انهم يُسلِّموّن مفاتيح الحضارة

 

حوار - بالايميل - بين الكاتب صلاح الدين محسن , و الكاتب والطبيب العراقي - البريطاني - د .عبد الخالق حسين

يوليو 2021

صلاح :

Sent: 15 July 2021  

مرحبا د . عبد الخالق

عن مسألة اعتقاد بعض المعوربين والعرب في سقوط أمريكا واسرائيل

في تقديري ان الحضارة في أوروبا وأمريكا يبدو انها قد اكتمل عمرها الافتراضي . وانهم يسلمون مفاتيح تلك الحضارة / توجد شواهد تبين ذلك 

وجميع الحضارات ككل الكائنات لها عمر افتراضي - كما يقال  : حضارات سادت ثم بادت

وهذا تكلمت عنه في كتاب عام 2005  ( " الكتاب الثلجي " هل تسقط حضارة غزو الفضاء  ؟ ) وباعتباري أقيم باحدي دول حضارة الغرب - كندا - أرصد عدة شواهد تدل علي ان أصحاب تلك الحضارة  يعدُّونَ لتسليم مفاتيحها .. وتوجد شواهد من أمريكا وبدول أوروبية . وفي استراليا - حيث أحد قرائي الأصدقاء , يقيم في ملبورن , يروي لي شواهداً من هناك .. كما لو كان يتكلم عما أراه في كندا . من شواهد الاتجاه نحو سقوط الحضارة . والتوجه لتسليم مفاتيحها للمهاجرين واللاجئين القادمين من العالم الثالث - ولاسيما الدواعش  

من أبسط مظاهر ذلك - أبسطها - ما ذكرته في مقال بمدونتي بالرابط التالي :

https://salah48freedom.blogspot.com/2019/07/blog-post_33.html

تحياتي

صلاح

رد  د. عبد الخالق حسين :

Sent: July 16, 2021  

 عزيزي د. صلاح

أعذرني أن أخالفك في رأيك حول سقوط الحضارة الغربية

منذ القرن التاسع عشر، وهناك مفكرون غربيون مثل شبنجلر، يبشرون بسقوط الحضارة الغربية، وهاهي الحضارة في تقدم مستمر.

الغرب بلغ مرحلة النضج، والدول الغربية هي دول المؤسسات، وليست دول المسدسات كما الدول الشرقية والإسلامية خاصة

الأمور هنا تديرها مؤسسات علمية، وإذا ما استثنينا المخبول ترامب، فإن جميع الحكومات الغربية تديرها الجامعات من وراء الكواليس، فإذا أراد المسؤولون الإداريون أن يأخذوا قراراً حول أمر ما، فسيكلفون خمس هيئات علمية جامعية لتقديم بحوث دكتوراة حول ذلك الأمر، ودون أن يعرف بعضهم ببعض، ويتوصلوا إلى قرار علمي، والإدار تأخذ بالأفضل.

عامل آخر يجعلنا متفائلين وهو أن البشرية تسير نحو التقارب، أي نحو العولمة، والعلوم والتكنولوجية المتطورة ساهمت مساهمة كبرى في هذا التقارب، ونحو الحكومة العالمية

صحيح، وربما تتظاهر الحكومات الغربية بالضعف، ولكن هذا من قبيل: (تمسكن كي تتمكن). في الغرب علماء وفلاسفة وفنانون فطاحل هم الذين يديرون شعوبهم ودولهم.

أرجو أن لا أكون قد افتهمك بالخطأ، ولكن ما طرحته أعلاه، هو الذي اعتقد به. أنا متفائل بمستقبل البشرية، فالشعوب والحكومات الغربية بلغت مرحلة النضج والعلم والتكتنولوجية المتطورة، أما حكومات العالم الثالث فهي مازالت تعيش مرحلة المراهقة والخرافة.

مع التحيات

عبدالخالق

رد من صلاح الدين محسن :

Sent: 16 July 2021  

 عزيزي دكتور عبد الخالق

الموضوع كنت قد أعددت عنه كتاب عام 2005 . لكن سأحاول تلخيص رأيي :

أولاً : دول الغرب - بحكم التمدن - أحجموا عن الانجاب أو قللوا جداً .. ولحاجتهم الشديدة لأيادي عاملة . فانهم يفتحون باب الهجرة . وأغلب المهاجرين من بلاد العالم الثالث . ومعظمهم يحملون بذور التخلف والجهل والعادات السيئة - والارهاب - أي يحملون معهم بذور رِدّة حضارية

ثانياً : حتي في اللجؤ لا يميزون بين داعشي وانسان بريء . لذا أري بأم عيني الدواعش في مونتريال - كندا - ونعرفهم من ملابسهم ولحاهم . وهم يحاولون فرض اسلامياتهم علي المجتمع الكندي كالاصرار علي عدم استخدام التحية المعروفة هنا في مونتريال : بونجور/ هاي ... بل : " السلامو عليكم " .. كما يتشاجرون بسبب المناقشات الدينية المتعصبة في الأماكن العامة مثل " الكوفيه شوب"  .. وغير ذلك .

