أبيدوس - آثار وتاريخ ضارب في القدم - لم تأخذ ما تستحقه من الاهتمام


منقول من موقع Egyptology - آثار وحضارة مصرية . بالفيسبوك :
تميز وسحر أبيدوس
Ahmad Eissa
1-3-2020
 Egyptology - آثار وحضارة مصرية
أبيدوس موقع اثاري متفرد ليس له مثيل في مصر الفرعونية كلها حيث كانت اهم بقعة تشد لها الرحال لغرض الحج والزيارة المقدسة وعلى مدار فترات زمنية طويلة بها المعبد الوحيد من مصر القديمة المحتوي على سبعة مقاصير لأهم ستة معبودات مصرية بالاضافة الى شخص الملك نفسه وليس ثلاثة هياكل فقط كباقي المعابد وهذا المعبد به أهم قائمة أسماء ملكية شبه متكاملة وأسفله الضريح الوحيد الاوزيري المتكامل بتصور الماء الأزلي والتل الأزلي وكهف العالم السفلي وجدران قاعاته تحتوي أجمل نقوش بارزة من عهد سيتي الأول ومن كل عصور مصر القديمة كلها هي في جمالها ورقتها ونعومة تنفيذها معجزة واعجوبة تسحر الأنظار وتسلب الألباب وبقاعات هذا المعبد كذلك مظاهر النقلة الثورية بين جمال الفن ممثلا في نقوش عهد سيتي الأول البارزة الرقيقة وبين جبروت الفن ممثلا في نقوش عهد ابنه رمسيس الثاني الغائرة الجبارة، لقد أسمى أستاذ كل أجيال الآثاريين بروفسور عبد المنعم أبوبكر هذا المعبد "درة المعابد المصرية" وهو بحق أعجوبة معمارية وفنية يحق لمصر ان تباهي بوجودها على أرضها ولايزال سقفه باقيا كاملا وهو الوحيد في ذلك من كل معابد العصر الفرعوني مقارنة بمعابد العصر اليوناني الروماني في دندرة وادفو وغيرها؛ تضم ابيدوس معيدا آخر للملك رمسيس الثاني وعشرات الأضرحة المقدسة لعشرات من اهم فراعنة مصر وخرجت منها آلاف اللوحات النذرية من مختلف العصور الفرعونية لتحسب كأهم موقع على مستوى العالم في عدد ما عثر عليه فيها من لوحات لشخصيات وأفراد من كل الفئات والازمنة، على أرضها ولد "فن المسرح" بكامل عناصره لأول مرة في العالم القديم ونقله اليونانيون كما هو بفكره وثقافته قبل أن يطوروه، في أرضها دفن الملك "مينا" موحد مصر كلها في دولة واحدة وسبقه في ذلك أسلافه واجداده ثم تبعه أبناؤه وأحفاده؛ وكانت ابيدوس مثلها مثل سقارة وطيبة الغربية وتونة الجبل والاشمونين يمثلون مدنا جنائزية متكاملة وشاملة تضم المقابر وورش صناعة التوابيت واللوحات والتماثيل وقاعات التحنيط ومدارس الكهان وأسواق بيع مستلزمات الدفن والطقوس؛ كانت أبيدوس ولا زالت تجمع اتجاهات اثارية متعددة ومناحي حضارية متنوعة وقداسة قصوى متفردة لا تجدها حتى في الأقصر ذاتها او منف. وكل ذلك ينتظر مشروعا مصريا- بل عالميا- جبارا ليعيد إحياء مفاهيم والتعريف بمقومات هذا الموقع ألفريد الذي ليس له مثيل على مستوى العالم القديم كله.

تعليقات