النيل ما جاشي !!؟

النيل ما جاشي  !!؟

كتب : صلاح الدين محسن
11-3-2020

منذ عشرات السنين , تغني " محمد عبد الوهاب "  للنيل , بعدة أغاني  , منها " النيل نجاشي ،  حليوة أسمر  ..الخ  " .
فهل ستنقطع مياه النيل  بفعل سد النهضة الذي تمضي اثيوبيا في بنائه ، وسوف يصرخ المصريون وهم يحتضرون موتاً بفعل الجفاف : النيل ماجاشي ، بدلاً من الغناء : النيل نجاشي !!؟؟
 دول وشعوب كثيرة بالعالم تعتمد حياتها علي مياه أنهار تنبع من دول أخري
ولو كل دولة منبع , حجزت او لعبت في كمية المياه التي تحتاجها دولة أو دول أخري من  دول المصب ، لحدثت كوارث إنسانية مروِّعة 

لذا توجد قوانين دولية تنظم العلاقة بين دول منابع الأنهار ودوّل المصبات .. لأجل حياة  شعوب كثيرة وحفاظا علي السلام العالمي ، اذ من السهل أن تقوم حروب كارثية فيما لو لعبت دول منابع الأنهار في حصص ومقدرات حياة شعوب دول المصبّات .. 

لو مضت اثيوبيا فيما هي ماضية فيه ، من عناد ورفض التوقيع علي اتفاقيات تشارك فيها دولة كبري هي أمريكا ... سوف تحدث كارثة لمصر ولشعبها .. جفاف وموت الزرع والضرع والإنسان 

مصر تعدادها 100 مليون نسمة .. قد يتعرض منهم ٣٠ ثلاثون مليون إنسان للموت عطشاً وجوعاً
وبدلاً من أن يموتوا بداخل مصر  وتلك كارثة فوق الكارثة .  فالأفضل هو أن يذهبوا ( الثلاثون مليونا ) برا وبحرا وجوًا الي اثيوبيا .. إما لوقف الجريمة ,  وحماية ما تحتاجه بلادهم وباقي شعب مصر من المياه ... أو الموت هناك في اثيوبيا ..( ال٣٠ مليون ) أوليس ذلك أفضل من أن يظلوا جالسين في مصر انتظارا للموت عطشاً وجوعاً بفعل  الجفاف ؟؟؟ 

حبل المشنقة الذي تلفه اثيوبيا حول رقبة مصر وشعبها . بتخطيط شرير لقوي عالمية معروفة ببراعتها في المخططات الخبيثة والمعادية للبشرية جمعاء ..  وبتمويل من دول محسوبة علي مصر بصفتها شقيقة !
يجب علي مصر ألا تكتفي برسائل خاصة للرؤساء والملوك والأمراء لتشرح لهم قضيتها  وخطورة سد النهضة الاثيوبي علي شعبها. 
وإنما ترسل السيد وزير الخارجية لتسليم رسائل خاصة - مفتوحة - لرؤساء وملوك وأمراء دول معينة .. لتقول الرسائل باختصار . نذكركم بأنكم قمتم بدور في التخطيط ( أو في تمويل ) لبناء سد النهضة بإثيوبيا ، مما سيجلب الهلاك علي مصر وشعبها .
وجئنا لنقول لكم : شكراً . ( ويستأذن وزير الخارجية في الانصراف . بالقول : جئت لأسلم الرسالة فقط . دون مناقشتها . جئت لأشكركم فقط ) .
--
بوادر الكارثة المقبلة علي مصر أطلت  بقرونها منذ سنوات .. وكان يجب أن تكون انذاراً  وداعياً لاتخاذ تصرف سريع وعاجل .. ولكن ..!..
فمنذ سنوات كثيرة في وجود الرئيس الراحل حسني مبارك ، وقبل الإطاحة به . شاهدت في اليوتيوب فلاحاً مصرياً يصرخ بسبب عدم وصول مياه للأراضي الزراعية بقريته ، ويقول الأرض طبّلت ( صارت من طول الجفاف كما الطبلة .. كما أرض الشارع ، لا كما الأرض الزراعية . وان أبناء الفلاحين هجروا القرية ورحلوا بعيدا لمدينة دمياط ، بحثا عن مصدرآخر للرزق . بخلاف الزراعة !
والجدير بأن نذكره ان ذاك الفلاح البائس من المحافظة التي وُلِد فيها وينتمي اليها رئيس الجمهورية وقتذاك " حسني مبارك " . محافظة المنوفية  !!.   أي كان يوجد تقاعس كبير - لامبالاة  لا تُصدّق - في التعامل مع الكارثة قبل وقوعها ، وها هي الآن تقترب وتقترب أكثر ...

