوا عن ملاحقته .. أوليس في ذلك إهانة واضطهاد للمسلم أيضاً , التابع لدين الغالبية !؟
مثال 2 :
باحث علماني . مسلم حسب البطاقة - الهوية - ، كان قد أكمل كتاباً عن أخطاء ومساخر وسقطات وتخاريف وأساطير موجودة في الكتاب اللئيم - المشهور ب " الكريم ".. وينتظر الفرصة لنشره . في ذاك الوقت جاءه طفله التلميذ بالمدرسة الابتدائية وقال : أبي .. ساعدني علي حفظ هذه السورة القرآنية ، لكي لا أتعرض للضرب غداً من معلم الدين بالمدرسة .. !!!
فماذا يفعل الأب ؟ هل ينصاع وهو صاغر وذليل , ويُحفِظّ طفله كلاماً هو غير مقتنع به , كلاماً من كتاب يعرف انه يعج بخرافات وتناقضات وأخطاء إملائية ولغوية مختلفة ، وحشو وتكرار ، وكلام معيب وقبيح ؟
أم يُخبِر طفله عن حقيقة ذاك الكتاب ، وينهاه عن الحفظ ؟ ... ولو فعل , فان رد الفعل سيكون كما السيناريو الآتي :
في الْيَوْمَ التالي يسأل المدرس التلميذ : لماذا لم تحفظ الواجب ؟
فيكون رد الطفل : أبي قال لي كدا وكذا
فيجن جنون المدرس ، ويصرخ فيه , وينهال عليه ضرباً .. ثم يسارع بإبلاغ مدير المدرسة ، الذي يقوم بدوره باستجواب الطفل عما قاله له الأب . ويسارع بإبلاغ مدير المنطقة التعليمية... الذي يُعجِّل بإبلاغ نيابة أمن الاسلام ( نقصد نيابة أمن الدولة المتلاحمة مع الدين والغائصة فيه )
وتسارع النيابة بالأمر بضبط وإحضار الأب والطفل ( غالبا في منتصف الليل ، أو قبيل الفجر ! . كعاداتهم )
... ... و يتم الحكم علي الأب بالسجن , وبإيداع الطفل في ملجأ للأحداث . باعتبار ان الأب غير أمين علي طفله !!
وتنشر الصحف الخبر .. ويعرف آباء وأمهات زملاء الطفل وأصدقاؤه ، فيأمرون أولادهم بمقاطعته والابتعاد عنه ، خشية انتقال الحالة اليهم ، لحرصهم علي ألا يبرأوا من عدوي كورونا صلعم ( كوفيد 1443 هجرية ) .
فماذا يفعل الأب الباحث المثقف الفاهم ؟ وبماذا تنصحه ؟
هل تنصحه بأن يقوم بتحفيظ ابنه كلاماً هو غير مقتنع به . وهو صاغر وذليل !؟ أم يتلقي هو وطفله ذاك المصير الأغبر - المحاكمة والسجن - الذي شرحته لكم . وكلنا نعرف انه سوف يحدث بالتأكيد ؟!!
أوليس في ذلك ذُلٌ واضطهاد لمثقف من عقيدة الغالبية !؟ .. شأنه في ذلك شأن ما يتعرض له من وقت لآخر , أتباع أديان أقلية !..
كلهم سواء في الصِّغار والذُلّ , في حظائر الأديان . ولكن أتباع دين الغالبية , أكثرهم لا يشعرون بذُلِّهم وخضوعِهم , أو لا يفهمون .
-------
تعليقات
إرسال تعليق