تجار الدين لهم زبائن مخلصون

 صلاح الدين محسن

10-9-2021

كما يجب حماية المستهلك من التجار الجشعين ومن تجار السوق السوداء .. كذلك يجب حماية عقول معينة وكثيرة , تنجذب بطبيعتها لتجار الأديان الكذابين الممثلين المضلِلِين النصابين  

زرع الجهالات والتخاريف والأكاذيب الدينية بعقول الناس , يتم عن طريق تجار الأديان والجامعات والمعاهد التي تعلمهم وتعدّهم لنشر تلك الأشياء ... 

أعرف أمثلة كثيرة جداً من تلك العينة من العقول , التي تنجذب بسرعة عجيبة تجاه الدجل الديني , كما ينجذب بشدة مسمار صغير رفيع أو دبوس , تجاه حجر من المغناطيس ... 

هذا نموذج ممن عرفتهم , كان حتي قبل عامين فقط , جاراً لي في السكن مع أسرته - أمه و زوجة و طفل رضيع ..

هو يعمل محاسباً - مصري كندي - عمره 38 سنة , كان قد هاجر من مصر , ويحمل الجنسية الكندية , ويجيد الفرنسية والانجليزية بالاضافة للغة العربية , وزوجته تشغل وظيفة مٌدرِّس بالجامعة , ( جزائرية - كندية ).. ولكنها تحمل نفس عقليته , من ناحية الدين .. وكانت قد هاجرت من الجزائر . وهي تجيد الفرنسية والانجليزية ..

عندما تتكلم معه في أي مجال , تجد أمامك انسان ذكي , فاهم , واعي .. متعلم ومطلع .. أما اذا كلمته في الدين .. خاصة فيما يتناقض فيه الدين مع العلم , ويخالف صالح الانسان وحقوقه في الحريات والعدالة والمساواة .. هنا ستجد نفسك أمام انسان آخر !  وعقل محتلف .. ولا تستطيع اقناعه لا بحجة ولا منطق ولا علم , ولا بكتابات منشورة لباحثين محترمين ومفكرين كبار جادين .. كل هذا لن يفيد معه .. فان عدت للتحدث معه في أي شيء آخر بخلاف الدين .. ستجده قد عاد انساناً عاقلاً متعلماً فاهماً - كما قلنا من قبل ..- !! .

جاءه مولود أول . فقال لي : " أسميناه محمد " ..

قلت له : هو بخلاف جيلكما أنت وزوجتك .. ابنكما قد ولِدَ بينما الكمبيوتر والانترنت بين يدي أبويه .. وسوف يكبر و يسرح في الانترنت بحرية وسيجد الكتابات الحرة التي تعرض حقيقة الأديان وحقيقة من فبركوها . وحينها سيغضب منك ومن أمه لتسميته باسم سفاح ارتكب جرائم ضد الانسانية : استحي هتلر , وهولاكو , وجنكيزخان , من أن يقترفوا مثلها ..

فرد عليّ قائلاً : " عندما أخبرت أمه بأنني أود تسمية ابننا ب " محمد " .. قالت : بل فليكن اسمه " محمد اسلام " .... فأسميناه محمد اسلام ..

انها عقول مصابة ب " قفلة المخ العقائدية " - وتلك " القفلة المُخيّة " موجودة بالمعتقدات بكافة أنواعها , وفي مقدمتها - وأسوأها - المعتقدات الدينية - . والمصابون بها , مهما تعلموا , أو هاجروا وهجروا البلاد المحتلة بلغة وبعقيد جهل البدو.. فان ما زرع في أدمغتهم في الصِغر , يتأكسد ويبقي متكلساً بالمخيخ .. ولا يقدر علي تنظيف أمخاخهم تلك , سوي ارادة الحكام , ان شاءوا .. 

والحكام والسلطات , ما لم تكن لهم مصالح في بقاء وانتشار تجار الأديان  فانهم لن يتركوهم يعيثون إفساداً في عقول الشعب جيلاً  تلو أجيال ..

والحاكم السعودي " محمد بن سلمان " - لسنا بصدد تقييم عام لآدائه السياسي - عندما قرر النهوض ببلاده وبشعبه , رأي ألا حاجة له ولا مصلحة , مع تجار الدين .. فجمعهم وأمرهم بان يخرسوا ويسدوا افواههم .. فخرسوا .. ومضي يطور من بلاده وشعبه .. ففي وجود تجار الدين .. كل القاطرات المتجهة نحو التحضر والتمدن والمستقبل , يتم تعطيلها ( وربما احراقها بمن فيها ! ) .. لذا لابد من اخراس تجار الدين .

ان تجار الدين يجب أن يعاملوا بأسوأ مما يعامل به المهربون وتجار السوق السوداء , والمخدرات , والمخالفون للتسعيرة الجبرية . لأن تجار الدين هم أخطر من كل هؤلاء

فعلي كل حاكم  , عنده نية حقيقية في النهوض ببلده وبشعبه , و ان لم تكن له مصلحة في تواجد وانتشار وتكاثر تجار الدين - ان يحذو حذو " محمد بن سلمان آل سعود . في اخراسهم .

--------

تعليقات