كان يجب تنفيذ مشروع لتوليد الطاقة الكهربائية من الشمس في توشكا - جنوب مصر -  يكفي الدولة بأكملها منذ حوالي عشرين عاماً ، بعيدا عن السد العالي الذي يعتمد علي مياه تأتي من أثيوبيا . وقد يفاجأ المصريون يوما بأن كهرباء السد باتت في كف عفريت بانقطاع مياه النيل عن مصر .. 
( المشروع نشرته أكبر صحف مصر "الأهرام" في صفحة كاملة حوالي عام 2001 : 2002 . بعنوان " المداخن الشمسية "  والمفروض ان كافة المسؤولين في مصر قد قرأوه - منذ 19 سنة - ، وبدأ التنفيذ علي الفور ، وكان يجب ان يكون قائما بالفعل الْيَوْمَ .. ومصر آمنة من ناحية الكهرباء .. لكن لم يحدث .. ! .
كنت في السجن السياسي وقتذاك . وقرأت الموضوع كاملاً  - صفحة كاملة بالأهرام - ، نظراً لأهميته الكبري لمصر ولشعبها .. فتري : الم يقرأه  الرئيس حسني مبارك. هو ولا أولاده ولا السيدة الفاضلة , ولا وزير الكهرباء ولا وزير التخطيط ، ولا رئيس الوزراء .. ألا يقرأ كل هؤلاء أكبر صحف بلدهم " الأهرام " الصحيفة الرسمية للدولة  ؟؟؟
الا يوجد لهم مستشارون إعلاميون ليقرأوا لهم ما تنشره كبري صحف الدولة ويتوقفوا عند مشروع هكذا ويوصوا بالإسراع في تنفيذه لأجل الأمن المائي المصري  , ضد احتمالات تغير أحوال كهرباء السد العالي بسبب المياه التي تصله من بلاد بعيدة جداً ، علي بعد آلاف الأميال . من اثيوبيا !؟؟

تحلية مياه البحر  :   
مصر لها سواحل علي شواطيء البحرين  المتوسط , والأحمر ، تمتد لآلاف الأميال .. 
ُأرجِح وجود اختراعات  لشباب المخترعين المصريين ، مهملة بالإدراج البيروقراطية .. وهي تمكن من تحلية مياه البحر بتكاليف اقتصادية جدا ... ان لم تكن موجودة .. فيجب رصد جوائز ثمينة لشباب المخترعين المصريين - بكليات العلوم وغيرها - لتقديم أكثر الطرق اقتصادية لتحلية مياه البحر . 
( الجهود السياسية والدبلوماسية - أو ما هو أشد منها - لحل مشكلة مصر مع اثيوبيا بخصوص السد والمياه .. يجب ألا تُوقِف البحث عن بدائل قبل أن يفاجأ الناس بكارثة مواجهة الموت عطشً وجوعاً لانقطاع مياه النيل ) .     

الزراعات التي تحتاج للقليل من المياه :
ان كانت بأدراج الروتين والبيروقراطية مخترعات لشباب الباحثين المصريين ، لزراعات لا تحتاج الا للقليل من المياه .. فلماذا لا تستخرج وتطبق علي الفور ، لمواجهة مشكلة شُح المياه من قبل ان تتفاقم  وتصل بالشعب وبالبلاد لمرحلة اللامجاة ..؟
وان لم تكن هناك اختراعات جاهزة ، فلماذا لا يتم رصد أقيم الجوائز لاجل هذا الغرض ؟
من المعروف ان زراعة الأرز تحتاج للغمر الدائم بالمياه , مما يزيد الاستهلاك ،  وسمعنا من قبل ان الصين توصلت لابتكار  أرز لا يحتاج سوي للقليل من الماء .. أتمني ان تكون تلك الخبرة قد تم نقلها لمصر . وان لم تكن ، فيجب الإسراع بنقل تلك التنكنولوجيا الزراعية من الصين . لتوفير المياه الزائدة اللأزمة لزراعة الأرز .