لاحظت مع كثرة المهاجرين من دول العالم الثالث , ان أبناء الحضارة ينزوون , وسينقرضوا .. وستنقرض معهم قيم وعادات وآداب حضارية هي أعمدة الحضارة . مثل :

أ - فقدان آداب السير فوق الرصيف العام بالشارع . بسبب المهاجرين الذين لا يجدون من يوجههم أو يلزمهم بذلك

ب - القاء المخلفات بأي مكان بالشارع / دون أن يجدوا من يوجههم أو يوقع عليهم عقوبات

ج - كان بالباص - الأتوبيس - وأيضاً كباقي المحلات , وبكل الدوائر الحكومية . عند دخول المواطن يبادرونه بالتحية . حتي سائق الباص . عند صعود الركاب . كان يحييهم واحداً واحد , وواحدة واحدة . وهو يبتسم في وجوههم : بونجور مدام .. بونجور مونسير

وعند النزول من الباص , كان السائق أو السائقة تودع كل راكب :  متمنين له يوماً سعيداً . أو بالقول : نراك قريباً / وبمودة وابتسام وانسانية راقية وكذلك بالمحلات وبالدوائر العامة ( هذا فقدناه بنسبة 90 بالمائة ) لأن المهاجرين يتمددون ويشغلون أغلب الدوائرالعامة .. لذا أري تراجعاً في المعاملة الراقية .. وتمدد الفساد والاستهتار الموجود بدول العالم الثالث ينتقل تدريجياً للمجتمع الغربي الذي أعيش فيه 

ان دول الغرب تنزعج اذا قيل ان الحوت الأبيض أو النسر الأبيض في  طريقه للانقراض . وتَخِفّ لحمايته . لكن عندما يدق الباحثون ناقوس الخطر بالقول ان الانسان الأبيض سوف ينقرض . يجدون من يصرخ فيهم : هذه عنصرية !.

أنا أقيم بمسكن حكومي - مخصص لمحدودي الدخل , والاصلاحات كلها علي نفقة البلدية , مالكة السكن - عندما سكنته منذ 12 سنة ,كان العامل الكندي , الذي يأتي لاصلاح شيء بالشقة يلتزم بالميعاد ..وكان مكتب ادارة المبني يسألنا بعد ذلك , ان كان العامل قد جاء وتم عمل اللازم كما يجب - ليطمئن - ويسأل ان كانت قد حدثت أية أضرار تسبب فيها سؤ أداء العامل ؟

أما الآن / مع كثرة المهاجرين الوافدين من بلاد همجية ولا أحد يشدد عليهم أو يوجههم أو يحاسبهم - فكل شيء قد انقلب

لا توجد رقابة صحية فعالة علي الأغذية التي تعرضها المحلات

السياسة تجارة .. والسياسيون تجار - ولا يتعاملون بحسم مع الارهاب . ففي فرنسا - الرئيس ماكرون , بعد كثرة عمليات الارهاب . طلب من المنظمات الاسلامية أن تضع نظاماً يتفق مع الجمهورية الفرنسية (!!! ) أي ان ماكرون , قد سَلَّم للارهابيين صلاحية السلطة التشريعة ببلاده ! سلمهم زمام وحق التشريع والتقنين لأنفسهم بأنفسهم . وهم ماكرون مخادعون ملتوون . 

وفي كندا .. " ترودو " رئيس الوزراء . عندما فاز للمرة الأولي في الانتخابات . ليكتسب وِدَ الارهاب الاسلامي , ذهب وجلس معهم بالمسجد ! وراح يشاركهم الاحتفال بشهر رمضان .. ! ( عاملهم بالعاطفة لا بالقانون , ولا بأدوات السلطة )  ويومها كتبت مقالاً ,  أراهن فيه علي أن هذا لن  يرضيهم ليحجموا عن الارهاب في فترة رئاسته. وراهنت علي أن عمليات ارهابية سوف تحدث في كندا , في وجود " ترودو ".. وقد حدثت .. 

