مختارات - هل يقرأ الله الفيسبوك .
هل يقرأ الله .... الفيس ؟؟؟
قد يكون العنوان مستفز لدى البعض ومنطقى لدى اخرين ... والسبب هو هذا الكم الهائل من الصلوات والابتهالات على صفحات الفيس بوك للمصريين سواء من مسلمين او مسيحين , اعتقد ان الفيس بوك هو لتبادل الأفكار والتعبير عن الآراء بحرية او للاغانى المحببة لدى الفرد او مواقف طريفة او ذكرى شخصية .اما الصلاه فمكانها الحقيقى هو المسجد او الكنيسة او المنزل ..لانها امر شخصى بحت ... هل ما يحدث على صفحات الفيس من ابتهالات واستغفارات هي نوع من استعراض تدين الشخص لمن حوله حتى يعطى انطباع انه ورع وتقى ومؤمن وطاهر ومؤدب وذو اخلاق حميدة ... ؟؟ ام انه يرى انه يتقرب الى الله من خلال ما يكتبه وينشرة على صفحات الفيس بوك فيزيد من ميزان حسناته حسب اعتقادة ؟ انها أسئلة حائرة ومشروعة امام هذا العدد الهائل من البوستات الدينية اليومية على صفحات الفيس بوك .. والبعض يرتدى عمامة الواعظ سواء عمامة شيخ او قسيس ويقوم بمحاولة اهداء الغير الى صحيح الدين في محاولات ساذجة وكلام ساذج لان الباحث عن الحقيقة يستطيع بمنتهى السهولة الاطلاع بالكتب المتخصصة عن اسئلته او من خلال البحث في جوجل واليوتيوب وليس من خلال بوست على الفيس بوك !!
قد يكون من المنطقى نشر بوست دينى بمناسبة الأعياد الدينية مثل عيد الفطر او عيد الأضحى او عيد الميلاد او عيد القيامة ... اما نشر البوستات الدينية بدون مناسبة قد تعبر عن هوس دينى او استعراض دينى ومعظم الفيس بوك في العالم تكاد تخلوا من البوستات الدينية ما عدا دول الشرق الأوسط وخاصة مصر ... اكاد احس ان البعض اصبح يعيش في غيبوبة دينية ويكاد ان يقتصر طقوسة الدينية على صفحات الفيس بوك وليس في الواقع ..
والشئ الغريب انه رغم تعارض المذاهب والأديان المختلفة يصر كل فريق انه صاحب الحقيقة المطلقة والغير في ضلال كبير ويؤكد دائما ان ما يقوله هو الصح وما يقوله الغير هو الهراء بعينه .
يكتب البعض مثلا ( اللهم ...... او استغفر ... او يارب ... او طوبى ... ) كل ذلك مقبول ومفهوم عندما يخاطب الانسان ربه ولكنه غير مفهوم عندما يستعرضه امام الغير او انه يطلب من الله ان يتابع ما يكتبه على صفحات الفيس ليحقق دعائه وامنياته !!
ان قليل من الادراك والعقل والمنطق مطلوب عند ممارسة الدين على صفحات الفيس بوك لانه امر شخصى بحت وليس امرا استعراضيا ... فيجب اضفاء طابع الاحترام والتقدير للطقوس الدينية وليس طابع التهليل والاستعراض وتاتى المقولة المشهورة التى تقول ..., اريد ان اشاهد تدينك فى اعمالك واقوالك وليس فى ما تكتبه على صفحات الفيس بوك .. فهناك البعض ينشر يوميا ادعية ومواعظ دينية تعطى انطباعا انك امام انسان تقى وورع ومبجل وهو فى الحقيقة كاذب ويلاحق الاناث دائما وبوشين ... اى نظام د هيكل ومستر هايد اى شخصية بوجهين متناقضين .
ان ممارسة الطقوس الدينية لا تتطلب نشر البوستات الدينية اليومية على صفحات الفيس بوك وانما تتطلب ان يكون الفرد مخلصا لاعتقاده الشخصى وليس مستعرضا له .
تعليقات
إرسال تعليق