بالهندسة الوراثية يمكن : 
( ما سنقوله هنا لا هذر فيه ولا خيال ) : استنباط زراعات وحيوانات وطيور  لا تحتاج للماء . بل تأخذ احتياجتها منه , من الهواء الجوي - الاكسوجين + النتروجين - كما هو حال حيوان الكونغر  بأستراليا . الذي لا يشرب الماء ، بل يستخلصه من الهواء الجوي ، بموجب جين وراثي . ( لم يعد هذا القول من باب الخيال .. )  
يجب رصد جائزة قدرها ١٠ مليون دولار أمريكي ، او ١٠ مليون يورو  ، للمصري الذي يخترع  زراعات - أو طيور ، أو حيوانات - من ذاك النوع - لا تحتاج لشرب الماء - وتوجه الدعوة بشكل خاص لشباب المخترعين ، لكون الشباب في العادة طموح و وثاب .. ( سواء كان الاختراع  لفرد  أو لمجموعة معاً . لتشجيع الحالتين .الفزدية والجماعية - ( والمهم التطبيق .. وليس تجميد المخترعات بأدراج المكاتب .. المهم التطبيق ، ونكرر  : المهم التطبيق ،، الفوري ) 

يجب علي رجال الأعمال المليونيرات والمليارديرات ( الذين حققوا الثراء من التجارة بأراضي الدولة ، والذين ، والذين , واللائي ....  تزكية أموالهم بالمشاركة في عمل شيء يساعد علي مواجهة الكارثة المحدقة بالوطن والشعب . بالاسراع باقامة محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي - كل منهم في محافظته أو مدينته - لاستخدام تلك المياه في الري وفي الصناعة . وتوفير مياه الشرب .

مياه السيول :
انها نعمة فلماذا تُترَك لتتحول الي نقمة وكوارث !؟ يجب انشاء سحارات تحت الأرض لاستقبال مياه السيول في المناطق المعتاد تعرضها لها . واصطياد تلك المياه  وتخزينها بطريقة آمنة والاستفادة منها في الزراعة .. هذا ما كان يجب عمله منذ سنوات طويلة مضت في مناطق تتعرض كثيراً لكوارث السيول - في الصعيد وفي سيناء - والواجب الاسراع بعمل تلك السحارات لاصطياد وتخزين مياه السيول .. البدء في عملها اليوم وليس غداً .. فكارثة الفقر المائي صارت أقرب للمصريين من حبل الوريد . يجب عدم الاعتماد كل الاعتماد   علي المفاوضات مع اثيوبيا. بل العمل في كل الاتجاهات. العمل السريع . فلم يعد هناك الكثير من الوقت .

قادة اثيوبيا المغرر بهم من جهات معينة لأجل خنق مصر وشعبها بحبس ماء النيل عنها ... هل سيكرروا ما حدث مع اريتريا .. التي تصالحوا معها , ولكن بعد حرب تسببت في مقتل عشرات الآلاف !؟
ألا يمكن التصالح الآن مع مصر , وقبل أن تقوم حرب وقبل مقتل عشرات الآلاف ؟ 

ألا يفهم قادة اثيوبيا ان قطع المياه ، هو مسألة حياة أو موت . وان من يشجعونهم علي خنق مصر . لن يحاربوا معهم في حالة قيام حرب بسبب المياه .. قد يمدوهم بالسلاح فقط . ولكن الموت سوف يكون علي حساب أبناء شعبي اثيوبيا ومصر .. ! والأعداء المحرضين والمخططين والممولين : في أمان  ... ! . 
-----   يكاد لا يوجد مطرب أو مطربة من مصر إلا وغنوا للنيل ..
ويكاد لا يوجد شاعر مصري ألا وتغني في شعره بالنيل ..
أغنيتان للنيل :
1 - قصيدة "  النهر الخالد "  شعر محمود حسن اسماعيل , لحن وغناء محمد عبد الوهاب :
2 -  يا حلو يا أسمر  غناء العندليب عبد الحليم حافظ , لحن محمد الموجي . كلمات سمير محبوب :

تعليقات