و مؤخراً وبشكل متأخر جداً , محكمة أوروبية أصدرت حكماً - متردداً -  بان للشركات أن تمنع الحجاب في العمل , اذا كانت لديها تبريرات

وهذا يفتح باب الجدل حول التبريرات . وهل هي في محلها أم في غير محلها ! يعني قرار المحكمة غير واثق وغير مسؤول - وجاء بعدما شبعت أوروبا ارهاباً من فعل دين الحجاب . وبعدما فاض الكيل بها 

تلك كانت أشياء سريعة مما نتذكره - وهي من أبسط الأشياء - . وأعرف ان مثلها يحدث في دول حضارية أخري 

مع التحية والتقدير

صلاح 

رد دكتور عبد الخالق حسين :

Sent: July 16, 2021  

 عزيزي دكتور صلاح

ألف شكر على وقتك الثمين وجهودك في جوابك الصائب الرصين، أتفق معك 100%، وهنا في بريطانيا من الإجرام والفساد من قبل الإسلاميين المهاجرين إلى درجة مرعبة.

فهناك أحياء في ضواحي لندن وضعوا في الشوارع لافتات مكتوب عليها: You are in Sharia law Zone، غير مسموح بها بيع الخمور. وكذلك ذهبتُ قبل سنوات مع صديق عراقي مقيم في لندن، إلى شارع لا يبعد كثيراً عن المركز، وكان أيام عاشوراء، أي ما يقيمه الشيعة من عزاء على مقتل الحسين. فشعرت وكأني في مدينة كربلاء أو أية مدينة عراقية معظم سكانها من الشيعة، في مواسم عاشوراء حيث تجد المواكب الحسينية وهم يلطمون ويضربون ظهورهم العارية بالسلاسل، أو صدورهم بالأيدي، بشكل مخزي.

كذلك قرأت في الصحف البريطانية أن إدارة السجون عينت رجال دين مسلمين ليثقفوا سجناء مسلمين لجرائم عادية كي يؤهلونهم للحياة الطبيعية بعد إكمال مدة محكوميتهم. فقام هؤلاء الأئمة بشحن السجناء بالتطرف الإسلامي وتخرجوا من السجون وهم أعضاء في المنظمات الإرهابية مثل داعش وجماعة أبو حمزة المصري، وأبو قتادة الأردي... وغيرها

نعم هناك كوارث، ولكن مع كل هذه المآسي أعتقد عامل الخير سينتصر، وهؤلاء المجرمون يواصلون جرائمهم لأنهم من الجيل الأول من المهاجرين، ولكن أبناءهم وأحفادهم سيتغيرون، وأنا أعرف الكثير من الأبناء الشباب الذين فروا من العراق، آباءهم متدينين، بينما جيل الشباب متمرد على آبائهم .. 

والغربيون يعرفون ذلك أن أبناء الجيل الثاني أو الثالث سيتشربون بالثقافة الغربية وسيتخلون عن ثقافتهم الأصلية التي استوردوها من بلداهم.

مع خالص الود والتقدير

عبدالخالق 

----- 

رد صلاح الدين محسن :

مرحباً عزيزي د . عبد الخالق 

شكراً علي الاضافات التي تفضلت بها 

واسمح لي باضافة المزيد - مما أتذكره الآن - :

تحولات حدثت بسبب مهاجري العالم الثالث وارهابييهم ( الذين لا يجدون من يوعيهم ويوجههم ويحاسبهم . بل يجدون من يفتحوا لهم الأبواب فقط ! ) 

كان السفر بين كندا وأمريكا بالهوية .. وبسبب الارهابيين المهاجرين من العالم الثالث / صار بشرط الباسبورت

كان الباص - الأتوبيس - والمترو , يسمحان  لمن يدخل ببطاقة ركوب , ببطاقة اضافية ورقية مطروحة أمام الجميع , تسحب مجانا من ماكينة - ترانسفير - ولاساءة استخدام ذلك من نفس الهمج . تحول الي اليكتروني ليمكن ضبطها

كانت محلات الكوفي شوب والمطاعم - ماكدونالد ,  ويمبي  , كونتاكي , وغيرها تضع مناديل ورقية للزبائن .. فاتضح ان المهاجرين واللاجئين الهمج - من دول العالم الثالث - لا يأخذون احتياجاتهم فقط . بل يسرفون جداً . فتوقفت تلك الخدمة بشكل كبير

يوجد بمدينة تورنتو - الكندية - باكستانيون , أقاموا مجتمعاً دينياً اسلامياًً ,  كما دولة بداخل الدولة . بيوت في وسطها مسجد ومصممة علي أساس كل بيت يجد طريقاً مباشراً يصل به للمسجد - ليتلقي فيه تعاليم الارهاب - ويعلنون بصراحة وبلا مواربة انهم يهدفون لأسلمة كندا كلها

!! 

في أمريكا تمكنت امرأتان اسلاميتان من الوصول لعضوية الكونجرس الأمريكي / رشيدة طليب، وإلهان عمر 

بعد سنوات طويلة استطاع , طوالها , حفيد حسن البنا - مؤسس جماعة الاخوان المسلمين الارهابية - " طارق رمضان " أن يخدع فيها الأوروبيين باعتباره مستشار في الشؤون الاسلامية . وبانه بروفيسور معتدل . اكتشفوا حقيقته بشكل متأخر جداً .. ولا يزال غيره كثيرون يعملون مثله ولا ندري متي يكتشفونهم !؟

أوليس هكذا تعتبر دول  الغرب المتحضر , يسلمون مفاتيح الحضارة بالبطيء ؟؟

تحياتي

صلاح

----- رد من د . عبد الخالق :

Sun 2021-07-18 10

اخي العزيز د صلاح

مرة أخرى اتفق معك ماجاء بالمادة، فهؤلاء الهمج يجلبون معهم ثقافتهم الهمجية التي بسببها فروا من بلدانهم المتخلفة الى بلدان المهجر ليحيلوا هذه البلدان الى مثل بلدانهم التي فروا منها، وعندئذ اين نذهب، انها والله لمحنة من هذا الدين الذي ما هو الا نسخة من البداوة التي اضافوا اليها القداسة، وهذا ما يسمونه بالجهل المقدس،

تحياتي

عبدالخالق 

-------تعليقات علي المقال بموقع الحوار المتمدن :

تعليق 1 :

كانت هناك حضارات اوربية

2021 / 9 / 29

تعليق : عبد الفادي

شكرا استاذ صلاح على نشر هذه المناقشة الرائعة ، ارى ان الدكتور الفاضل عبد الخاق متفائل جدا لكن الواقع برأيي هو كما اوضحه الأستاذ صلاح ، الخطورة تكمن عندما يحصل المهاجر على جنسية البلد وبهذا يمكن للمتجنس ان يتسلق الى البرلمانات ثم التأثير على التشريع وتغيير الدستور ، المشكلة ان المتأسلمين لا ينتمون الى اي وطن سوى كان وطنهم القديم او بلاد المهجر، لأن انتماء هؤلاء هو للدين فقط ، فهذه النوعية لا تعرف قيمة المواطنة في العمل الجمعي لبناء الوطن بل همها هو نشر الدين واليعم الخراب للوطن ، من ناحية اخرى نرى الأحزاب الليبرالية هي الأخرى تساهم في تسهيل تخريب حضاراتهم من اجل كسب الناخبين المهاجرين ، عندما ينتشر الكذب بين المهاجرين ستنعدم ثقة الحكومة في المواطن فمثلا التحايل الضريبي ، الغش عند الدلالين في شراء وبيع العقارات ، اللعب بالقوانين من قبل موظفي البنوك من المهاجرين ، كل هذه الأمور ستكون مؤثرة في تخريب النظام بعد عقود قليلة ، انا اشبه الحال الآن بغزوات الماضي عندما تم حرق الكتب ومزقت اللوحات الفنية والمنحوتات ، وألف عافية للصنم أكبر ،

 تحياتي للجميع

-----

رد الكاتب صلاح :

شكراً علي مشاركتك القيمة 

أود التوضيح ان دكتور عبد الخالق , في البداية فعلاً كان متفائلاً , لكن بِسِعة أفقه , وبسعة صدره ( كمفكر سياسي كبير )  بالحوار , اتفق معي بعد ذلك فيما ذهبت اليه , وقدم اضافات هامة. مثلما تفضلت أنت - أستاذ عبد الفادي - وأضفت المزيد الهام في تعليقك - ت 1.. .. ولا تزال هناك أشياء وأشياء تستحق الاضافة , فالقضية أكبر من أن أُلِم بها كلها وحدي . وما ذكرناه يحتاج الي تأكيدات - و اضافات - من المستنيرين المقيمين بدول أخري في الغرب وفي استراليا .  سواء قراء أو كُتّاب -.. وهذا ما دفعني لنشر المقال . ولأن سقوط - أو إزدهار - الحضارة بالغرب , سوف يؤثر بالمثل , بالتأكيد , علي بلاد الشرق

و لو وقعت تلك الكارثة - كما أتوقع وكما شاركتني الرأي في تعليقك - اذا مضي الحال علي نفس المنوال لعقود قليلة - فان ترسانة النووي ستؤول ليد تنظيمات " القاعدة , و داعش , و طالبان ".. وهذا ما يجب أن يفهمه الغافلون في روسيا والصين

أكرر شكري لك علي مشاركتك واضافاتك الهامة

تحياتي 

تعليقات